رواية بين نارين (لهيب الذاكرة) - الجزء الثاني
انسحبت ليلى من قاعة المؤتمر بخطى متعثرة، تبحث عن هواء نقي بعيداً عن صخب الكاميرات ورائحة العطور الباذخة. وجدت نفسها في ممر ضيق يؤدي إلى حديقة خلفية معزولة. هناك، حيث يسكن الليل، سمحت لنفسها أخيراً بأن ترتجف.
"هل تهربين كعادتكِ يا ليلى؟"
تجمدت الدماء في عروقها. ذلك الصوت الرخيم، المشبع بنبرة من السخرية والألم، لم يكن سوى صوت آدم. التفتت ببطء لتجده واقفاً في الظلال، يشعل سيجارته التي أضاء وهجها ملامحه الرجولية الحادة. كان يبدو كشيطان وسيم خرج من صفحات ماضيها ليحاسبها.
"أنا لا أهرب.. أنا فقط سئمت ضجيج المكان"، ردت وهي تحاول جاهدة أن تمنع نبرة صوتها من الاهتزاز. اقترب آدم منها ببطء، خطواته الواثقة كانت تصدر صوتاً منتظماً على الأرض الرخامية، حتى أصبح قريباً جداً، لدرجة أنها استطاعت شم رائحة تبغه وعطره المألوف الذي لطالما أسكر حواسها.
"سدتِ الطرق يا ليلى، لكن القدر له رأي آخر."
همس آدم بتلك الكلمات وهو يميل نحو أذنها، مما جعل قشعريرة تسري في كامل جسدها. شعرت بيده تلامس طرف ذراعها بجرأة مدروسة، لمسة كانت كفيلة بإيقاظ نيران ظنت أنها أخمدتها منذ سنوات. "لماذا عدت الآن؟" سألته وهي تغرق في بحر عينيه الرماديتين التي كانت تعكس صراعاً لا يقل ضراوة عن صراعها.
لم يجبها بالكلمات، بل اقترب أكثر، محاصراً إياها بين جسده القوي والجدار البارد خلفها. في تلك اللحظة، تلاشى العالم من حولهما، ولم يعد هناك سوى نبضات قلبيهما المتسارعة، ولهيب الرغبة الذي بدأ يلتهم كل حواجز المنطق والمسافات. كانت ليلى تدرك أنها تسير نحو الهاوية، لكنها وللمرة الأولى منذ زمن، لم تكن تريد التوقف.
فهرس فصول الرواية
Editor-in-Chief of adwwa.com News Network | Oslo, Norway
لأننا نؤمن بالحياة.. نحن هنا
في شبكة أضواء الإخبارية، ندرك أن الخبر ليس مجرد حروف، بل هو نبضٌ وإنسان. من قلب التحدي في غزة، نسعى لصناعة غدٍ مشرق يمتد ضياؤه إلى العالم أجمع. رسالتنا هي بث الأمل ونشر الحقيقة، لنرسم معاً ملامح فجرٍ جديد يليق بطموحاتنا العظيمة.