رواية بين نارين (لهيب الذاكرة) - الجزء الأول
في ردهات مؤتمر صحفي باذخ، حيث تتشابك المصالح وتختلط الوجوه، كانت ليلى تحاول جاهدة أن تحافظ على رباطة جأشها. هي محررة محترفة، وحياتها تبدو للجميع منظمة بدقة متناهية. لكن نظرة واحدة، عابرة ومباغتة، كانت كافية لتحطم كل الجدران التي بنتها حول قلبها لسنوات.
بقلب ينبض بإيقاع متسارع، لم تتوقعه منذ زمن طويل، حاولت ليلى أن تتجاهل شعور الاحتراق الذي انتشر في أوصالها لحظة أن ارتطمت عيناها بتلك العيون الرمادية التي لم تفارق أحلامها يوماً. كان يقف هناك، على بعد أمتار قليلة، بكامل أناقته وعنفوانه الذي لم يغيره الزمن؛ بل زاده جاذبية وغموضاً.
"مستحيل... كيف؟"
تمتمت بها لنفسها بصوت بالكاد مسموع، بينما كانت تحاول سحب نظراتها العالقة به، كأن هناك خيطاً غير مرئي يربطهما عبر الحشد الصاخب. ارتجفت يداها وهي تمسك بكأس الماء، محاولة امتصاص الصدمة. لقد ظنته فصلاً أُغلق في كتاب ماضيها ولن يُفتح أبداً.
كان "آدم" يقهقه بخفوت مع أحد الحاضرين، تلاعبه ضحكته الرجولية الأضواء المنعكسة على وجهه الوسيم. كانت ليلى تعرف هذه الضحكة جيداً، وتعرف ذلك التحديق الذي يرميه حوله بكبرياء. وبعيداً عن صخب المكان، كانت تستعيد سريعاً كل التفاصيل: الوعود التي تبخرت، الشغف الذي احترق، والوداع المرير.
أغمضت عينيها مستجمعة قواها: "أنتِ ليلى، المحررة القوية.. الماضي انتهى". لكن في تلك اللحظة، رفع آدم عينيه، والتقت نظراتهما مباشرة. لم يبتسم، ولم يومئ، فقط تحديق عميق يحمل في طياته آلاف الأسئلة غير المنطوقة. كان ذلك كافياً لتدرك أن هذه المعركة قد بدأت للتو.
فهرس فصول الرواية
Editor-in-Chief of adwwa.com News Network | Oslo, Norway
لأننا نؤمن بالحياة.. نحن هنا
في شبكة أضواء الإخبارية، ندرك أن الخبر ليس مجرد حروف، بل هو نبضٌ وإنسان. من قلب التحدي في غزة، نسعى لصناعة غدٍ مشرق يمتد ضياؤه إلى العالم أجمع. رسالتنا هي بث الأمل ونشر الحقيقة، لنرسم معاً ملامح فجرٍ جديد يليق بطموحاتنا العظيمة.