رواية غدر القريب
الجزء الثالث والأخير: يوم الحساب
كان الصمت الذي أعقب صرختي في الصالون مرعباً. أمسكتُ بهاتف "نور" ورفعته عالياً كأنه سلاح جريمة. باسم كان يتصبب عرقاً، وعمي يحاول تدارك الموقف بصياح: "يا بنتي استهدي بالله، إيه الفضايح دي؟"، لكنني لم أكن لأتوقف.
فتحتُ المحادثة الأخيرة، وضغطتُ على زر تشغيل رسالة صوتية كانت قد أرسلتها نور لباسم قبل ساعة واحدة فقط. خرج صوتها مرتجفاً وواضحاً للجميع: "باسم.. أنا خايفة، لينا شكلها شكت فينا. لو عرفت إنك اتجوزتني عرفي الشهر اللي فات وإننا بنخطط ناخد ورثها ونهرب، هتقتلك وتقتلني!".
سقطت "أمي" مغشياً عليها من هول الصدمة. زواج عرفي؟ تحت سقف بيتنا؟ وباسم الذي يدّعي العفة، خطط لسرقة تعب سنين والدي! لم أنتظر رد فعلهم؛ أخرجتُ من حقيبتي ورقة رسمية وقلبتُ الطاولة تماماً: "يا عمي.. الميراث اللي باسم كان عينه عليه، والدي كتبه باسمي (بيع وشرا) من شهر، يعني باسم النهاردة خسر كل حاجة.. خسرني، وخسر الفلوس، وفضح نفسه وأختي!".
باسم جن جنونه، حاول الهجوم عليّ لكن أقاربي المتواجدين منعوه. أما نور، فقد كانت منهارة تماماً عند قدمي أمي الباكية. نظرتُ إليهم جميعاً ببرود، خلعتُ الدبلة ورميتها تحت قدمه وقلت له:
"يا باسم.. الغدر طعمه مر، بس طعم النصر أحلى بكتير. مبروك عليك نور، ومبروك على نور واحد زيك.. انتوا الاتنين تليقوا ببعض في القذارة!"
خرجوا من بيتنا مطرودين، تجرهم أذيال الخيبة والفضيحة التي ستظل تطاردهم في كل مكان. أما أنا، فقد أغلقتُ باب بيتنا، وأقسمتُ أن الأمان لا يُعطى لأحد لمجرد أنه "قريب".
أحياناً، يكون الغدر هو البداية الحقيقية لنعرف من هم الصادقون في حياتنا. لينا اليوم بدأت حياة جديدة، بلا قيود، وبلا "أقارب" يلبسون أقنعة الشياطين.
- تمت -
شكراً لمتابعتكم هذه الرواية الحصرية على شبكة أضواء.
قراءة الرواية من البداية 🏠By: Laila Omran, Editor-in-Chief of Adwaa News Network | Gaza, Palestine
لأننا نؤمن بالحياة.. نحن هنا
في شبكة أضواء الإخبارية، ندرك أن الخبر ليس مجرد حروف، بل هو نبضٌ وإنسان. من قلب التحدي في غزة، نسعى لصناعة غدٍ مشرق يمتد ضياؤه إلى العالم أجمع. رسالتنا هي بث الأمل ونشر الحقيقة، لنرسم معاً ملامح فجرٍ جديد يليق بطموحاتنا العظيمة.
