العالم يرمم الأجساد بالعلم.. ونحن نمزق المجتمع بالخلاف
بينما تنشغل مختبرات الأرض في موسكو، وبرلين، وواشنطن، وبكين، بسباقٍ محموم لفك شفرة الخلايا السرطانية، وتتسابق الدول الكبرى لتطوير لقاحات وتقنيات طبية تعيد الأمل لملايين المرضى، نجد أنفسنا في زاويةٍ أخرى من هذا الكوكب نخوض سباقاً من نوعٍ مختلف؛ سباق الإقصاء، والقهر، والصراعات الداخلية التي لا تنتهي.
سبحان الله الذي سخّر العقول لخدمة البشرية؛ فهناك تُوظَّف الطاقات والميزانيات لتطوير تقنيات حديثة، كأبحاث لقاح "إنتيروميكس" (EnteroMix) الروسي الذي يعتمد على تكنولوجيا mRNA لترميم ما أفسده المرض في أجساد البشر. هناك، يُنظر إلى الإنسان بوصفه الثروة الحقيقية التي تستحق أن تُرصد لها المليارات.
أما هنا، في واقعنا المأزوم، انحرفت البوصلة تماماً، وأُهدرت الطاقات في تصفية الحسابات السياسية وقهر أبناء الشعب الواحد تحت مسميات واهية. المفارقة موجعة حدّ الفجيعة؛ فالعالم يواجه "السرطان الطبي" بالبحث العلمي، بينما نغذّي نحن "السرطان السياسي" الذي ينهش جسدنا الوطني.
"الناس في غزة لا ينتظرون لقاحاً للسرطان فحسب، بل يبحثون عن لقاح ضد اليأس، وضد الفقر، وضد تهميش الإنسان باسم القضايا الكبرى."
لقد استُنزف المواطن الغزي حتى النخاع، وبينما تطل الوجوه عبر الشاشات لتتحدث عن "إنجازات" خيالية، يغرق الناس في أسئلة أكثر قسوة: كيف نؤمّن لقمة العيش؟ وكيف نُعالج طفلاً في منظومة صحية منهارة؟ كفانا استنزافاً لطاقاتنا في معارك خاسرة ضد أنفسنا، ولنتعلّم من العالم معنى الانتصار الحقيقي.. الانتصار للحياة، وللعلم، وللإنسان.
لأننا نؤمن بالحياة.. نحن هنا
في شبكة أضواء الإخبارية، ندرك أن الخبر ليس مجرد حروف، بل هو نبضٌ وإنسان. من قلب التحدي في غزة، نسعى لصناعة غدٍ مشرق يمتد ضياؤه إلى العالم أجمع. رسالتنا هي بث الأمل ونشر الحقيقة، لنرسم معاً ملامح فجرٍ جديد يليق بطموحاتنا العظيمة.