بينما تتصاعد الضغوط الدولية لإنهاء الصراع في غزة، تبرز مصر كلاعب لا يمكن تجاوزه في المعادلة الإسرائيلية. لم يعد الرهان الإسرائيلي مقتصراً على "القوة العسكرية" فحسب، بل انتقل إلى ساحة "النفوذ السياسي والجغرافي"، حيث تنظر تل أبيب إلى القاهرة كجهة وحيدة قادرة على وضع "كوابح" حقيقية لحركة حماس.
1. مفاتيح الأرض: محور صلاح الدين والمعابر
تدرك إسرائيل أن أي اتفاق مستدام يتطلب سيطرة صارمة على الحدود. الرهان الإسرائيلي يتركز على قدرة مصر في تأمين محور فيلادلفيا (صلاح الدين) ومنع أي عمليات تهريب قد تعيد بناء القوة العسكرية لحماس. القاهرة هنا ليست مجرد وسيط، بل هي "ضامن ميداني" في نظر الإدارة الإسرائيلية والأمريكية على حد سواء.
💡 زاوية أضواء التحليلية:
"الرهان على مصر يعكس اعترافاً إسرائيلياً ضمنياً بفشل الحل العسكري المنفرد. إسرائيل تبحث عن 'شريك أمني' يمتلك لغة مشتركة مع الفصائل الفلسطينية وقدرة على الضغط المباشر عبر شريان الحياة الوحيد للقطاع."
2. تقييد حماس.. ما وراء الكواليس
وفقاً للتقارير الأخيرة، فإن إسرائيل تطلب من مصر ممارسة ضغوط قصوى لتقليص نفوذ حماس الإداري داخل غزة. الهدف هو خلق "بديل مدني" مدعوم عربياً، تبدأ ملامحه من إدارة المساعدات وصولاً إلى إدارة المعابر، مما يسحب البساط تدريجياً من تحت أقدام الحركة.
3. عقبات في طريق الرهان الإسرائيلي
رغم التفاؤل الإسرائيلي، إلا أن هناك تحديات جسيمة تواجه هذا الدور المصري:
- الرفض الشعبي: الحساسية الشعبية في مصر تجاه أي دور قد يُفسر على أنه يخدم الأجندة الإسرائيلية.
- صلابة حماس: قدرة الحركة على المناورة والتمسك بأوراق القوة (المختطفين).
- التنسيق الثلاثي: مدى استجابة إدارة ترامب الجديدة للمطالب المصرية المتعلقة بتمويل إعادة الإعمار.
خلاصة أضواء
مصر تجد نفسها في مهمة "السير على الحبال المشدودة". رهان إسرائيل عليها هو اعتراف بثقل القاهرة، لكن نجاح هذا الرهان يعتمد على مدى قدرة الأطراف الدولية على تقديم تنازلات حقيقية تلبي الطموحات الفلسطينية وتحفظ السيادة المصرية.
