لماذا غابت إيران عن تصويت إعلان نيويورك لحل الدولتين؟
شبكة أضواء الإخبارية | 15 سبتمبر 2025
أثار غياب البعثة الإيرانية عن التصويت على إعلان نيويورك الذي يقر بالاعتراف بالدولة الفلسطينية جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والدبلوماسية، خصوصاً أن الوفد الإيراني كان حاضراً الجلسة لكنه امتنع عن المشاركة في التصويت، وهو ما فتح الباب لتساؤلات عديدة حول حقيقة الموقف الإيراني من القضية الفلسطينية وحل الدولتين.
الغياب الإيراني.. رسالة سياسية أم موقف استراتيجي؟
المحلل السياسي محمد صالح صدقيان أوضح أن غياب إيران لا يعني تجاهلها للقضية الفلسطينية، بل هو تعبير عن موقف ثابت ضد حل الدولتين بوصفه حلاً نهائياً. إيران لا تعترف بدولة باسم إسرائيل وتدعو إلى تحرير كامل للأراضي الفلسطينية، معتبرة أن دعمها للشعب الفلسطيني يجب أن يكون شاملاً وغير مرتبط باتفاقيات مرحلية.
الرؤية الإيرانية للحل
ترى إيران أن الحل العادل يكمن في إجراء انتخابات شاملة يشارك فيها الفلسطينيون في الداخل والخارج، إضافة إلى اليهود والمسيحيين المقيمين على الأرض، لتحديد شكل النظام السياسي المستقبلي. من وجهة نظر طهران، حل الدولتين مجرد مرحلة انتقالية لا تحقق كامل الحقوق الفلسطينية.
تاريخ الدعم الإيراني
يرتبط هذا الموقف بتاريخ طويل من الدعم الإيراني للقضية الفلسطينية منذ تأسيس حركة فتح عام 1965، مروراً بدعم حركات المقاومة في غزة ولبنان، وصولاً إلى المواجهات الأخيرة بعد 7 أكتوبر. تعتبر إيران أن الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي مسار ممتد وأن كل جولة مقاومة هي جزء من عملية التحرير الشاملة.
محور المقاومة كأداة استراتيجية
تشدد إيران على أن دعمها لحركات المقاومة في لبنان وغزة واليمن والعراق وسوريا جزء من استراتيجيتها الإقليمية لمواجهة الاحتلال. ورغم الانتكاسات التي تعرض لها هذا المحور، تصفه طهران بأنه مسار طويل الأمد لا يتوقف عند نتائج مرحلية، بل يهدف في النهاية إلى إنهاء الاحتلال بشكل كامل.
الحذر الدبلوماسي الإيراني
إيران تعتمد سياسة حذرة في المحافل الدولية، فلا تصوت لصالح قرارات تراها منقوصة ولا تعلن مواقف قد تقيد استراتيجيتها المستقبلية. هذا الغياب عن التصويت يعكس توازن دقيق بين دعمها العلني لفلسطين وبين رفضها لأي حل ترى أنه لا يحقق العدالة التاريخية للشعب الفلسطيني.
المصدر: سكاي نيوز عربية – تصريحات محللين سياسيين
