🧭 غزة على أبواب هدنة… ومفتاح "اليوم التالي" قد يكون في يد محمد دحلان
مع تسارع خطوات التفاوض في القاهرة، تبرز ملامح هدنة جديدة تبدو أكثر جدية من سابقاتها. المؤشرات القادمة من الدوحة والقاهرة وواشنطن توحي بأننا أمام لحظة تحول، وربما لحظة تقرير مصير. لكن ما يُقال في العلن ليس كل شيء. فالهدنة، كما تكشف الكواليس، ليست سوى بداية مفاوضات حاسمة تتعلق بـ"من يحكم غزة؟"، و"كيف تُعاد إعمارها؟"، و"من يوقّع باسمها أمام العالم؟".
وفي قلب هذا المشهد، يظهر اسم محمد دحلان — الرجل الغائب الحاضر، والذي بدأت وكالات دولية تسجّل عودته التدريجية عبر القنوات الخلفية.
🛑 أولًا: لماذا الآن يظهر دحلان؟
انكشاف حماس سياسيًا وميدانيًا: بعد أشهر من الحرب، وخسائر كارثية على المستوى الإنساني والبُنى التحتية، تُواجه حماس ضغطًا داخليًا غير مسبوق، وغضبًا شعبيًا صامتًا. وتدرك أن إدارة اليوم التالي بدون غطاء دولي وعربي ستكون مستحيلة.
رفض دولي لبقاء حماس كسلطة حاكمة: الأطراف الدولية — وعلى رأسها واشنطن — لا تريد إعادة إنتاج سلطة حماس في غزة، وتُفضّل تشكيل كيان إداري مدني "محايد" يحظى بدعم عربي وفلسطيني، دون أن يكون تابعًا لحماس أو فتح بشكل مباشر.
دحلان يتموضع كشخصية توافقية إقليمية: مدعومًا من الإمارات ومقبولًا من مصر ومرنًا في التواصل مع إسرائيل، دحلان يُقدَّم اليوم باعتباره "الحل الوسطي" الذي يمكن له أن يُدير مرحلة انتقالية، خصوصًا أنه يملك شبكة علاقات عربية ودولية واسعة، ولديه نفوذ فعلي داخل غزة عبر تياره في فتح وبعض العائلات والنخب.
📌 ما الذي يُطرح الآن فعليًا في الكواليس؟
تشكيل لجنة إدارية مؤقتة (ربما برعاية مصرية – قطرية – أممية) لإدارة الشأن المدني في غزة بعد وقف إطلاق النار.
هذه اللجنة قد تضم وجوهًا مستقلة أو تكنوقراط، لكنها ستكون بحاجة إلى غطاء سياسي من قوى فلسطينية، وأبرز المرشحين للعب هذا الدور هم:
السلطة الفلسطينية (بغطاء دولي)
تيار دحلان (بغطاء عربي، خصوصًا من الإمارات ومصر)
فصائل صغيرة محسوبة على "المقاومة" ولكن دون سطوة حماس
دحلان نفسه لا يُطرح رسميًا كـ"حاكم لغزة"، بل كمنسّق إغاثي وإداري أول في مرحلة انتقالية، تشبه ما فعله محمد علاوي في العراق بعد الحرب، أو النموذج الكردي في شمال سوريا.
⚖️ هل يقبل الفلسطينيون بدحلان؟
حماس سترفض حتمًا علنًا، لكن إن حصلت الهدنة، وكانت مشاركة دحلان مدعومة إقليميًا، فقد تُجبر على التعامل معه تحت الطاولة.
السلطة الفلسطينية ستتوجس، لكنها اليوم أضعف من أن تعارض توافقًا عربيًا – أمريكيًا، خصوصًا إن حصلت على موطئ قدم في غزة من خلال هذه الترتيبات.
الشارع الغزي؟ مجرَّب ومحروق، لكنه في حال الإنهاك الكبرى، وربما يقبل بأي حل ينهي الحرب ويعيد الحياة.
🔮 ختامًا: هل دحلان عائد حقًا؟
نعم… لكن بهدوء، وتحت راية "الإنقاذ". ليس كخصم لحماس أو بديل للسلطة، بل كممثل لتحالف إقليمي يرى أن غزة لا يمكن أن تظل رهينة طرف واحد. المرحلة القادمة ستكون مزيجًا من الحذر والمفاجآت… لكن إن نجحت الهدنة، فإن اليوم السبعين سيبدو مختلفًا تمامًا عن اليوم الأول للحرب.