📁 آخر الأخبار

خاطرة .. كم نحن عائلة محظوظة جدا في حرب الابادة على غزة


كم نحن عائلة محظوظة جدا في حرب الابادة على غزة:

فعندما دمر الاحتلال الاسرائيلي بيتنا لم نكن في البيت، فقد هربنا قبل تسويته بالأرض، لكن غيرنا قصف الاحتلال عليهم المنزل وقُتلوا جميعا.

ودمر الاحتلال بيتنا الذي كان يتكون من ٤ طوابق فقط، لكن هناك عمارات من ١٠ طوابق سويت بالأرض.

ومحظوظون لأن الاحتلال لم  يقتل من اخوتي إلا واحد فقط. صحيح قتل أعمامي وأبناء عمي وأبناء عمتي وأبناء خالي الأطفال وأعدم صهرنا ووالديه ووو الخ، لكن من الأخوة قتل واحد فقط.

كثر يحسدوننا لأننا وجدنا جثمان أخي، ومتى وجدناه؟ بعد شهر واحد فقط، غيرنا لا يزال يبحث عن جثمان أخيه.

لم يستغرق انتشال أخي من تحت الدمار سوى يومين فقط، محظوظون.

ومحظوظون لأن الكلاب الضالة لم تنهشه لأنها لم تستطع الوصول إليه فقد كان مدفونا  تحت قطع باطون ضخمة.

ومحظوظون لأننا وجدنا جثمان أخي كاملا، لم ينقص رأس ولا ساق ولا ذراع، بل وأيضا لم يكن قد تحلل، فحظنا جيد لأن الطقس كان باردا.

محظوظون جدا لأننا وجدنا مكانا ندفن أخانا فيه، صحيح أن المشيعين وعددهم ٤  لم يجدوا متسعا في المقبرة لكنهم فتحوا قبر أخي عادل (الذي استشهد في انتفاضة كانون ١٩٨٧) ودسوه بجانبه، شكرا أخي عادل.

ومحظوظون لأننا نزحنا للجنوب، صحيح جعنا "انحرمنا اللقمة"، لكننا لم نأكل علف الحيوانات حتى الآن، ولا العشب البري مثلما اضطر أهلنا شمال القطاع.

محظوظون لأننا استطعنا القضاء على القمل الذي غزا شعر طفلتي في النزوح بسبب قلة الماء.

ومحظوظون لأننا استطعنا قتل ثعبان حاول التسلل إلى مأوانا، قتلناه قبل أن يلدغ أحدنا.

ومحظوظون لأنه لم يستوقفنا أحد ليلا - حتى الآن- ويسلب كل ما نحمله من هواتف ونقود بعد "علقة سخنة".