📁 آخر الأخبار

هل تستطيع حماس نقل تجرب الانقلاب 2007 إلى الضفة الغربية .. تابع معنا

 هل تستطيع خمااش أن تنقل تجربة انقلابها على السلطة الوطنية من غزة عام 2007 إلى الضفة الغربية؟.



معركة غزة، يشار إليها أيضًا انقلاب حركة حماس في قطاع غزة، كان صراع عسكري بين حركتي فتح وحماس، جرت أحداثه في قطاع غزة بين 10 و15 يونيو 2007. شكل الانقلاب ذروة الصراع بين فتح وحماس، وتركزت على النضال من أجل السلطة، بعد أن فقدتها حركة فتح في الانتخابات البرلمانية لعام 2006.

هذه هي الرواية التي تتردد كلما حاولت خمااش مهاجمة السلطة في الضفة منذ 17 سنة. ويفسر ما تقوم به من دفع المسلحين لإطلاق الرصاص على مقرات السلطة. وإصدار البيانات التي تعمل على تشويهها. لكن لا توجد مناقشة جادة لهذا الافتراض إن كان قابل للتحقق أم لا. رغم أن خمااش تقوم بالعمل في هذا الاتجاه دون تدقيق في الاختلافات والفروق. وتعتقد أن هذا الهدف قابل للتحقق مع تراكمات الوقت واستمرار عمليات الضغط والتشويه المستمر.


تجربة جنين اليوم التي اشتبكت فيها أجهزة أمن السلطة مع ممن أسمتهم خارجين عن القانون. بينما اعتبرتهم خمااش كالعادة مقااومين للاحتلال. كشفت أن البساط قد سحب تماما من تحت أقدام خمااش. ويكاد الشارع بأكمله يصطف مع أجهزة أمن السلطة. ويطالبها بفرض الأمن في جنين وباقي مخيمات الضفة.


لم يكن هذا الانحياز الشعبي في الماضي مع إجراءات السلطة الحاسمة كما هو الآن. أذكر. ومن خلال متابعاتي. أن أغلب الجمهور الفلسطيني كان يصب جام غضبه على السلطة الفلسطينية. ويعتبرها تقوم بدور خياني بالتواطؤ مع الاحتلال. تلعب قناة الجزيرة وماكينة إعلام خمااش بإمكانياتها الضخمة على توجيه الرأي العام. والتحكم في الصورة التي تخدم الحركة.


أما اليوم. السبت تحديدا. فرغم عمل الجزيرة وماكينات الإعلام التابعة لخمااس منذ ساعات الصباح الأولى على أحداث جنين. إلا أنها لم تغير من رأي الجمهور الفلسطيني وموقفه فيما يحدث. واستمر تأييده لحسم أجهزة أمن السلطة في جنين.


ما السبب. وما الذي تغير؟.

انقلاب خمااش في غزة عام 2007 لم يقدم صورة نهائية لما حدث. وظل الأغلب يعتقد أن المقااومة قد قضت على سلطة الفساد. لكن صورة خمااش المقاومة في حرب الإبادة الأخيرة في غزة. حسمت آراء الشعب. بعد أن انكشفت صورتها بارتباطاتها الإقليمية في المحور الإيراني. وأن حتى هذا المحور تخلى عن الحركة. وغدر بها وتركها وحيدة. بعد أن عملت على ترسيخ الانقسام. وضياع القرار الفلسطيني المستقل.


ما حدث في جنين اليوم يعتبر استفتاء شعبيا على صورة خمااس وسياستها الجديدة التي اعتمدت فيها على المحور الإقليمي وإحباط الوفاق الوطني. بالإضافة إلى صورة الإبادة في غزة ومشاهد المجازر التي لا يحب أحد أن تتكرر في مكان سكنه ووطنه نتيجة سياسات غير واعية.


انقلاب خمااش عام 2007 . ومجموعة الفشل التي منيت بها في حرب الإبادة الأخيرة. صممت صورة المقااوم النهائية الذي تدعمه وتطالب به في خيال المواطن الفلسطيني باستثناء الموالين لها. وهي صورة حصان طروادة الذي يظهر فارسا شجاعا قويا في الخارج يقاوم الاحتلال لكنه إن تمكن فهو بميول إقليمية وإيرانية يعمل ضد المشروع الوطني الفلسطيني ويجر الخراب على شعبه. وهي صورة تجلت اليوم في أغلب متابعاتي اليوم على مواقع التواصل الاجتماعي. والتي لا يبدو أنها يمكن أن تتغير في المدى القريب.


ولذلك لا أرى أي فرصة نجاح لاستمرار خمااش في العمل في هذا الاتجاه لمهاجمة السلطة لإضعافها أو السيطرة عليها. فنموذج خمااش وأتباعها لم يعد مقبولا في الشارع الفلسطيني. ولم تعد أجهزة السلطة الأمنية تجد صعوبة كبيرة في اقناع الناس بروايتها أنها تحارب الخارجين عن القانون. لأن الناس أصبحوا مقتنعين مسبقا ودون بيانات.

كثير من الأحداث لا تبدو نتائجها بسرعة. ولكنها تظهر بعد سنوات من القناعات والآراء التي تتكون ويصعب تغييرها. ومن ذلك صور خمااش المتطورة التي انتهت إليها في الأشهر الأخيرة.


في الآونة الأخيرة كتبت منشورات كثيرة أطالب خمااش بالقيام بمراجعات تصحيحية لتصويب بوصلتها ومنهجها بعد الصدمات الكبيرة التي تعرضت لها. وأدت إلى دمار غزة. وهي تمارس اليوم في الضفة نفس سياستها القديمة التي سبقت الحرب دون تغيير. وكأن الحرب بنتائجها الكارثية لم تغير شيئا في قناعاتها. لكن حري بالحركة في هذه النقطة بالذات أن تتعلم من النموذج اللبناني الذي سلم فيه حزبلة القيادة وزمام الأمور إلى الدولة اللبنانية. حزبلة صنو خمااش. لينجو وتنجو الدولة اللبنانية كلها. رغم الخلافات والفجوات بين الحزب ورموز الدولة. لكن الوطن أهم. وهو المقدم. حين يتعرض للتحديات. ويتعرض المواطنون فيه للإبادة. ويصبح الجميع على مفترق طرق خطير يهدد وجودهم.