كيف يستفيد الفقير قبل الغني من رفع الدعم السلعي وتحويله لدعم نقدي؟
🔴 لو دعمت الحكومة البنزين مثلا بخمسة جنيه للتر ستتبخر في الهواء بمجرد سير السيارة عدة كيلومترات، ولكن بمنح صاحب السيارة الخمسة جنيه كدعم نقدي إذا كان مستحق للدعم، بسبب مبدأ التضاعف الاقتصادي (Multiplier Effect) المعروف لكل دارسي الاقتصاد، فإن الخمسة جنيه الدعم النقدي تدور في المجتمع كثيف الاستهلاك كحالتنا حوالي تسع مرات أي تصبح ٤٥ جنيها!
🔴 وعليه فإنه تحويل ٥٠٠ مليار جنيه دعم سلعي سنويا لدعم نقدي سواء خبز أو وقود أو كهربا (بشرط أن يذهب للأكثر احتياجا) سينتج عنه تنشيط الاقتصاد بما يعادل ٤.٥ تريليون جنيه في شرايين الاقتصاد سنويا ما ينتج عنه انعاش الاقتصاد وتقليل البطالة وزيادة الإنتاج
بالإضافة إلي
🔻 تقليل الهدر بسبب قلة الكفاءة في انتاج السلعة والمقدر بحوالي ١٥٪ يعني حوالي ٢٠ مليار جنيه سنويا!
🔻 تقليل الهدر الناتج عن تأسيس منظومة ادارية ورواتب مئات الالاف من الموظفين لادراة عملية الدعم السلعي
🔻 تحفيز المواطن على شراء ما يحتاجه فقط وعدم استخدامه في غير استخداماته الأساسية بسبب رخص سعره كعلف للحيوانات مثلا
🔻 تحسين جودة الخبز وضمان توافره للجميع باستمرار
🔻 اتاحة خيارات متنوعة من أنواع الخبر للمستهلك
🔻 القضاء على الفساد في إنتاج السلعة المدعومة وقتل مافيا سرقة الدعم فساد وسرقة في المنظومة كما نسمع كل يوم في التموين او منظومة الخبز وتهريب الدقيق
🔻 والأهم هو تحقيق ضمان وصول الدعم لمستحقيه والأكثر احتياجا حيث أن دعم السلعة يستفيد منه المحتاج وغير المحتاج الذي يشتري السلعة المدعومة لأنها الأرخص بينما هو قادر وغير مستحق لهذا الدعم بينما الدعم النقدي يذهب للمحتاج مباشرة يعني تحقيق العدالة الاجتماعية بمفهومها الشامل!
لذلك الدعم العينى انتهى بالفعل من كل دول العالم للتخلص من مافيا السوق السوداء وتهدير السلع وتحول لكوبونات دعم نقدي لشراء السلعة!
🔴 فأيهما أفضل في رأيك؟
أن يكون الرغيف ب ٥ قروش بجودة رديئة ومتوفر بكمية محدودة ويحصل في المنظومة نفس اللي بيحصل في الكهربا مدعومة بس لازم تقطع ساعتين عشان الدولة مش هتقدر تتحمل الفرق اللي عمال يزيد بين سعر التكلفة والبيع!
ولا يكون متوفر بجودة محترمة ولائقة ويباع بسعره وفي نفس الوقت المحتاج بياخد دعم نقدي فبيكون قادر إنه يشتريه؟!
وده اللي كان بيحصل أيام مبارك لما كان الرغيف بخمسة قروش ولكنه بجودة رديئة وغير متوفر للجميع فكان الناس بتقتل بعض عليه أمام طوابير المخابز!
🔴 عشان تقى عارف بلغة الأرقام الأرقام
إجمالي دعم الحكومة للفئات المستحقة ورأي مينفعش نقول عليها فئات مستحقة لأن دعم السلع بيروح للمستحق وغير المستحق
بيصل لحوالي ٦٠٠ مليار جنيه
منهم ١٢٥ مليار جنيه دعم رغيف العيش بي
و ١٣٤ سلع تموينية أخري رز وسكر وخلافه
يعني دعم الأكل وصل لأكتر من ٢٦٠ مليار جنيه سنويا!
بخلاف دعم بترولي ١٤٧ مليار جنيه اللي بردوا معظمه بيروح في عربيات الأغنيا الكبيرة الأكثر استهلاكا للوقود أكتر من عربيات المستحقين
الدراسات بتقول إن معدل الدعم أو مظلة الحماية الاجتماعية في الدول الغنية بتكون متوسط ١٥٪ من حجم موازنتها
وفي الدول النامية بتكون في حدود ٣٪ من موازنتها
هل تعلم إن فاتورة الدعم في مصر وصل ١٧٪ من حجم موازنتها
يعني مصر فعليا من أكتر دول العالم اللي بيتقد دعم مواطنيها
هتقولي طيب ليه مش حاسين هقولك لنفس السبب
لأن معظم الدعم ده سلعي
جزء كبير منه بيتم هدره ما بين عملية الإنتاج وما بين مافيا الفساد والسرقة وما بين إنه مش بيوصل لمستحقيه والتأثير السلبي لكل ده على عدم وجود تمويل كافي لتحسين الخدمات من صحة وتعليم وخلافه
وبالتالي كل دول العالم دون استثماء لغت الدعم العيني
لأنه وجدت إن الدعم النقدي بيوفر ده كل فبتكون المحصلة استفادة أكبر للمستحق وللدولة والاقتصاد والجميع
🔴 لذلك يجب أن ننتبه جيدا في مسألة رفع سعر الخبز من ٥ قروش لـ ٢٠ قرش علما إن تكلفته على الدولة ١٢٥ قرش
الدولة لم تتخلى أو ترفع يدها عن دعم الفئات الأكثر احتياجا ولكن ما يحدث هو عملية تحول من نظام به عوار (الدعم السلعي) لنظام جديد (الدعم النقدي) ما يحقق ترشيد إنفاق الدعم و تعزيز الاقتصاد فيستفيد الجميع
معظم إن لم يكن كل من يستفيد من الخبز المدعم هم المستفيدين من برنامج تكافل وكرامة للدعم النقدي الذي أصبح يغطى حوالي ٢٠ مليون شخص وكانت الدولة قد رفعت هذا الدعم بأكثر من ٥٠٪ خلال عامين
وزيادة الحد الادني للأجور الى ٦ الاف جنيه وزيادة المعاشات ٤ مرات اخر عامين
لذلك ضبط منظومة دعم الخبز من توفير الهدر وفاتورة الفساد وتقليل الفجوة بين سعر التكلفة وسعر البيع سيساهم في زيادة المستفيدين من الدعم النقدي أكثر وزيادة قيمة هذا الدعم أكثر وأكثر
فعشان مينضحكش عليك في حرب الشائعات
أولا الحكومة لم تلغي الدعم ولكنه بتحوله من دعم سلعي لدعم نقدي وهياخد قصاد نفس الفرق ده فلوس هيشتري نفس الكمية
ثانيا زيادة رغيم الخبر من ٥ قروش إلى ٢٠ قرش ليس رفع كامل للدعم إذ مازالت تبلغ تكلفته ١٢٥ قرش ومن المفرض أن يصل سعر بيعه بسعر التلكفة مع اكتمال منظومة التحول من الدعم العيني للنقدي الذي يكون في صالح المحتاج والدولة
🔴 اليوم التكنولوجيا حلت المسألة! وسهل من خلال قواعد بيانات الدولة يتم تحديد الفئات المستحقة للدعم
ويتم استبدال قيمة الدعم السلعي الى كروت بنكية او خدمة توصيل للمنازل لمبلغ الدعم والاسرة حرة في ترتيب اولويات احتياجاتها كما يتم في كل دول العالم
لو افترضنا أن من هم تحت خط الفقر ٢٨٪ يعني تقريبا ٧ مليون أسرة!
لو قسمنا ال ٦٠٠ مليار قيمة الدعم السلعي سنويا يعني اقدر اوفر دعم نقدي شهريا لكل اسرة حوالي: ٧ الاف جنيه شهريا!!
وده مؤقت لحين اخراجهم من دائرة الفقرة كلما زادت معدلات التنمية
يعني مع مرور الوقت من المفترض والطبيعي ان عدد مستحقين الدعم تنخفض كما توفرت فرص العمل وحصلوا على دخول لائقة!
🔴 في رأيي الكارثة الحقيقية في دعم السلع انه مع مرور الوقت أصبح مترسخ في وجدان المجتمع انه استحقاق! ودور الدولة ان توفر للافراد سلع بأقل من سعرها! ما جعل صناع القرار عبر الوقت يتحاشون الصدام مع الثقافة السائدة فكانت النتيجة ما نحن عليه اليوم!
ندفع فواتير من سبقونا الذين لو كانوا اخذوا السلعة بسعرها لما وصلنا لهذا الحجم من عجز الموازنة ولا تردي البنية التحتية اللي حرمتنا من الاستثمارات وتردي الخدمات
الا ان وصل الرئيس عبدالفتاح السيسي وقرر ان يفعل ما لم يجرؤ غيره على فعله!
بدأت خطة اصلاح اقتصادي جريئة
واعاد بناء بنية تحتية قوية تجذب استثمارات وتخلق فرص العمل فتفح بيوت وتخرج المحتاج من دائرة الاحتياج
واطلق برامج الدعم النقدي تكافل وكرامة
وبرنامج حياة كريمة اكبر مشروع لتحسين جودة الحياة
لكن مدرسته التدرج في عملية التحول هذه
وعندما تكتمل تكون حققت العدالة الاجتماعية بمفهومها الشامل
اما ما يحدث من دعم السلع والمطالبة بالحفاظ عليه فلا هو عدالة اجتماعية ولا هو استحقاق وعوار اقتصادي وثقافي واجتماعي يجب التخلص منه!