كلمة ماجدة المصري المنسقة العامة للحملة النسائية للمقاطعة في الوقفة والمؤتمر الصحفي لحركة المقاطعة (BDS) أمام تمثال مانديلا
ألقت الرفيقة ماجدة المصري عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وأمينة إقليم الضفة الغربية والمنسقة العامة للحملة النسائية للمقاطعة كلمة امام تمثال نيلسون مانديلا جاء فيها:
إننا إذ نقف بجانب النصب التذكاري للزعيم العظيم المناهض للاستعمار والفصل العنصري نيلسون مانديلا، افتتح كلمتي باقتباس من البيان النسوي الفلسطيني الذي تم إطلاقه تواً والذي ينص على ما يلي:
"نحن نساء، ونسويات، وناشطات معارضات من الجنوب العالمي، ومَن عانيَن أيضاً من نتائج الاستعمار والإمبريالية ومن شبكات النظام الرأسمالي القوية – على يد [الغرب] والولايات المتحدة-، على أجسادنا وأراضينا. وليس من الصدفة أنّ الدول الأوروبية التي ترعى الإبادة في غزة اليوم، هي التي لطالما أيدت، ولا تزال، الإبادة الجماعية الممنهجة بحق آلاف من المهاجرين من دول الجنوب العالمي، والذين يعبرون إلى الشواطئ الأوروبية نتيجةً للسياسات الإمبريالية الإجرامية".
إن تاريخنا وتجاربنا الحالية كشعوب العالم الجنوبي اليوم، واحدة،
وإن اتخاذ إجراءات لوقف الابادة الجماعية في غزة يخدم الإنسانية في جميع أنحاء العالم. وهذا ما يحتاجه الفلسطينيون، والمجتمع البشري بأكمله، نحتاج إلى تكثيف الإجراءات التضامنية الفعّالة من دول العالم الجنوبي.
وعلى الرغم من كون الجهود الجماعية المبذولة من حركة التضامن العالمي ملهمة، إلا أنها لم تصل بعد على عظمتها إلى مستوى الضغط اللازم لإجبار المحور الأمريكي-الإسرائيلي على وقف الإبادة الجماعية، هذا التضامن الفعّال والهادف الذي تم التعبير عنه في مظاهرات جماهيرية هائلة من جاكرتا إلى واشنطن، ومن كيب تاون إلى لندن، ومن الرباط وصنعاء حتى بغداد. كما عارضت النقابات العمالية في بلجيكا وإيطاليا واليونان وتركيا وأماكن أخرى التعامل مع شحنات الأسلحة الذاهبة إلى إسرائيل.
وتم تنظيم المئات من إجراءات العصيان المدني الخلّاقة في الجلسات والمهن والإضرابات وما إلى ذلك في جميع أنحاء العالم.
وتصاعدت حملات المقاطعة الشعبية والدعوات إلى الحظر العسكري وكذلك الإعلانات القوية والفعالة الصادرة عن الحركات العرقية، الأصلانية، المناخية، والجندرية، وحركات العدالة الاجتماعية التي تتضامن مع النضال التحرري الفلسطيني.
وتم إصدار بيانات عالية المستوى من قبل فنانين وأكاديميين وخبراء دوليين بارزين في الإبادة الجماعية، وكذلك من قبل الجماعات اليهودية التقدمية ومنظمات حقوق الإنسان والحقوق المدنية، كما تم تنظيم فعاليات شعبية مليونية تضامنية ومحلية ومبادرات خلّاقة في جميع أنحاء العالم.
نحن الآن بحاجة إلى دول العالم الجنوبي للرد وفقاً لهذه المطالب: فرض العقوبات الآن، قطع جميع العلاقات مع نظام الأبارتهايد والإبادة الإسرائيلي، وفرض الحظر العسكري الشامل عليها. اتخذت دول مثل جنوب أفريقيا والتشاد وكولومبيا وهندوراس والأردن وتركيا خطوة جيدة كبداية، باستدعاء سفرائها من تل أبيب، واتخذ البعض خطوات أكثر أهمية وفعالية من خلال الدعوة إلى إنهاء تجارة الأسلحة مع إسرائيل. وقطع آخرون مثل بوليڤيا وبيليز العلاقات الدبلوماسية معها. هذه هي الإجراءات الحقيقية والفعّالة اللازمة لفرض ثمن عالٍ على جرائم إسرائيل في الإبادة الجماعية، بالإضافة إلى عزلها ومعاقبتها واعتبارها نظاماً منبوذاً عالمياً.