من كان يتخيل أن هذا الشاب النحيل الذى يعزف على آلة الأبوا ضمن فرقة الإذاعه ... أن يصبح نجم النجوم معشوق الجماهير وساحر القلوب "" عبدالحليم حافظ "" فى البدايه لقد عانى كثيرآ عبدالحليم لكى ينجح أمام لجنة استماع واعتماد كل المواهب المتقدمه ... أبرز أعضاء هذه اللجنه ( لجنة الاستمتاع ) كان موسيقار الأجيال / محمد عبدالوهاب وطبعا سيدة الغناء العربى العظيمه / أم كلثوم ...
جدير بالذكر أن حليم رسب فى أول اختبار أمام اللجنه ولكنه عندما تقدم للاختبار للمره الثانيه نجح باقتدار .. ثم بدأ فى الاستعداد للنجاح أمام لجنة الإذاعه ونجح بالفعل وتم اعتماده بالاذاعه ثم للعزف على آلة الأبوا ضمن فرقة الإذاعه كعازف ..
وهذه الفرقه كانت تعزف خلف بعض المطربين النجوم أيامها مثل : عبدالغني السيد وعبدالعزيز محمود ثم كارم محمود وغيرهم ... ولكنه كان يؤمن أن قدراته تفوق كل هؤلاء النجوم ... وكان يسكن أيامها فى شقه صغيره متواضعه فى أحد أحياء القاهره ( المنيل ) بعدما جاء من قرية الحلوات بمحافظة الشرقيه بمصر مسقط رأسه مع أخيه الكبير / الفنان اسماعيل شبانه وضيوفهم الدائمين يوميا وهم كانوا زملائهم فى معهد الموسيقى وأصدقاء العمر محمد الموجى + كمال الطويل + بليغ حمدى + أحمد فؤاد حسن .. كلهم
مجموعة فنانين شباب في بداية المشوار .. الملفت أنهم حينما كانوا بحاجه لشرب ماء بارد فى شدة الحر كان يصعد احدهم للدور الرابع فى نفس العماره ليأخذوا زجاجة مياه بارده من شقة المطرب الشعبى الشهير / شفيق جلال لأنه كان متزوج ويعمل قبلهم فى المجال والوحيد الذى كان يمتلك ثلاجه فى شقته .. هؤلاء النجوم رسموا طريق النجاح بعد كفاح ومعاناة حقيقيه .. وفعلا قمة النجاح تأتى من رحم المعاناه .. وقد نجحوا جميعآ نجاحا اسطوريا ساحقا بجداره واستحقاق ..
ونجاح عبدالحليم المميز جعل نجوم كثيره كانت تتصدر المشهد على الساحه وقتها ولهم شعبيه كبيره جدآ .. لكن نجومية وتفوق عبدالحليم جعلتهم يختفوا بالتدريج تمامآ .. وهنا احب أن أحيى بجد عبدالحليم وجهده وكفاحه .
والله يرحمك يا حليم .
