أخر الاخبار

مقال عن حرق المصحف الشريف في السويد

المُصحف الشريف يُحَرق في السويد، والأمة نَائِمَّة

إن الدين عند الله الإسلام؛ فهو دين التسامح، والرحمة، والإنسانية، والسلام، والأمنِ، والأمان وهو دِيِن كُل الأنبياء، والمرسلين؛ حَضَّ كل المؤمنين على عمل الصالحات؛ وحرم الفواحش، والمُنكرات، والبغي، والعدوان. ومن المعلوم أن مصادر الشريعة الإسلامية الرئيسية هُما القرآن الكريم، والسنة النبوية المُشرفة؛ والقرآن الكريم هو كتاب الله المنزل من فوق سبع سماوات، وتكفل الله عز، وجل بحفظه قال تعالى: إنا أنزلنا الذِكر وإنا لهُ لحافظُون"؛ وهو  آخر الكتب السماوية الخالدة المحفوظة، والباقية، على وجه الأرض؛ أما الكتب السماوية الأُخرى مثل التوراة والانجيل فقد أصابها التزوير، والتحريف، والتغير، والتبديل بأيدي بعض اليهود والنصارى! ورغم ذلك لم نجد عربي مُسلم عاقل قام بحرق الانجيل، أو التوراة أمام نظر، ومسمع العالم؛ وليس هذا فحسب بل إن الأدهى، والأمر أن يفعل ذلك بترخيص، ومباركة، وموافقة رسمية من حكومة بلادهِ المُتطرِفة!. بدلاً من أن تقوم بِمنع ذلك الفعل الخسيس، الجبان الاستفزازي، والمُدان في كل الشرائِع، والأديان، وفي كل زمانٍ، ومكان، ووقتٍ وحين؛ وكان من المفترض أن يعمل الجميع على نشر  القيم الانسانية النبيلة الجميلة وتعزيز قيم الحوار،  والتسامح، والتعايش السلمي، ونبذ كل أشكال العُنصرية، والعنف، والكراهية، والتطرف.. لقد قام يوم السبت الماضي الأرعن زعيم حزب "الخط المتشدد"  الدنماركي الحقير/ "راسموس بالودان" الذي يحمل الجنسية السويدية، بإحراق نسخة من القرآن الكريم أمام السفارة التركية في العاصمة السويدية ستوكهولم، وأمام بعض وسائل الإعلام!؛ وقد ذكرت إدارة شرطة ستوكهولم أن ذلك التَافِه حصل على الإذن بتنظيم مظاهرة قرب السفارة التركية في ستوكهولم، كما ذكر التلفزيون السويدي الحكومي الرسمي أن الصحفي السويدي العنصري المتُطرف: "تشانغ فريك"، عرض على " الخنزير بالودان" حرق نسخة من القرآن الكريم أمام السفارة التركية في ستوكهولم السبت وضمن له تغطية جميع النفقات وفي تصريح للتلفزيون الحكومي ادعى فريك أنه دفع ثمن تصريح التظاهرة الذي تم الحصول عليه من الشرطة وأنه يُمارس حقه في تغطيتها بوصفه صحفيًا!؛ عِلمًا أن السَفِّيه السياسي اليميني المتطرف "بالودان" قام بأعمال استفزازية قبل ذلك عدة مرات بِحرق نسخ من القرآن الكريم في مختلف مدن الدنمارك منذ عام 2017!؛ حتى العام الحالي 2023م!!؛؛ ولو قام مسلم بفعل مُشين، ومرفوض شرعًا ، وأحرق الكتب المقدسة لأهل الكتاب، لقامت الدُنيا ولم تقعُد، ولَوجدنا  وسائل الإعلام الغربية، والأوروبية تصف المسلمين بالتطرف، والارهاب، ولتحرك مجلس الأمن، والأمم المتحدة، وأمريكا، لوجدنا عمليات انتقامية من العرب، والمسلمين في الدول الغربية؛ كُل ذلك ناهيك عن العنصرية المقيتة المتفشية اليوم في بعض الدول الأوروبية، وخاصة في السويد!؛ يتزامن ذلك مع ازدياد حالات العنصرية، وأخذ أبناء اللاجئين العرب المسلمين من ذويهم عُنوَةً  دون، وجه حق!!؛؛  وهذا يؤكد بأن كُل ما ينادون به من حقوق الانسان، والديمقراطية هو  زورًا، وبُهتانًا!.

ورغم ما فعله ذلك المتطرف المُنحِرف  من جريمة نكراء فنحنُ لسنا دُعاة للفتنة، ولا  لرد  الفاحشة بالفاحشة. بل نحن مع الدعوة إلى الإسلام بالحكمة، والموعظة الحسنة، وبالأخلاق الحميدة، ونشر  ثقافة سماحة، وعدل الإسلام عند أولئِّك الجاهلين بتعاليم الإسلام، وسماحتهِ؛ وكذلك فإن الأمة العربية، والإسلامية قادة، وشعوبًا مُقصرين تجاه نُصرة كتاب الله عز، وجل؛ وكان يجب أن يقابل هذا العمل الارهابي الإجرامي بموقف، ورد عربي وإسلامي رسمي قوي، وأقل ما فيه هو استدعاء سفراء دول السويد، والدنمارك في الدول العربية، والإسلامية وتوجيه مذكرة إدانة شديدة، وتوبيخ، مع تحذير شديد اللهجة،  وسحب السفراء  العرب، والمسلمين من تلك الدول، وطلب اعتذار  رسمي، وكذلك محاكمة، ومحاسبة، ولجم ذلك الخنزير  الوحشي الذي أحرق المصحف الشريف، وعلى مدار عدة سنوات مرارًا، وتكراراً دون رادع لهُ!؛ لذلك يجب على الأمة العربية، والإسلامية أن تفيق من سُبَاتها العميق، وتتوحد لنصرة كتاب ربها، وأن يكون لها كلمتها، وموقف حاسم جازم لتغير المُنكر، كُل منا حسب ما يستطيع بيدهِ، أو بلسانهِ، أو بقلبهِ، وذلك أضعف الايمان، وذلك ضد تلك الاساءة الكبيرة لأقدس المُقدسات الاسلامية القرآن الكريم؛ وعلينا أن نستغل كافة مواقع، ومنصات التواصل الاجتماعي لنكون دُعاة  ننصر  كتاب ربنا، وشريعتهِ بأخلاقنا الحسنة، وبنشر سماحة، وبهاء، وكمال، وجلال، وجمال الدين الإسلامي.  

الكاتب الصحفي، والمحاضر الجامعي، المفكر العربي والمحلل السياسي

الباحث الأديب الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو  نحل

عضو نقابة اتحاد كُتاب وأدباء مصر، رئيس المركز القومي لعلماء فلسـطين

dr.jamalnahel@gmail.com

 

 


                 



 

 
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-