أخر الاخبار

الوفرة والندرة، الفرق بين عقليتين؟! بقلم حليمة كايرو

الوفرة والندرة، الفرق بين عقليتين؟! 


عقلية الوفرة : هي أن تؤمن أن هناك فرصاً تكفي الجميع ولست بحاجة أن تخسر أو تؤذي أحداً حتى تكسب. 


وعقلية الندرة: هي أن تؤمن أن الفرص محدودة، وانك لا يمكن أن تكسب إلا لو خسر غيرك. 


تسيطر عقلية الندرة على مجتمعات الفقر والأمية والاستبداد. 


المدير الذي يدمر كل من تحته من العاملين لإحساسه أن فرصة النادرة في منصب المدير لن تدوم الا لو قضى على أي إبداع في ادارته. والموظف الذي يتخوف من تفوق زميله لان تفوقه يعني تهديد  أمنه الوظيفي. والدكتور الجامعي الذي يتفنن في إذلال الطلاب واثبات جهلهم حتى لا يتحول طالب متفوق إلى اكاديمي ناجح في المستقبل. والتاجر الذي يرى تهديدا له حتى عند باعة الشوارع. 


تنتقل عقلية الندرة من الأفراد الى الجماعات والمنظمات.

تتحول التقابات الى تجمعات مصلحية تتوزع بين شلل يجمع بينها الصداقة او الزواج او الاستثمار. 


وتتحول المنظمات والاحزاب الى تجمعات قروية وأسرية تستبعد كل طامح من خارج المجموعة وتحصر الفرص في دائرة المعارف. 


وتتحول التكتلات والائتلافات إلى تعبيرات هزلية عن شلل الأصدقاء والصديقات وتتحول ورش العمل الى جلسات خاصة لنفس شلل المصلحة التي تدير حياتها برعب عقلية الندرة.


عقلية الندرة وراء ظاهرة "الدكاترة" الذين يظنون ان الحصول على درجة علمية هو صعود اجتماعي اكثر مما هو انجاز علمي. وخلف ظواهر الشهادات الوهمية والجوائز "الدولية" الوهمية للناشطين والناسطات وخلف الاحتفال المفرط بالعادي وتحويله إلى إنجاز تاريخي. 


وان كنت لا ألوم من غلبتهم عقليات الندرة في مجتمعات الندرة، فإن لومي كله يقع على ممن تغلبهم هذه العقلية وقد انتقلوا لمجتمعات الوفرة والنجاح، وبدؤوا يمارسون العقلية ضد أبناء بلدانهم من الطموحين والمكافحين.


 ا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-