عند الساعة الرابعة النصف صباحا قررت جارتي العزيزة أن " ترص زيتون "
بدأ الدق و كوني قد قمت سابقاً بتعديل تقطيعة البيت بات مطبخ جيراني الواقع به الدق فوق غرفة النوم .. و مع كل هبدة على الزيتونات كان الصوت يدوي في سقف البورد الفارغ كالطبل الأجوف !
دقيقة واحدة من الدق كانت كفيلة بإيقاظ زوجتي و أطفالي أيضاً ..
ذهبت للصالون و أشعلت سيكارة و أنا أشتم "قلة الذوق" و منتظراً إنتهاء الدق لأعود لنومي خصوصاً أن لدي إستيقاظ باكر بسبب الوظيفة
فتحت الموبايل و بينما كنت أتصفح الفيسبوك لألهي نفسي ريثما تنتهي كمية الزيتون التي لا أدري كميتها ..
و حينها أتاني إشعار من المسنجر من جاري في الطابق الأعلى من جارتي التي تدق يقول به : فايق ولا معلق المسنجر عالراوتر ؟
رديت : قلتلو هلا بالطيب لا و الله فايق
قلي : فقت عالصوت ما هيك ؟
رديت : شو رأيك البيت عم يرج يا رجل و الله عيب
قلي : خيو بدي أعمل شغلة كفو تعملها معي ؟
قلتلو : شو في ببالك ؟
قلي ليك راح حاكي جارنا ابو سامح بالطابق الرابع كمان سامع صوتو فاق عالدق كمان و برجع بحاكيك
انتظرت قليلاً و بعد قليل عاد جاري و قال لي : حبيب القلب انا و أبو سامح جاهزين و حالياً بدي منك تشاركنا
قلتلو : بشو بدي شارككم ؟
قلي خيو كل ما طلعت دقة من عند جارتنا مندق كلياتنا ورا منها دق بأي شي عالحيط عالأرض عالطنجرة وين ما كان المهم تطالع صوت قوي
و بالفعل بما أنو الموضوع مستفز ما لاقيت أي حرج من قلة الذوق التي ستصدر منا و كونها ردة فعل و ستخرج من كل المبنى تشجعت أكتر
بلشت جارتنا تدق و بلشنا ندق وراها .. كل دقة بدقة و على كتر الدق شكلو اللي لسا ما شارك صار يشارك لأنو صار صوت الدق أقوى من صوت رص الزيتون .. و صارت الدجة شي 5 دجات ما عدت عرفت الصوت من وين عم يطلع .. جارتنا حست في شي غلط و وقفت رص زيتون لشي 20 ثانية .. و الكل سكت معها .. زت الأبرة بتسمع رنتها .. بس الله غضب عليها و رجعت رصت حبتين و هون ما عاد عرفت شو صار من كتر الدق صارت البناية كلها تدق النسوان مع الرجال مع الأولاد و بشكل مستمر و بخبيط قوي .. و بعد شي 20 ثانية سكت الكل
و ما عاد سمعنا ولا أي صوت ولا أي رصة حبة زيتون !
الصبحيات و انا طالع من البيت بيطلع زوج جارتي بوجهي بمدخل البناية وقفني قلي لا تواخذنا يا جار عاللي صار و الله النسوان بنص مخ مو معقول عم ترص زيتون بنص الليل و قال عذرها أنها حطت بشكير تحت الدف ليخف الصوت ما عرفانة أنو صوت الليل بيودي . و رجع قلي انا بهدلت زوجتي كمان عاللي صار و أعتذرت بالنيابة عنها من كل البناية طابق طابق و هي أنت آخر واحد عم أعتذر منك .. قلتلو لا عادي ولا يهمك بس و الله يا جار في دول فيها قوانين حتى الغسالات ممنوع تشغيلها بالليل صحيح ما عنا هيك شي بس حلو الواحد يراعي جيرانو و من غير المنطق اللي صار .. رجع جاري أعتذر مني و وعدني ما عاد تتكرر ..
من شوي دقتلي مرتي و هون المفاجأة
قالتلي مرتي أنو شافت جارتنا ( اللي عأساس كانت عم ترص زيتون ) فايتة عالبناية و سلمت على زوجتي و قالتلا و الله اشتقت للبيت صار ألي يومين عند أمي مريضة ..
طلع اللي عم يرص زيتون هوي زوجها جارنا بس خجلان من اللي عملو و خجلان أنو عم يرص زيتون .. يرصو أبو ملعون