**الأستاذ عوني محمد أبو رمضان**
رجل أعمال وله باع طويل في عمل الخير ودعم المقاومة .
ولد في سنه 1927 ، و توفى إلى رحمه الله في العام 2000 .
تعلم في غزه ومن ثم في القدس ، تخرج من الجامعة الأمريكية بالقاهرة تخصص صحافه .
عاد بعد النكبة إلى غزه لإدارة "شركة سيارات غزة والقرى الجنوبية المحدودة" في ظروف حالكة ، و أصبح لاحقاً رئيساً لمجلس إدارة الشركة .
نجح في تحقيق المخطط القومي لرأس المال الوطني في خدمة الوطن والمواطن ، وذلك من خلال دعم الشركة بالأموال الخاصة وتجديد مقتنياتها من المرافق وتجديد الحافلات ، وزيادة عددها لعدة مرات بعد كبوات عده تسبب بها الاحتلال الإسرائيلي المتكرر في فلسطين منذ عام 1948 .
أسس فرعاً للشركة في جمهورية مصر العربية لنقل المسافرين بين قطاع غزة ومصر ، واستمر هذا الفرع حتى حرب النكسة 1967 .
تسبب دعمه للقوى الوطنية ، ورفضه التعاون مع الاحتلال ، ورفضه التعامل مع الشركة الإسرائيلية للمواصلات ( ايجد ) في جعل الاحتلال يقوم بتهديده تارة بالإبعاد إلى مرج الزهور في لبنان ، وتارة أخرى بالسعي إلى تدمير الشركة ، حيث سير الاحتلال خطوط الشركة الإسرائيلية داخل غزة ، وعلى الرغم من ذلك قام بإعادة إحياء الشركة عدة مرات .
قامت الشركة بنقل عائلات الأسرى في سجون الاحتلال لزيارة أبنائهم لسنوات عديدة ، وذلك بالتعاون مع مؤسسة الصليب الأحمر الدولي في قطاع غزة .
هذا إضافة الى تسيير رحلات إلى مختلف المناطق في فلسطين لتعريف الأجيال بهذه المناطق وببلدات ومدن فلسطين الأصيلة .
في العام 1994 قامت الشركة بنقل قوات منظمه التحرير الفلسطينية ألى غزه مجاناً .
انتخب عضواً مستقلاً في المجلس التشريعي الفلسطيني الأول في غزه عام 1964 ، وأسهم كثيراً في إثراء الموقف الوطني وإقرار عده قوانين للتضامن الاجتماعي .
عمل عضواً في مجلس بلدية غزة من عام 1957 حتى تم إقصاء المجلس البلدي من قبل الحاكم العسكري لقطاع غزة عام 1970 ، بسبب مواقف المجلس الوطنية الرافضة للاحتلال ، وكذلك رفض المجلس البلدي ربط وإخضاع غزه لشبكه الكهرباء الإسرائيلية .
من مؤسسي مجلة نداء العودة ورئيس تحريرها ، وهي مجلة دوريه صدرت عن الاتحاد القومي العربي الفلسطيني في آب 1959 ، كمجلة شهرية سياسية ثقافية اجتماعية عامة ، استخدمت الصور ورسوم الكاريكاتير ذات الطابع السياسي للتعبير عن تلك المرحلة ، وركزت على ايلاء اللاجئين وحقهم في العودة اهتماما خاصا في التغطية ، وأعطت للدعوة القومية العربية جل اهتمامها وتركيزها ، وكانت المجلة توزع في بعض البلدان العربية إضافة إلى مصر وفلسطين ، وقد حافظت على صدورها المنتظم حتى توقف إصدارها عام 1967 . وكان شعارها "إننا عائدون" مع خريطة فلسطين . وكان مكتبها الرئيس في مدينة غزة ولها مكتب فرعي في القاهرة ، حيث كان يتابع عمليات استقبال مواضيع من كتاب المجلة المصريين ، واستلام المجلة من غزة للطباعة في القاهرة ، ثم يتم إعادتها إلى غزة لتوزيعها . وكان للصحيفة مجلس إدارة يديرها ، وأما محرروها المسئولون ، اضافة له ، فقد كانوا داوود الصايغ ، ورامز فاخرة ، وقد استقطبت كتاب كثر من بينهم هارون هاشم رشيد ، ربيع حافظ الترك ، فاروق الحسيني ، منير الريس ، إبراهيم سكيك ، زياد الخطيب ، ناصر الدين النشاشيبي (رئيس تحرير جريدة الجمهورية القاهرية آنذاك) ، إضافة الى بعض الصحفيين المصريين البارزين أمثال ألفريد عبد السيد ، فؤاد كمال ، عبد الستار يوسف وغيرهم . كان حريصاً على استقلالية المجلة وحريتها في التعبير عن وجدان اللاجئين وتطلعاتهم وإصرارهم على العودة ، كما كان حريصا على قومية المجلة وتعبيرها عن إرادة أمة تتوق إلى الوحدة .
في المجال الزراعي كان من أوائل من حولوا رمال غزه الصفراء إلى جنان بيارات البرتقال الذي أصبح عماد الاقتصاد الفلسطيني غزه حقبه الستينات ، وهو المورد الأساس الذي عمل الاحتلال كل ما بوسعه لتدميره والقضاء عليه ، كما كان من أوائل من ادخل زراعه الفراولة والأساليب الحديثة الى غزه .
داعماً للنشاط الرياضي في قطاع غزة ، مارس رياضة التجديف في مرحلة الشباب أثناء دراسته في القاهرة ، وكان يولي أهمية كبيرة للحركة الرياضية في غزة لإيمانه بأن الرياضة تساهم في بناء القيم ، ولذلك كان يقوم بتوفير الدعم المادي والمعنوي للحركة الرياضية في غزة آخذا على عاتقه نقل اللاعبين وطواقمهم الى مختلف المناطق في قطاع غزة والقدس والضفة الغربية وفلسطين المحتلة . هذا بالإضافة إلى قيامه باستيراد الدوات الرياضية وكرات القدم من أوروبا وقام بتوزيعها على الهيئات الرياضية والشبابية في غزة للاستفادة منها . فالحركة الوطنية الرياضية زاخرة بالعطاء والمعطائين ، ولم يقتصر العمل بحقل الرياضة على أبناء الأسرة الرياضية ، فما كان العمل أن يتكامل إلا بدعم الخيرين من الوطنيين بهذا الوطن ، لتسير السفينة وسط الأمواج العاتية، وتعبر إلى بر الأمان في حقبة زمنية كان يراد فيها طمس الرياضة، وخنق أي تحرك للشباب من قبل الاحتلال الإسرائيلي .
إن بصمات المرحوم عوني أبو رمضان مازالت حاضرة في تاريخ الحركة الرياضية الوطنية التي لا تنسى من قدم وضحى من أجل بقاء المركب تسير بعيداً رغم الأمواج العاتية ، فمن يغفل تاريخ المرحوم عوني أبو رمضان لم يكن ينتمي للأسرة الرياضية الوطنية التي عمدت عملها بالدم والعرق والمعاناة من الاحتلال .
هذا إلى جانب العديد من المناصب الأهلية والتطوعية التي تقلدها ، وكان من خلالها يعمل على خدمة أبناء شعبه ووطنه ، فالوطن يذكر الرجال الأوفياء احتراماً لتاريخهم الوطني المشرف الذي يضيء الطريق للأجيال القادمة للسير على نفس النهج ، وتخطي كل الصعاب ، وأخذ العبر والدروس .
لأننا نؤمن بالحياة.. نحن هنا
في شبكة أضواء الإخبارية، ندرك أن الخبر ليس مجرد حروف، بل هو نبضٌ وإنسان. من قلب التحدي في غزة، نسعى لصناعة غدٍ مشرق يمتد ضياؤه إلى العالم أجمع. رسالتنا هي بث الأمل ونشر الحقيقة، لنرسم معاً ملامح فجرٍ جديد يليق بطموحاتنا العظيمة.