الحملة العالمية لرفع سن الوقار والتخفيف من متطلباته
استنادا للحق الانساني المرسوم في المواثيق العالمية والذي استندت اليه كافة الدول المستنيرة عند وضع دساتيرها وقوانينها، فاننا نحن البالغون من العمر عتياً او ثلاثة أخماس نطالب برفع عدد السنين المطلوبة لانتهاج الوقار وكذلك التخفيف من متطلباته والتدرج في المطالبة بها وصولا الى حالة ( هريّ حصائر المساجد ) ونطالب الجميع بالتساهل مع حالة الاستهتار التي قررنا انتهاجنا حتى اشعار آخر ، علما اننا قررناها غير عائبين بكم انطلاقا من واجب الاستهتار والرغبة في التخفف من اعباء الوقار .
ان مطلبنا الانساني هذا وفضلا عن كونه حق شخصي لكل فرد منا ، وحق جمعي بحكم التعاقد الحاصل بين المنتسبين ، يستند ايضا الى جملة من الدواعي والمبررات التي لا يستطيع احد ردها ومنها:
- اننا ابناء جيل لم تُشمل اناثه ولا ذكوره بطول فترات الوحام والرضاعة ولم ندخل الحضانات النموذجية ولا رياض الاطفال العصرية وكانت مدارسنا الابتدائية تفصل بين الذكور والاناث ولم نبدأ بتعلم اللغة الانجليزية التي تُدرس في الحضانة هذه الايام الا مع دخولنا الصف الخامس الابتدائي ، وهو ما يعطينا الحق بخمس الى ست سنوات اضافية على العمر المطلوب للوقار.
- اننا ابناء جيل أُدخل ذكوره واناثه قسرا في مسار وسياسة حرق المراحل ، حيث لم تتوقف امهاتنا ولا ابائنا ولا اولي الامر منكم عن مطالبتنا بان نقفز فوق طفولتنا لنصير فتيانا اشداء وفوق فتوتنا لنصير شبابا ثم رجالا وسيدات واباء وامهات وظل السؤال الاستنكاري : متى ستكبرون؟ وماذا تريدون ان تصبحوا عندما تكبرون؟ ولماذا لا تكبرون سريعا؟ متى ستتوقفون عن العاب الصغار ؟ متى ستتولون المسؤولية ؟ متى ستتزوجون وتبنون بيتا وتنجبون اطفال؟ متى ستتقاعدون ؟ متى ستحجون؟
- اننا ابناء جيل أُشغل ذكوره واناثه بجلسات فكر سياسي ودراسة كتب تنظيمية وطُلب اليه فهمها وممارستها ونقلها للآخرين والتبشير بها، وعندما فهمها ونقلها للآخرين فوجئ بانهيار ما فيها عمليا وتفاجئ اكثر من ردة اصحابها عنها ، وهو ما يعني ان عشر سنين على الاقل من الالتزام قد ضاعت هباءا منثورا ، وبات من حقنا ان نستردها بالطريقة التي نريد ، ومتى نريد ، فهذا حق ، والحق أحقُ بأن يتبع ، والحقوق لا تسقط مهما تقادم عليها الزمن ، المهم ان يطالب بها اصحابها ، وها نحن نفعل وبكل قوة واقتدار.
- اننا ابناء جيل أقحم الكبار في وجدان ابنائه وبناته افكارا مشوهة عند تصنيف ما هو عيب ومخجل ومخزي وغير مؤدب ، وكان هذا التصنيف الأظلم في التاريخ والأشد جورا وتعسفاً، حتى انه طال كل مناحي الحياة وشمل المأكل والمشرب والملبس وطريقة الجلوس والسلام والمشي والحديث مع الكبار حتى الرغبة في السؤال ، لقد قضينا ردحا من الزمان ونحن نحاكم هذا التصنيف وندرس مرجعياته حتى نميز خبيثه عن طيبه ، ونجاهد انفسنا كي لا ننقله لابنائنا، ان هذا الردح من الزمن الضائع والجهد الاضافي المبذول في التخلص من شوائب وزرع ضار زمنٌ واجب التعويض ، ونحن سنعمل على اضافته الى سنيّ الاستهتار التي قررنا عيشها طولا وعرضا.
- اننا ابناء جيل دفع جزء من ابنائه وبناته اعمارهم وحيواتهم على مذبح الجد والوقار قبل الاوان واكتشفنا لاحقا ان الجد الذي ضحوا بانفسهم من اجله لم يكن جدا ولا جادا ولا يستحق وان الوقار الذي اجبروا على اتباعه كان مجرد شكليات فارغة ، ونحن وفاءا لارواح هؤلاء سنواصل مسيرتنا لكي نسترد ما فات من اعمارهم ونمنحها لاحبتهم.
وبناءا على ما تقدم ذكره ، وما غاب تفصيله وهو كثير ، فاننا عازمون على ممارسة استهتارنا والتخفيف من وقارنا حتى اشعار آخر وسيمارس كلٌ منا هذا الاستهتار على طريقته الخاصة ، وما عليكم الا الرضوخ لارادتنا او الالتحاق بمسيرتنا لنمارس ما فاتنا سريعا قبل ان تنقضي بقايا القدرات الذاتية على ممارسة الاستهتار والاستمتاع به . ومعا ويدا بيد وجنبا الى جنب وكتفا الى كتف فلنساعد بعضنا البعض ولنعلم بعضنا بعضا كيف يكون الاستهتار الحقيقي .