كان توفيق الحكيم قاسيا على ولده اسماعيل منذ طفولته ووده خلق في ابنه روح التمرد وجعله مرتبط جدا بوالدته اللي كانت بتعوض قسوة الوالد ... وبرر توفيق الحكيم قسوته دي لاحقا بان هو الأخر عانى من قسوة والده في طفولته فقام هو لا اراديا بتسليم القسوه لابنه كما تسلمها من والده ...
..
عاش اسماعيل الحكيم حياة بعيده عن والده واختار مجال يتنافر شكلا وموضوعا مع رغبة والده وذوقه وثقافته .. فأسس اول فرقة لموسيقى الجاز في مصر سنة 1968 اسمها فرقة البلاك كوتس وكان مهووس باسلوب الحياة الغربي في حين ان والده كان شرقي حتى النخاع .. وربما كان الطريق اللي اختاره اسماعيل كان حيلة دفاعية نفسية لجأ اليها عشان يبعد عن شبح شخصية والده الأديب الكبير ..
ورغم استمرار التوتر في العلاقة بين الحكيم وابنه الا ان روح الأبوه الحقيقية كانت بتظهر وكان الحكيم بيحاول يقرب من ابنه ويكسر الحاجز اللي بينهم فكان بيروح حفلاته وكان كتير بياخد معاه اصدقاؤه زي الاديب الكبير نجيب محفوظ وزي في الصوره دي وهو معاه الفنان التشكيلي صلاح طاهر والكاتب يوسف ادريس ولكن واضح انه كان رغم محاولاته دي مكنش بيظهر لابنه الرضا والتشجيع ولذلك استمرت الفجوة بينهم .. واللي اتسعت اكتر بعد وفاة زوجة توفيق الحكيم واصابة ابنه بالإكتئاب حزنا على والدته وادمانه شرب الخمر مما ادى الى رحيله وهو شاب في 24 اكتوبر 1978 .. وكان لوفاة زوجة الحكيم وابنه الشاب في وقت متقارب صدمة كبيرة عليه واعترف اكثر من مره بشعوره بالذنب وبالندم على ما فات ... وكان بدأ في كتابة خطابات تشبه الاعتراف بيرسلها لزوجة ابنه يعبر فيها عن ندمه ومشاعره تجاه ابنه اللي كان يتمنى انه يقولها له ولكن كانت محبوسة تحت قناع من القسوة
...
اسماعيل الحكيم داخل الاطار الدائري
اما الشخص اللي داخل الاطار المستطيل فهو والد الفنان ادوارد وكان من اعضاء فرقة بلاك كوتس واللي تبدل على عضويتها فنانين مشاهير فيما بعد زي عزت ابو عوف وطلعت زين ومجدي الحسيني .. ووالفرقة تفككت برحيل اسماعيل الحكيم
.
.
نقلا عن مبروك حمدي