أخر الاخبار

أفتقدك جدا كطفل رضيع .. رنا عزام


 أفتقدك جدا 

كطفل رضيع

انتزعوه عنوة 

من حضن أمه 

بعد شغف و وداد        

كدمية لطفلة بريئة

لا ذنب لها 

كسرها والدها

في لحظة يأس و عناد      

كفرح منسي جميل 

انتهى بثوب حداد

كقارب صيد

هجره ملاحوه

و مزقوا شباكه  

على موانئ الحيرة

و أمواج الغياب  

أفتقدك جدا

كضحكة مدوية 

سقطت سهوا 

على شفتين

من أنين  

اعتادتا على عض 

بعضهما 

من لوعة الفراق 

و قسوة البعاد  

أفتقدك جدا 

كجندي باسل   

في معركة حمي وطيسها 

فقد سيطرته 

على الأصبع و الزناد 

أفتقدك جدا 

كفنجان قهوة 

هجرته لهفته  

دون رجعة 

بعد أن كان 

يتلو شعرا 

في حضرة عينين

ماكرتين 

حالكتي السواد

أفتقدك جدا 

كوطن ضائع 

كنت آوي إليه

مسلوبة اللب و الفؤاد

أفتقدك جدا 

كغريب ارتطمت به 

صدفة 

فأنجبت منه 

ألف ميعاد و ميعاد

أفتقدك جدا 

و أشهد أنني

من دون عينيك

فقدت الثريد و الزاد 

فقدت العدة و العتاد 

أفتقدك جدا 

و أعلم أنها المرة الأخيرة

و أعتذر

ككأس نبيذ فقد النشوة 

في ليلة من ليالي العمر 

أو كسيجارة مجنونة

أحرقت لوح القدر 

أو كعصفور طليق  

اشتعلت به نيران الغدر 

أعلم أنها المرة الأخيرة 

و أعتذر  

فتذكرني و اذكرني 

 أمام رب العباد


رنا عزام

١٣-٧-٢٠٢١ 

أعلم أنها المرة الأخيرة

و أعتذر

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-