أخر الاخبار

لقاؤها...

 لقاؤها...

...

واعدتني يوماً وقالت: "قابلني في يوم كذا ساعة كذا"... ليتها ما قالت، وكأن الزمان كله سَمَعٌ لما قالت، تثاقلت الأيام والساعات والدقائق وبات الزمن أشبه بـ رجل عجوز يمشي على عكازين، لا أملك دفعه ولا جرّه، كل ما أملكه معه الصبر والترقّب والانتظار، أُردد بصمت شعر ابن أبي ربيعة: "ليت هنداً أنجزتنا ما تَعدْ ... وشَفَتْ أنفسنا مما تَجِدْ".

...

كلما واعدتني...

اشتبكت بنود أجندتي معا ثم تراجعت حزمة واحدة فما عاد لأي منها قيمة أمام هذا القادم المَلَكي، كلما واعدتني أعدتُ ضبط عدّاد حياتي من جديد لـ يخرج من قلب اللقاء لقاء بين قلبين، في الانتظار تصبح كل حواسي في حالة استنفار، أتحرّق شوقاً لـ همس شفاهها ونبض احساسها.

...

لكل عاشق قبل اللقاء لهفة...

ولهفتي تعكس نارا تضطرم بين جوانحي، هل أكون على طبيعتي كما أنا، أم أُبدي أمامها بعض التماسك والوقار؟ كيف أُظهر لها بعض ما يجيش به صدري دون أن أفقد قدرتي على انتقاء الكلمات المناسبة، كيف أفعل ذلك إذا تأخر عنّي العقل الواعي واستحكم القلب الولهان على البيان.

...

عند اللقاء معها...

يبدأ قلبي بالدوران حولها كـ قمر ارتبط مداره بـ مدارها، أحمل معي دهشة طفل وفضول فيلسوف وابتسامة عاشق، هل أُسلّم عليها مُشافهة؟... لا لا بل مُصافحة، هل أجلس بجانبها؟... لا بل سـ أجلس قبالتها كي أتملّى أكثر من جمالها، سـ أقرا عليها قصيدة نزارية مطلعها "لا أحد قرأ فنجاني ... إلّا وعرف أنكِ حبيبتي"... صه يا قلمي ويا قلبي، اتّئدا... ها قد حضرت.

أنا: كيفك يا قلبي؟

هي: بخير ما دمتَ معي


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-