( قصة قصيرة)
كانت ضائعة وعالمها منقلب رأسا على عقب تذرع الغرفة ذهاباً وأياباً وبدأت العتمة تغمر الغرفة واخذت تكلم نفسها ويئن جسمها مرتجفاً كمن يكتسحه عاصفة أخذ الدمع يهطل مدرارا على وجنتيها وأستحال توترها هماً.
جلست تراقب أنبثاق الفجر وهي تتراوح بين اليأس والرجاء وكانت تحس بالرعب فقد رأت في نومها أغرب الأحلام ولم يفارفها احساسها هذا حتى انبثاق الصباح .
هل جاءت اللحظة المناسبه لتقول شيئا عن هذا الأمر لا زالت خائفة من ان تتألم فهي لا تبدو على خير لقد أقسمت ان تفعل ما تريد ولكنها لم تستطع ان تحقق قسمها وقد دفعها خوفها الى الهروب كالعادة.
هربت تحت وطأة خوفها واخذت تتساءل الى اي مدى يثيرها هذا الرعب .
الآن لا ينفع الهرب لتذهب اليه عله يهدئ من روعها.حيرتها.تساؤلاتها
هو لم يبتعد عن الطريق الذي رسمه لنفسه وكانت الحياة التي قضاها قد أثرت على شخصه فأكسبته بعض الحزن الذي ظهر على وجهه والذي لا يمكن أخفائه وبادرته هناك سؤال لا زال غائبا عنك لم يتم جوابه بعد!
اجابها بأقتضاب أمهليني حتى انتهي من دون ان ينظر اليهاو هنا أنفجرت
كله هراء هل ستبقى اسألتها معلقة بدون أجابات!!
هل من الجائز أن تمر كل هذه المدة قبل أن يكون هناك أيجاد حلول ؟
كيف يمكنك أن تسأليني هذا السؤال وأنتِ تعرفين جوابي هذا كل ما استطيع ان أقوله لكِ.
لن اهتم بعد لأي شئ أذا كان هذا هو جوابك فلن يكون عندي اي سؤال بعد .
هنا أسترسل أن البداية دائما ما تكون صعبة وتدعو الى اليأس والنهاية أكثر ازعاجا وتعباً وألماً.
كلامك هذا نجح في أضفاء طابع الكآبة هنا بدا صوتها يتهدج.
يجب ان أقول الحقيقة أنني أخشى من كل ذلك على كل حال دعي هذه الفكرة جانبا ولتأملي الخير.
كان مجازفا بحياته ليحقق مبدأه الثابت هكذا شاءت اقداره ان تكون حياته.
لاحظت احساسه بالتعب،
هل ستبقى طويلا هنا؟ فالطقس سيئ!
لا اعرف هو يرى مستقبله وحياته هنا ولن يتخلى عن موقعه.
أحست في غمرة كل هذا انه لا يمكنهم الان ان يتبادلوا أي كلمة وفجاة تابع المسير بخطوات واثقة رغم تعبه كان مهموما ومنشغل الفكر.
أستمروا بالمسير وهما صامتين الى ان وصلوا الى الساحة وذهب مباشرة لرفع العلم فوق الصرح واندمج مع رفاقه .
احست وهي معهم وكأنها أنفصلت عن كل شئ فلم يعد هناك اي شئ يعكر هدوء هذا الأحساس وجلسوا حول النار المشتعلة وبطريقة لبقة تكلم بدون ان يضايق احد وشرح كل الخطوات المراد القيام بها وكان يأمل ان يحرزوا بعض التقدم في مسيرتهم وكلما كان ينفعل ويرفع صوته كانوا يهزون رؤوسهم كان الجميع يحتمون بالنار من برودة الجو ويجلسون جنب بعض.
اما هي فكانت تجلس في زاوية مظلمة تراقبه وهو يتكلم بأنفعاله المعتاد ولم تستطع منع دموع الفرح الي كانت تتساقط من عينيها وهي تستمع الى حماسهم وآمالهم والتي رأت تباشيرها .
تأكدت انه يقترب من حدث اخذ يشكل انعطافا حادا في حياته وحياتهم.
وسرح خيالها الى حياة جميلة كما في أحلامها.
هم شباب في مقتبل العمر تنظر اليهم بكل فخر ولسان حالها يقول ..
سنكون مدينين لكم بكل شئ وبكل الحياة.
واعلن الجميع بعد مناقشات أستمرت اكثر من ساعة واتفاق عاد بأسرع مما كان منتظرا.
انني أتحدث عن هذا الآن بكل بساطة ولكن حينها كان اكثر جديا والى اقصى حد وكان يتخذ جميع الاحتياطات لتأمين سلامة الجميع وفي هذا الطقس السئ كل ما كان يقوله يشكل مهنية ما.
وسرح فكرها ....
هل كان الليل هو حقا الليلة السابقة ام انه مرَّ منذ زمن بعيد لم تعد تعرف الزمن والوقت في ظل هذه الضروف .
جلست فريسة لأضطراب لا يطاق بينما كانت أنظارها متجهة اليهم وفجاة سألته ألا تخاف؟
أنا هنا ومن الصعوبة بمكان ان اتراجع بل ان ذلك أسوء من البقاء وانا هنا لان أردت ذلك من زمن بعيد والآن تحقق لي ذلك أما الأخطار التي أتعرض لها فلن أهتم بها ، حتى الموت سأقابله دون خوف وعندها فقط سأفكر فيه.
بادرته مع هذا كن حذرا ولا تعرض نفسك للخطر .
نظر اليها وتابع تركت بعض الأشياء الضرورية وعليَّ اكمالها وابتعد بخطواته الواثقة وهي تنظر اليه وكلها أمل بالغد .
عواطف
