السلام عليكم اسعد الله مسائكم بكل خير
#قصة_وعبرة : اتمنه تعجبكم😊
بزمانو تزوج بدوي فتاة من قبيلته ذات حسن وأدب وأخلاق ودين ومضى عام على زواجه
،
ونشبت بينه وبين أحد أبناء عمومته مشاجرة كبيرة ، فقتله ، ورحل مع زوجته بعيداً عن القرية
وتوجه الى ديار قبيلة ثانية ،
وفي احد الايام مر الشيخ من أمام بيت صاحبنا
وشاهد زوجته فسُحِر بجمالها ،
واستولت على لبه وعقله ،وخطرت له فكرة شيطانية
وهي ان يبعد الزوج عن البيت ، لينفرد بالزوجة ،
فعاد إلى مجلسه ، وكان عامرا ً بالرجال ومن بينهم صاحبنا .
فقال : اريد ان ارسل ثلاثة فرسان الى البادية يتاكدون من الربيع فيها ، ومن الماء والعشب .
واختار ثلاثة من الرجال ومن بينهم زوج المرأة الجميلة
فسار الثلاثة الى المكان الذي ذكره يستغرق ثلاث ايام ذهاب الفرسان وإيابهم ،
وعند منتصف الليل اتى الى بيت المراة ،
فحست المرأة على الصوت صاحت :من على الباب ؟
الشيخ : انا فلان شيخ العرب اللي انتم نازلين عنده !
المراة: حياك الله !
وماذا تريد يا شيخ العرب في مثل هذا الوقت ؟!
الشيخ أذهلني جمالك عندما رأيتك ،
وسلبت عقلي وقلبي مني ، وأريد قربك ووصالك !
المراة : لا مانع عندي ! بشرط 🤔 ،
عندي لغز ، اذا حليته أكون لك كما تريد !
الشيخ : أشرطي وتشرَّطي ، وجميع شروطك مُجابة !
المراة : حتى لايجيف اللحم ( أي يتحول إلى جيفة ) يرشون عليه الملح! فمن يُصلِحُ الملحَ إذا الملحُ فسد؟!
ولك أن تستعين بمن تريد ،
فإذا جئتني بالحل صرت لك كما تريد !
الشيخ : أنصفتِ ، وسآتيك بالحل في الليلة القادمة !
ذهب الشيخ الى بيته بخفي حنين ،
وأمضى ليله يفكر بحل اللغز ولم يصل إلى نتيجة ،
وفي اليوم الثاني حيث كان الرجال جالسين في مجلسه .
سأل الشيخ الجالسين وبصورة مفاجأة :
حتى لايجيف اللحم يرشون عليه الملح !
فمن يُصلِحُ الملحَ إذا الملحُ فسد ؟!
وكل من رد من الحضور كان رده على قدر فهمه وعلمه ،
فلم يقتنع الشيخ برأي واحد منهم ،
وكان احد الرجال المحنكين الدهاة أصحاب الفطنة والحكمة والعلم والأدب والدين موجودا في المجلس
لكنه لم يقل شيئا ، وانصرف جميع من في المجلس
إلا هو لم ينصرف ، فقد بقي في المجلس .
فصاح الشيخ في وجهه : أنت ما جاوبت على سؤالي!
قال له الرجل : أردت أن أكلمك على إنفراد !
فأصل اللغز بيت من الشعر قاله أبو سفيان الثوري ،
والبيت هو :
يا رجال العلم يا ملح البلد
من يُصلِحُ الملحَ إذا الملحُ فسد ؟!
وإن لم يخب ظني فإنك ٌ راودت امرأة عالية المقام في الذكاء والعلم والدين والأدب عن نفسها ،
فأرادت أن تصدك ولا تفضحك ،
وأن تكسبك كأخ لها ولا تخسرك
وتزيد إلى أعدائها أعداء أهلها عدوا بحجمك ومقامك
وتحفظ بعلها إن غاب وإن حضر ،
وقد قالت لك ما قالت ، وكأنها تريد أن تقول لك ولمن سمعك :
يا شيوخ العُرب يا ملح البلد *
من يُصلِحُ الملحَ إذا الملحُ فسد ؟!
فهي تقصد : إن الرجل من القبيلة إذا فسد أصلحه شيخ القبيلة كما يصلح الملحُ اللحم !
فمن يصلح الشيخ إذا الشيخ فسد ؟!
وكأن هذه الاجابه أيقظت ضميره النائم ،
وقلبه الهائم ،وعقله الظالم ،
وأصابه الخجل الشديد من فعلته الشنعاء ،
وملأه الندم على ما كان منه المكائد والمفاسد !
وقال : أصبت كبد الحقيقة أيها المبجل !
فاستر عليَّ زلتي سترك الله في الدنيا والآخرة !
لذلك يقول الشاعر :
يداوى فساد اللحم بالملح عادة..
فكيف نداوي الملح إن فسد الملح..
وأنا اقول:
من يصلح الولد إذا رب البيت فسد
من يصلح الرعية إذا الراعي فسد
من يصلح الجيل إذا المعلم فسد
من يصلح الناس إذا الحاكم فسد ؟؟
اللهم هيئ لنا قائدا يقودنا على محكم كتابك وسنة نبيك
.
.شكراً لمن أكمل القصة، شاركنا براييك 💙🔥