الشاعر يحيى محمد برزق
ولد في مدينة بئر السبع لأبوين غزيين في 13 ابريل ( نيسان ) عام 1929 ، في أسرة تهتم بالشعر والأدب ، فوالده الشاعر المربي محمد برزق الذي عمل مدرساً في إحدى مدارس بئر السبع أنذاك ، وشقيقه مروان برزق الذي كان شاعراً أيضاً ، أنهى يحيى تعليمه الابتدائي في تلك المدينة الصحراوية .
قرض الشعر وهو ابن اثنا عشر عاماً ، وحصل على كأس المسابقة الشعرية خلال دراسته الإعدادية ، ولقب بشاعر الصحراء حينئذ ، وفي المهرجان الوطني الذي أقيم على شرف أحمد حلمي باشا ( نائب رئيس حكومة عموم فلسطين ) ، ألقى الشاعر قصيدته ثائرة ، تأثر بها الضيف ، فتكفل بتعليمه للمرحلة الثانوية في كلية الروضة بالقدس ، فدرس بها ولم يكمل دراسته فيها لظروف ، فالتحق بكلية غزة وحاز على شهادتها عام 1952 ، ثم التحق بجامعة بيروت العربية وحصل على ليسانس أداب عام 1971 .
بعد نكبة 1948 عمل مدرساً للغة العربية في مدارس وكالة الغوث الدولية ، مدرسة رفح الابتدائية ، مدرسة الإمام الشافعي خلال الفترة ( 1949 – 1953 ) .
كان الشاعر برزق يساري الفكر ، لكنه سرعان ما عدل عن هذا النهج بعد مناقشته للعالم الشيخ محمد الغزالي عندما زار غزة في هذه الفترة .
كتب في العديد من الجرائد المحلية ، ومنها جريدة الرقيب التي كان يصدرها الشيخ عبد الله العلمي .
في العام 1953 بدأت رحلة الاغتراب مع بعثة تعليمية إلى دولة الكويت ، فعمل مدرساً للغة العربية في مدارسها ومنها : مدرسة الحريري المتوسطة ، وثانوية عبد الله السالم ... ومصححاً لغوياً في صحيفة الرأي العام ، ثم القبس في الاجازة الصيفية .
بعد حرب 1967 وضياع ما تبقى من الوطن ، سلبت داره في غزة ، وفقد مكتبته وأشعاره التي تركها فيها .
في مطلع الثمانينات من القرن العشرين وجد شاعرنا متنفساً كبيراً من خلال مشاركته البارزة في نشاطات الرابطة الإسلامية لطلبة فلسطين بجامعة الكويت ، والتي استضافته في عدة مهرجانات وأمسيات شعرية ، إضافة لنشر قصائده في النشرات الصادرة عنها .
كتب الكثير من القصائد التي تدور في فلك الوطن ، وتنبض بآلامه وتنزف لأوجاعه .
في أواخر العام 1986 أصيب بشلل نصفي بقي يعاني منه عاماً كاملاً ، حتى توفي في 14 كانون الثاني ( يناير ) عام 1988 في مدينة الكويت ، ودفن في مقبرة الصليبخات .
من الجدير ذكره أن آخر شيء قام بعمله يوم وفاته كتابة قصيدة ( شراع الجليل ) مشيداً بالعملية التي تفجرت على أثرها الانتفاضة الفلسطينية ، وبعدما أتم أبياتها بساعتين ودع هذه الدنيا ، ومن عجائب القدر أن آخر بيت شعر كتبه كان :
وتوارى الفتى ولكن ذكراه ... ستبقى لنا الشعاع الهادي
المصدر : نعمان عبد الهادي فيصل ، أعلام من جيل الرواد من غزة هاشم منذ أواخر العهد العثماني وحتى القرن العشرين ( 1800 – 2000 ) ص 173 و 174 و 175 ، القاهرة 2009