الشخصية " ٣"
الكلمة الطيبة تحصل الرغبات كلها، فكم قربت بعيداً، ويسرت صعباً، وذللت عسيراً، وفتحت أبواباً، وعبدت طرقاً، وهيأت أسباباً، وبلغت غايات لا تبلغ إلا بشق الأنفس. الكلمةُ الطيبةُ جوازُ سفر إلى القلوب، يهَشُّ لها السمع، وتُسر بها النفسُ، وينشرح لها القلب، فتُبقي فيه أثرَها الطيب، وتنشر فيه أريجها الفواح، وتوتي أكلها كل حين؛ توثيقَ أواصر، وتقويةَ روابط، وتعزيزَ وشائج، ونشرَ وئام. ورضوانٌ من الله أكبر. وهي شجرة وارفة الظلال، مثمرة يانعة، ضربت في باطن الأرض جذورَها، وتمددت في الآفاق أغصانها وفروعها؛ قال الله تعالى:{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}[إبراهيم: 24 - 25]. وبالكلمة الطيبة تنال مطالب الآخرة فهي أسهل طريق لجني الحسنات، ورفع الدرجات، وحط السيئات، ودخول الجنات؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {والكلمة الطيبة صدقة}"
المرحوم الحاج شكرى سليم شاكر محمد سكيك ، "أبو سليم" رحمة الله عليه دليل من الكلام الطيب والحديث الشيق، موسوعة في العطاء الممتد بكرم الأخلاق ولطف المعاملة ، مكتبة متنوعة من كتب البناء والشهامة ، منبر مشع بالخير والود ، جناح واضح في بث الأمل ، جعل من كفاحه ومثابرته أيقونة تدرس في أدبيات التنمية المجتمعية ، طريقه البساطة في حنكة بنسج علاقاته مع الناس ، جعل من الحكمة تعاريف جديدة أضيفت لها في أدبياتها ، كان نساج موهوب في ترسيخ جسور المودة والحب بين الناس ،نافذة للنصح والإرشاد، كان صفي السريرة نقي القلب ، كان ظله المسجد ، حيث من عاصره يجزم أنه لن يترك صلاة جماعة في المسجد لمدة تزيد عن ثلاثين عاما ، ميدان التقاء لعائلته ، نسج وحَبك بأيديه الناعمة أروع لوحات من الملابس ، أثبت أن الجذر الأصيل ذات الجودة الممتدة يكون عبقها مستمرة بأجمل العطور والثمار ،زرع فحصدُ ،فحسن الزرع والحصاد وباتت هناك نماذج في العلم والأدب وحسن الخلق ، رحمك الله يا جدي العزيز ، الذي لم أنال شرف النظر إليك والحديث معك لأستظل من جمال قلبك وفكرك ، ولكن نم قرير العين،لقد أوصلت الرسالة بكل معاني التربية والبناء ، قال تعالى "وكان أبوهما صالحا ً" ، صدق الله العظيم ، رحمك الله يا جدي الجميل وادخلك فسيح جناته ، وحفظ الله نسلكم الطيب الكريم
#أبويزن