أخر الاخبار

سيدات من بنات الجالية الايطالية فى مدينة الاسماعيلية بملابس الاوربية فى ذلك العصر ينتظرون ضيوفهم القادمين من القاهرة لزيارة المدينة الساحرة الخلابة باريس الصغرى فى ذلك الوقت

***سيدات من بنات الجالية الايطالية فى مدينة الاسماعيلية بملابس الاوربية فى ذلك العصر ينتظرون ضيوفهم القادمين من القاهرة لزيارة المدينة الساحرة الخلابة باريس الصغرى فى ذلك الوقت***
=*=*=*=*=*=*=*=*=*=*=*=*=*=*=*=*=*=*=*
*** الجاليات الأجنبية تركت آثارها على معالم الطراز المعمارى متعدد الثقافات والألوان للمدينة الساحرة الخلابة سندريلا القناة***
*************************************************
إنها من أوائل وسائل النقل التي صنعها الإنسان، وساعدت في التوسع الحضاري في العديد من الدول منها العثمانية بسكة حديد الحجاز، والأمريكية خلال توسع المستعمرين في العالم الجديد، ورغم أنها قد تبدو وكأنها اندثرت، إلا أن العديد من المغامرين يحبون ركوب القطارات البخارية أكثر من التقليدية السريعة لاسترجاع ذكريات كلاسيكية عاشها العديدون في العصور الرومانسية الراقية
------------------------------------------------
أحب التاريخ وكل ما يتعلق به، ولا أعتبره سرد شفهي للكثير من المعلومات حول الماضي وفقط، بل عبر ودروس يمكن أن نبني عليها دائمًا، وحكايات وتراث يجب أن يُمرر بين الأجيال لتحافظ على مكتسباتها وتتعلم من أخطائها، وأيضًا لتتعرف على عادات وثقافات أخرى من خلال قراءة تاريخ أمم أمثالنا، لكن في نفس الوقت لا تغريني كتب التاريخ كبيرة الحجم، خصوصًا مع ضيق الوقت والانشغال الدائم، لكن القصص الصغيرة التاريخية يمكنها دائمًا أن تفتح ليّ الأبواب، تثير شغفي وحماستي تجاه أوقات بعينها وبشر من الأولين، وتشعل فتيل الرغبة في معرفة المزيد فتدفعني نحو القراءة والتعمق في الأحداث. لذلك إذا كنت تبحث عن أفضل قصص تاريخية يمكنها أن تأخذك في رحلة عبر الزمن، وتقدم لك وجبة فنية دسمة، وتفتح أفاق المتعة والمعرفة أمامك،
----------------------------
ولضرورة تطوير الاتصال بين مدن القناة الاخري تم مد خطوط السكك الحديدية سريعا . وأنشئت محطة السكة الحديد بالأسماعيلية في عام 1869 من أجل افتتاح خطوط القطارات التي ستربط بين الأسماعيلية والقاهرة والسويس . والمحطة عبارة عن منشأة خفيف أنيق محاط برواق مرفوع علي أعمده ترتكز علي منصة مبنية من الطوب .
أختير موقع المحطة في الحد الشمالي للمربعات المكونة لمخطط المدينة . ثم أفتتح في عام 1891 خط الترام الذي ربط بين الاسماعيلية وبورسعيد.
وكما هو الحال في بورسعيد , نجد أن المنشأت الخاصة صارت متعددة في الاسماعيلية . فاسرع التجار الاوربيين والمصريين المنجذبين للمدن الواعدة بالرخاء القريب . في التمركز في أفضل الاماكن في المدينة فوق أراضي الإمتياز التي لم تستغل لصالح تشغيل القناة أو في تلك التي تم الاستغناء عنها او تم عرضها للبيع من قبل الشركة أو من قبل الحكومة المصرية . وهكذا تكونت مخازن خاصة وافتتحت محلات وأقيمت فنادق ومقاهي مشاركة بذلك في تطور النشاط التجاري والصناعي للمدن ذات الموانئ.
وقد أكمل ماريوس-اتيان فونتان ( 1838-1914 ) , المؤرخ والصحفي وسكرتير فردينان دليسبس والذي اصبح مديرا اداريا للشركة عام 1854 , في العبارة التالية اصالة مدينة الاسماعيلية قائلا : (( تبدو الاسماعيلية في هيئتها كمدينة أوروبية نقلت الي الشرق . فقد استعار طابعها من الحضارتان أبرز ما فيهما وأكثرهما فائدة , وأكبر برهان علي ذلك هو هيئة منشآتها )).

عندما اقيمت محطة السكة الحديد بالاسماعيلية سنة 1868 انحصرت المدينة بين هذه المحطة وترعة الاسماعيلية التى انشئت عام 1864 واصبحت المدينة اشبه بالمستطيل عرف القسم الغربى منه بالحى العربى وهو خاص بالعرب مشتملا داخله على مربعات سكنية متساوية ومستطيلات متوازية اما القسم الشرقى " الافرنجى" وهو خاص بالاجانب مختلفى الجنسية ويتكون من عدة جاليات اهمها الفرنسية والانجليزية والايطالية واليونانية والارمينية والنمساويين والمالطيين والعثمانيين .

تميز الحى الافرنجى بمبانيه الفاخرة من الفيلات والشوارع العريضة المظللة بالاشجار الدافئة المورقة واعطته طابع مدن الحدائق الاوربية التى شاعت فى فرنسا فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر وقد جاور القسمان العربى والافرنجى بحيرة التمساح.
تلك البحيرة التى تحولت الى ميناء كبير اقيمت عليه الاحواض والارصفة والورش والاوناش وكل ما يلزم احتياجات الملاحة.
صارت المدينة بعد افتتاح القناة 1869 تغص بالفيلات الضخمة ينمو بجوارها اشجار الكافور الشامخة واشجار الجميز اللذيذة والمانوليا ذو الرائحة الذكية واشجار الميموذة والنخيل الضارب فى السماء اذ يبلغ ارتفاعه عشرين مترا واشجار الفواكه الاوربية واشجار المانجو والجوافة وشجيرات البن الافريقية والاشجار المدغشقرية المطلة على البحيرة فترى ظلها على الماء الطهور المالح المملؤ بخيرات البحرين الابيض والاحمر.
كانت الاسماعيلية بحق قطعة من اوربا فى التخطيط والتنظيم والتنسيق ممتلئة بالحدائق الغنّاء والمتنزهات بداخل كل حديقة اومتنزه نافورة مياه تعطيها سحر يبعث فى الناظر السرور وتجلى التعب والهموم.
شيد عليها القصور والشاليهات والفيلات الحديثة ذات الطراز المعمارى الفرنسى، ومن القصور قصر الخديو اسماعيل " بجزيرة الفرسان" وشاليه فردينان ديليسبس الذى يستخدمه ثلاثة شهور بالسنة يستقبل فيه الزوار والضيوف كما شيد بالمدينة قصور اخرى تحيط بها الحدائق الكاسية بألوان الطيف ومن الفيلات " شارع النخيل الان " وكانت المدينة تعج بالحوانيت والبضائع الفرنسية التى اعطتها طابع المدن الصغيرة التى تحيط بباريس.
ما زالت رائحة المدينة وشوارعها القديمة واثارها الخالدة العتيقة تعطيها الطابع الفرنسى فعند الخروج من محطة السكة الحديد بالاسماعيلية كان امامها شارع واسع يسمى بشارع الامبراطورة اوجينى "عرابى حاليا" على يساره كنيسة كاثوليكية كبيرة وعند نهاية الشارع ميدان الكونت دى سيريون وعرف بعد ذلك بميدان الخلافة ومنه الى الهويس المقام على ترعة الاسماعيلية 1864.
وبعد اجتياز الهويس نجد امتداد شارع الامبراطورة المسمى بشارع جيشار الذى ينتهى الى ارصفة واحواض الملاحة الداخلية ببحيرة التمساح ويتقابل شارع الامبراطورة بشارع محمد على الممتد بجواره الترعة العذبة بطول اثنين كيلو متر وتقوم حدائق الاسماعيلية القديمة على جانبى الشارع وتبلغ مساحة الحدائق 14 فدان اجّرتها الحكومة لشركة القناة بتاريخ 15/5/1904 بأربعة عشر جنيها سنويا على ان تقوم شركة القنال بالتشجير والصيانة والتجميل.
شيد بالاسماعيلية مستشفى نمرة 6 وكنيسة خاصة بالراهبات وكذلك متحف الاثار بالاسماعيلية فى مطلع القرن العشرين.
ارتبطت نشأة المدينة بوجود الاجانب للعمل فى الاعمال الفنية والاشراف على الحفر وتدفقوا بكثرة فى عهد الخديو اسماعيل وكان من الوافدين الاجانب المرابين والخمارون والسماسرة والقوادون والبقالين والبنائين والاسكافيين وتجار الاقمشة والادوات المنزلية والمعدنية.
يشكل الاجانب بالحى الافرنجى مجتمعا مغلقا اتسمت فيه كل جالية بسمات المجتمع سواء فى اسلوب المعيشة او التعليم او قضاء وقت الفراغ حيث المحلات والحانات والمطاعم وكازينوهات القمار والفنادق وبيوت اللهو والفجور تحميهم الامتيازات الاجنبية والمحاكم المختلطة.
كانت حياة الاجانب فى الحى الافرنجى تعج بالمهرجانات والاحتفالات الخاصة بالجاليات الاجنبية المختلفة ومن ثم اكتسب بعض سكان المدينة عادات وسلوكيات الاجانب منها حب المرح والاحتفالات وكان من اكثر الجاليات الاجنبية تأثيرا على السكان فى الاسماعيلية هى الجالية اليونانية وكان من عادة اليونانيين انهم اذا ما حلوا ببلد انشأوا فيها كنيسة ومدرسة ومن ثم كانوا يجمعون المال من بعضهم لانشاء كنيسة ومدرسة لهم ولم يكن الغرض منها قيام التعليم اليونانى بالاسماعيلية او نشر مذهب معين بل كان هدفهم تعليم اليونانيين اللغة اليونانية والاحتفاظ بثقافة وعادات بلادهم مع تزويدهم بما يؤهلهم للحياة فى الاسماعيلية.
وقد حظيت مدارسهم بمساعدة وتشجيع الحكومة المصرية حيث اخذت جمعية المعارف اليونانية فى الاسماعيلية بالكتب اللازمة لتدريس ابناء الجالية اللغة العربية ولما كان الاباء الفرنسيسكان قد انشأوا مدرسة لهم بالاسماعيلية قد انشأوا لهم مدرسة بالاسماعيلية 1874 ومدرسة اخرى فى سنة 1875 كذلك الايطاليين كانوا يسكنون فى منطقة سكنية محددة تداخلت مع منطقة اليونانيين وكانت لهم كنيسة ومدرسة ايطالية يدرس فيها باللغة الفرنسية وكنيسة كاثوليكية وكانت تعاملات الايطاليين بالفرنسية .
كانت الجالية الانجليزية تسكن بمعسكر الجلاء الان حيث مدارسهم وكنائسهم وفيلاتهم وحوانيتهم وكازينوهاتهم وازدادوا من سنة 1917 وكان الغرض من التعليم الانجليزى تعليم ابناء الجالية الانجليزية وتزويدهم بالثقافة الانجليزية التى تؤهلهم للعمل بأنجلترا واستكمال دراستهم بها فكانت مناهج تعليمهم نفس المنهج البريطانى.
وكانت المدارس الفرنسية بالاسماعيلية تنقسم الى قسمين هى :
مدارس تابعة للارساليات الدينية وهدفها نشر المذهب الكاثوليكى والثقافة الفرنسية مثل مدارس الراهبات والفرير والجزويت.
مدارس الليسيه التابعة للبعثة المدنية الفرنسية وتهدف الى نشر الثقافة الفرنسية واهمها المدرسة الفرنسية الثانوية بنين ومدرسة سان فنسان دى بول الثانوية بنات ومدرسة سانت انطوان الابتدائية بنين ومدرسة سانت مارى الابتدائية وقد شملت هذه المدارس اقساما فرنسية تتبع مناهج فرنسا واخرى اقساما مصرية وفرنسية.
{{مهما كتبت لن استطيع ان اكتب تاريخ المدينة الكروزماليتية التى كانت عبارة عن مدينة تجمع اغلب شعبوب الارض بكل لغات العالم ولكن ما باليد حيلة لقد تغير الوضع بعد تاميم القناة والحروب التى اجبرت الجاليات الاوربية ان تترك مدن القناة بغير رجعة شكرا لمثقفى الانترنت والباحثين فى ارشيف تاريخ الجاليات الاجنبية فى مدن القناة ومصر عامة***دانيال البرزى***}}

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-