هيفاء صايغ،نبيلة الوعي والوجدان ترتقي إلى هناك.
هيفاء صايغ سليلة عائلة عريقة الأصل، عروبية المحتد بنقاء وافر، عائلة لم تعرف أزمة الخيارات، كل واحد منها اختط دربا ومسارا وكانت له تجربته بأثمانها، ولأنهم ساروا "مستسلمين لصواب قلوبهم" يقودهم وعي شجاع، التقوا هناك، في مدار فلسطين البهي ، باعتبارها عهد العروبة النقية وروحها ونصها وعهدة السماء في التاريخ اللئيم، وفي طريقهم إلى هناك شاركوا وعرفوا وتعرفوا على أنبل ما كان فينا، من رجال ومن نساء ومن لحظات، قادوا أنفسهم وقادتهم أقدارهم إلى مدار فلسطين العالي.
هيفاء الرقيقة شقيقة هالة ، قيض لها الزمن واختيارها الواعي أن تكبر هناك، في كنف اللحظة الملتهبة من تاريخنا المعاصر، الحظة وشت بوعد "ما" ضاع منا واضعنا الطريق اليه،هناك حيث كان يقيم أبطال الشعب واللحظة والأمل، يتوراثون الذهاب " لحتفهم - من اجل الفكرة- باسمين".
صاحبة الوعي الأبيض، حافظت على نصاعة وعيها عندما انقلبت الأزمنة والأحلام رأسا على عقب، وصانت الوعي الناصع بصبر حزين على ما فعلنا بأنفسنا ، لكنه كان حزنا يخبئ أمل قادم من غامض علم الله والتاريخ. وفي كل حال ظلت شاهدة وشهيدة على زمن واعد ضاع من حياتنا وفلت من بين أيدينا وتركناه يضيع معا.لقد واصلت حضورها الهادي الأنيق دون ان تفقد رهانات روحها النقية.
يا حسن صالح ويا أهل هيفاء ويا محبيها/ هيفاء صايغ التي ارتقت روحها بصمت فيه احتجاج هادئ على ما أمسينا عليه، صارت هناك، بعهدة السماء العالية وبمعية حشد وافر من أرواح ،أحبتهم وأحبوها واحترمتهم واحترموها.