ذكرى رحيل الدكتور
داوود أحمد عبد الله الحسن
بقلم لواء/ عرابي كلوب 15/07/2017م
داوود أحمد عبد الله الحسن (شتيوى) من مواليد كفر زيباد/ طولكرم بتاريخ 02/09/1949م، توفيت والدته مباشرة بعد الولادة ولم يكن له أخوة أكبر منه، تربي مع أخوته غير الأشقاء وكان لهم قدوة في العلم والثورة.
أنهى دراسته الأساسية والاعدادية في كفر زيباد ومن ثم الثانوية في طولكرم.
خلال دراسته كان داوود الحسن طالباً متفوقاً علمياً وأخلاقياً يشهد له بذلك كل من زامله من الطلبة في الدراسة ومن علمه من المعلمين، في الثانوية العامة كان من الأوائل على مستوي المملكة الأردنية الهاشمية التحق بالجامعة الأردنية عام 1967م لدراسة الطب، وفي نفس العام وبعد هزيمة حزيران التحق بتنظيم حركة فتح من خلال نشاطه الطلابي.
دافع عن وجود الثورة الفلسطينية في الأردن من خلال التنظيم.
لنشاطاته الطلابية والنقابية والثورية وفصل من الجامعة الأردنية، والتحق بعدها بالجامعات التركية ودرس هنالك للسنة الخامسة في كلية الطب، ايضاً لنشاطه النقابي والسياسي أبعد من تركيا وفصل من الجامعة حيث كان مؤسساً لاتحاد الطلاب العرب الذي كان محظوراً في تركيا كونه يدعم الثورة الفلسطينية في الأعوام (1969م-1974م) التحق داوود الحسن بجامعة دمشق في نفس العام 1974م وحملَّ "18" مادة علمية، حيث أنه معروف أن الدراسة في تركيا باللغة التركية، وفي كلية الطب جامعة دمشق الدراسة باللغة العربية، وأجتاز الامتحانات ورفع إلى السنة الخامسة.
في العام 1976م فصل داوود لنشاطه النقابي والتنظيمي والسياسي حيث كان عضو الهيئة الإدارية للاتحاد العام لطلبة فلسطين وعضو لجنة منطقة الجامعة في أقليم سوريا، وذلك على إثر التدخل السوري في لبنان لصالح القوى الانغرالية وفي مناهضة القوى المشتركة اللبنانية والفلسطينية.
غادر داوود الحسن إلى مصر وكعادته لم يكل ولم يمل في ممارسته العمل التنظيمي هو ورفاقه من المبعدين من الجامعات السورية والذي تجمع جزءاً منهم في القاهرة فأصبحوا حالة تنظيمية مميزة وفي هذه الأثناء كان تأسيس الكتيبة الطلابية فالتحق بها وكان أحد كوادرها.
في أواخر عام 1977م عاد إلى بيروت وشارك في المخيم التدريبي المقام لكتيبة الجرمق في جنوب لبنان منطقة صور.
عاد داوود الحسن إلى سوريا بعد أتفاق شتورا بين الثورة الفلسطينية والحكومة السورية وأعيد فتح مقرات الاتحاد العام لطلبة فلسطين فرعي دمشق وحلب، حيث التحق مرة ثانية بالجامعة والتي تخرج منها عام 1979م، حيث كان طالباً مجتهداً.
بعد التخرج تفرغ الدكتور/ داوود الحسن في الخدمات الطبية العسكرية في الساحة السورية وعين مديراً لعيادة الشهيد/ أبو على اياد.
خلال الانشقاق عام 1983م تم القاء القبض على الدكتور/ داوود الحسن من قبل المخابرات السورية وأودع السجن لمدة سبع سنوات ذاق خلالها أبشع صنوف العذاب ومن ثم أبعد إلى الأردن، ويشهد له كل أخوانه ورفاقه في السجون السورية كيف أنه كان بطلاً ووحدوياً ومتميزاً كعادته في السلوك والانضباط وعلى المستوي الأخلاقي والمالي، وكرس سلوكاً تعاونياً وأشتراكياً في المال والطعام، وكان أمثوله لمن تعامل معه أو عرفه.
عاد الدكتور/ داوود الحسن إلى أرض الوطن عام 1994م وعينه الرئيس الشهيد/ ياسر عرفات مديراً عاماً في وزارة الصحة الفلسطينية مسؤولاً عن الرقابة والتفتيش إلى أن تقاعد.
من صفات الدكتور/ داوود الحسن المثابرة وعدم الملل فهو دائماً يبحث عن الجدوى والفعالية، ولم يكن مظهرياً أبداً في العمل التنظيمي، يمتاز بذكاء حاد، يخوض صراعاته الفكرية بمنتهى الوضوح والنبل، وكان يكبر عن الصغائر، في أي موقع أو مكان يحل فيه يُحدث أثراً ايجابياً على كافة المستويات الإنسانية والتنظيمية، كان كريماً محبوباً من رفاقه جميعاً من يوافقه أو يختلف معه، في المال العام والخاص كان نزيها مستعد أن ينفق عمره وماله من أجل الثورة، حلمه الأوحد وبوصلته فلسطين التي كان يحلم دوماً أن يدور في كفرياتها، حاملاً خرجه ليعالج فقراء الناس، كان بسيطاً جداً ولكن بعمق الفلاحين وخبرتهم في بلادنا وخاصة عندما يقنعك بالفروق بين قوى الشعب وحلفائه، وقوى الأعداء.
لقد عاني الدكتور/ داوود الحسن من أثر السجن كثيراً في صحته وعائلته المناضلة.
أنتقل الدكتور/ داوود الحسن إلى رحمه الله تعالي بعد معاناة طويلة مع المرض في العاصمة الأردنية عمان يوم الثلاثاء الموافق 15/07/2014م ودفن فيها.
الدكتور/ داوود الحسن مناضل حقيقي من أجل فلسطين، حمل القضية ولم يئن يوماً.
كان صاحب الأخلاق والقيم الوطنية الرفيعة، لقد رحلت عنا يا د. داوود دون ميعاد، ودون وداع، ودون استئذان.
ناضلت من أجل فلسطين وترجلت لأجل ثراها، فكان حقاً علينا أن نستذكرك.
قضيت بعد حياة حافلة مدافعاً صلباً عن قضيتنا الوطنية وقضايا الحق والعدل والمبدأ.
رحمك الله يا دكتور/ داوود أحمد الحسن وأسكنك فسيح جناته ونعاهدك أن نبقي على الدرب التي مهدت الطريق فيها للوطن الفلسطيني ولن نحيد البوصلة