شخصيات فلسطينية
حلمي أبو شعبان
هو: حلمي مصباح حافظ أبو شعبان. ولد في حي الزيتون بمدينة غزة عام 1911مـ، من عائلة معروفة. كان والده/ مصباح يمتلك محلاً تجارياً وفرّ لأسرته حياة كريمة. والدته/ صفا العبد الأنيلي، توفيت عام 1964مـ. أنهى دراسته الابتدائية في مدرسة الرشيدية بغزة، ثم انتقل إلى القدس حيث درس في الكلية العربية. عمل بعد عودته من القدس في الصحافة ونشر أول مقالاته في جريدة(صوت الحق) التي أسسها وأدارها فهمي الحسيني بمدينة يافا عام 1927مـ. الذي أعجب به وبمواهبه فتوثقت الصلة بينهما وأصبح من أقرب المقربين منه، وقد تزامن ذلك مع فوز فهمي الحسيني بالانتخابات البلدية عام 1928مـ، ورئاسته للمجلس البلدي فاختاره للعمل في البلدية حيث تدرج في الوظائف كاتباً وسكرتيراً وأميناً للصندوق نظراً لكفاءته وحسن إدارته. انتخب عضواً في المجلس البلدي السادس عام 1946مـ، وكان فوزه مع آخرين من الشباب يمثل تحولاً كبيراً في خارطة الزعامة الغزية التي انحصرت حتى قبل سنوات من تاريخ إجراء هذه الانتخابات على الزعامة التقليدية للعائلات الكبرى. بدأ توجهه السياسي وهو في مقتبل العمر حيث بدأ كتابة المقالات السياسية التي تندد بالانتداب البريطاني، وتعلق على أحداث الساعة وتهاجم الصهيونية. وتنوعت في شتى المجالات الوطنية والسياسية والاجتماعية، ونشرت في معظم الصحف التي كانت تصدر في ذلك الوقت، وفي مقدمتها(مرآة الشرق) التي أسسها وصاحب امتيازها بولس شحادة صدرت من القدس بتاريخ 17/9/ 1919مـ، كانت تصدر مرتين أسبوعياً وتعنى بالشئون السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتهذيبية، توقفت عن الصدور عام 1933. حيث كتب فيها بصورة تكاد تكون شبه يومية أبواب(خواطر- خطط عفريت-حديث الصباح -مذكرات الشيطان) التي كان من خلالها ينتقد المجتمع بأسلوب هزلي ساخر قريب من التصور الكاريكاتيري لدرجة أطلق عليه لقب(الكاتب الكاريكاتيري). كما كتب عن ثوار فلسطين وعن بطولاتهم المناضلين وفي مقدمتهم(العمريط وأبو جلدة) في منطقة جبال نابلس، كما قام بإلقاء الأحاديث الإذاعية عبر إذاعة فلسطين التي افتتحت بالقدس عام 1936مـ، وقام طيلة عامي 1936/1937مـ، بمخاطبة الجماهير الفلسطينية من خلال برنامجه الإذاعي(حديث المساء) الذي تناول الهموم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للشعب الفلسطيني بأسلوب شيق يفهمه العوام من الناس. فأصبح لحلمي أبو شعبان جمهور عريض من المستمعين والقراء، وبات مسخراً قلمه وفكره للتصدي لتكالب الامبريالية البريطانية المنتدبة، وضد التغلغل الصهيوني، ملتزماً بقيم الوطنية المبنية على الصدق والجسارة، ليس التزاماً مهنياً فحسب، بل هو التزام بما يراه خيراً لمجتمعه. قام بتأليف العديد من المؤلفات ذات الطابع الوطني والسياسي منها كتاب بعنوان " مصرع إسرائيل" نشرته دار أخبار اليوم عام 1956مـ، وكتاب " نقد كتاب تاريخ غزة "؛ كما قام بتأليف مجموعة كبيرة من الأشعار، فقد استجابت قريحته الشعرية الفطرية للنضال المشتعل ضد الانتداب البريطاني ووعده المشئوم والهجرة الصهيونية للبلاد، كما كان متجاوباً مع الأحداث العربية السياسية في مصر والعراق؛ كما قام برثاء سعد زغلول، والملك فيصل الأول؛ ونجح كأديب وشاعر أن يثبت أن الأدب رسالة سامية ومسئولية قومية ووطنية ورسالة إيقاظ وإنقاذ، ومن أهم قصائده الوطنية: (فتاة فلسطين تقول- إلى الشعب المصري القديم- يا بلادي- البراق- دموع وآلام) وقصيدة (يا مبعداً في الناصرة) نظمها في مارس1930مـ، عندما أفرج عن جميع المعتقلين باستثناء حمدي الحسيني الذي أبعد لمدينة الناصرة بتهمة التحريض عن ثورة 1929مـ، وقصيدة (نشيد الشباب) التي نظمها معترضاً على سياسة الانجليز التي لا تنصف شعب فلسطين من العرب وتتيح لليهود كل الفرص لإقامة كيانهم، وقصيدة (أين حسان فلسطين) نظمها بسبب اعتقال سلطات الاحتلال البريطاني العديدين من أبناء فلسطين، كما نظم قصيدة تأبين للملك/ فيصل أرسلها في أربعين الفقيد إلى اللجنة المركزية ببغداد، ولخليفته الملك/ غازي، ونشرت في الصحف العراقية صبيحة يوم الأربعين، وألقيت في حفل تأبينه في بغداد أواخر عام 1933مـ؛ كما قام بتأبين رئيس البلدية فهمي الحسيني بقصيدة طويلة مؤثرة، ونظم أبياتاً من الشعر بعنوان (سنعود) قالها بعد نكبة عام 1948م ، كما نظم قصيدة (الثائر) إثر مجزرة دير ياسين، ونظم قصيدة وطنية ليلة جلاء جيش الاحتلال الإسرائيلي عن غزة في 7/3/1957مـ، في أعقاب العدوان الثلاثي، كما نظم الكثير من القصائد الوطنية الأخرى(245). ولكن ذلك لم يرق ذلك للاحتلال العسكري البريطاني ولا للصهيونية التي وعدها(بلفور) بوطن قومي في فلسطين، فكان إسكاته ومحاولة كسر قلمه فتم اعتقاله في سجن عكا شمال فلسطين هو ورئيس بلدية غزة فهمي الحسيني في أواخر عام 1938مـ، وحتى نهاية عام 1939مـ، حيث نشبت الحرب العالمية الثانية. لم يعد للبلدية بعد خروجه من المعتقل، لأنه لم يكن على توافق مع رئيس البلدية الجديد (رشدي الشوا) وليس هناك تمازج بينهما، فاتجه للأعمال الحرة التي تعزز ثقافته وثقافة شعبه، وتلبي في الوقت نفسه طموحاته الوطنية تجاه أمته، فأسس المكتبة الهاشمية لبيع الكتب والأدوات المدرسية والقرطاسية ومن ثم وكيلاً لشركة فرج الله للصحافة والتوزيع المصرية فاتحاً المجال واسعاً لاستقبال كل الصحف والمجلات والكتب المصرية في مدينة غزة، ولإفساح المجال للإطلاع على مجريات الأحداث السياسية والعسكرية والثقافية في وقت كانت فيه الحرب العالمية الثانية في أوجها، وقمة المعاناة للشعب العربي الفلسطيني. وفي عام 1945مـ، وقع اختيار مؤسس البنك العربي/ عبد الحميد شومان عليه ليتولى منصب مدير البنك العربي الذي تقرر إقامته في غزة، كما عمل أيضاً مديراً لفرع البنك في عدة محافظات بجمهورية مصر العربية. تزوج من/ نزيهة سعيد صالح ورُزق منها من الذكور: سمير ومروان وزهير ومفيد ومحسن ومازن؛ ومن الإناث: صفاء ولميس. توفى في16/1/1978م.