وقد كان من أغنى أغنياء مكة في زمانه، رغم أنه قدم المدينة لا يملك إلا سيفه؟
لما سئل رضي الله عنه عن سر غناه، قال:
" كنت أعالج، وأنمي، ولا أزدري ربحا، ولا أشتري شيخا، وأجعل الرأس رأسين".
1- كنت أعالج: يعني أستمر حتى مع الإخفاقات.. فالمصائب في التجارة واردة، فإن جاءت مصيبة.. أعالج.. وأستمر.. لا أنقطع عن العمل على المشروع.
2- وأنمي: يعني عندما أحصل على الربح، أستهلك القليل وأستثمر الباقي..
3- ولا أزدري ربحا: معناها أنه حتى لو كان السوق ضعيفا والشراء ضعيف، فإنه يحرص على تدوير البضاعة وتصريفها، حتى لو بربح قليل، لأن تدويرها أنفع من تكدسها انتظارا للربح الأعلى.
4- ولا أشتري شيخا: يعني لا يستثمر في أي بضاعة ولّى وقتها، وانتهى رواجها من السوق.. (أي انتهت موضتها).. ولا يستثمر في شئ قديم متهالك (شبهه بالشيخ).. لأنه لا مستقبل له.. بل يركز على الأشياء التي لها مستقبل طويل المدى.
5- وأجعل الرأس رأسين: يعني عندما يستثمر في بضاعة، بدل أن يشتري شيئا واحدا بثمن كبير، فإنه يشتري شيئين بثمن أقل، لينوع المخاطر، فإن أصاب جزء من الاستثمار مصيبة، بقي الجزء الثاني، وهو ما يعرف اليوم بعدم وضع كل البيض في سلة واحدة.