غزة / 1946
بيت قديم في شارع عمرالمختار
كانت تسكنة سيدة ارمنييه تدعى ام موسى وكانت اقدم كوافيرة مشهور في ذلك الوقت
كان اسفل البيت محل ابونبيل سكيك لبيع الاحذية
المكان الان محل ساندي بل
عند سيرك في شارع عمر المختار المكتظ بالأسواق والحرفيين في شتى المجالات؛ ينتابك شعور مزدوج ما بين الحنين للماضي والإعجاب بالتطور العمراني والاقتصادي الذي آل إليه هذا الشارع في الوقت الحالي، فهو مثل عمود فقري في جسد مدينة غزة جغرافياً واقتصادياً، ومقصد كل شرائح المجتمع الغزي بمختلف طبقاتها ومستوياتها الاجتماعية، فكل منهم يجد ما يحتاجه، ويلبي ذوقه .
كانت مدينة غزة، التي تعتبر العاصمة السياسية والاقتصادية لقطاع غزة الساحلي الصغير، عبارة عن كتلة من المباني العمرانية، تتميز بشوارعها الضيقة، والمعوجة لظروف أمنية واقتصادية، لذا لم يكن هناك مخطط هندسي أو رؤى مستقبلية بعينها، لمحاولة توسيع هذه الشوارع، إلا في حقب متميزة كالحقبتين البيزنطية والرومانية .
بقي حال هذه الشوارع الضيقة على ما هي عليه طوال الحقبة العثمانية، وفي أواخر العهد العثماني، وبالتحديد في العقد الأول من القرن العشرين، قام جمال باشا السفاح بشق شارع في قلب مدينة غزة، يمتد من جامع الشيخ شعبان البنك العربي حالياً إلى منطقة تعرف ب سوق العملة، وهي منطقة تاريخية تكثر فيها المباني الأثرية .
وأدى شق الشارع إلى إحداث مشكلات كبيرة جداً لعامة الشعب، نظراً لتقسيم هذا الشارع لأجزاء متفرقة طالت المنازل والمحال الموجودة في ذلك الحين، وخاصة جامع الوزيري، وخان الزيت، وهما من المعالم الأثرية المميزة لهذا الشارع، حيث اقتطفت منهما أجزاء كبيرة لصالح شارع عمر المختار .
إلى ذلك الحين كان يطلق على الشارع اسم الشارع الكبير، وظل على هذا الاسم حتى عام 1934 من القرن الماضي، ثم أطلق عليه بعد ذلك اسم شارع جمال باشا، وذلك أثناء الحرب العالمية الأولى، نسبة إلى جمال باشا السفاح، قائد الفرقة الرابعة للجيش التركي في الحرب العالمية الأولى . وعندما اعتلى رئاسة بلدية غزة فهمي بك الحسيني، الذي امتدت رئاسته من سنة 1927 إلى سنة ،1939 عقد مجلساً بلدياً برئاسته، كان من أهم بنوده تغيير اسم الشارع إلى عمر المختار، نسبة إلى المجاهد الليبي الشهير، الذي أعدمته قوات الاحتلال الإيطالية الفاشستية، ولكن القنصل الإيطالي في القدس حينها اعترض بشدة على هذه التسمية، وحاول جاهداً منع الحسيني من إتمام التسمية، فضلاً عن رفض الانتداب البريطاني لهذا الاسم .
لم يكترث الحسيني لهذه الاعتراضات، وظل مصمماً على تغيير اسم الشارع إلى عمر المختار، وبعد ذلك شق الشارع من منطقة تقاطعه شارع البوسطة إلى الشارع المؤدي لحي الشجاعية كما هو عليه اليوم . بعد الاحتلال الصهيوني لقطاع غزة سنة ،1967 كان شارع عمر المختار الذي يمتد حالياً من حي الشجاعية شرق مدينة غزة وحتى ميناء الصيادين غرب المدينة، يمثل مسرحاً للمواجهات مع قوات الاحتلال، والإضرابات التجارية احتجاجاً على الجرائم الإسرائيلية خصوصاً خلال الانتفاضة الفلسطينية الكبرى (1987-1993) .
يتمتع شارع عمر المختار الآن بتعدد أسواقه التي تكتظ أيضاً بالمحالّ التجارية متعددة الأنشطة، مثل سوق القيسارية، وهو السوق الوحيد في قطاع غزة المختص ببيع الذهب، وتصنيعه أيضاً، ويحتل هذا السوق جزءاً كبيراً من شارع عمر المختار، وأيضاً سوق بيع الخضار المتعارف عليه حالياً بسوق الموظفين، وسوق العملة (تجارة النقود)، فضلاً عن عدد كبير من المحالّ التجارية المتلاصقة على جانبي الشارع، وينتهي بسوق البسطاط .
ومن أهم مآثر هذا الشارع الأثرية: حمام السمرة، الباقي لوقتنا الحالي ويرتادع الغزيون من كل مدينة وبلدة على امتداد قطاع غزة.
- See more at: http://www.alkhaleej.ae/supplements/page/5d2eac7c-f86f-4547-96b1-d114902b79d5#sthash.dd27wT8e.dpuf
بيت قديم في شارع عمرالمختار
كانت تسكنة سيدة ارمنييه تدعى ام موسى وكانت اقدم كوافيرة مشهور في ذلك الوقت
كان اسفل البيت محل ابونبيل سكيك لبيع الاحذية
المكان الان محل ساندي بل
عند سيرك في شارع عمر المختار المكتظ بالأسواق والحرفيين في شتى المجالات؛ ينتابك شعور مزدوج ما بين الحنين للماضي والإعجاب بالتطور العمراني والاقتصادي الذي آل إليه هذا الشارع في الوقت الحالي، فهو مثل عمود فقري في جسد مدينة غزة جغرافياً واقتصادياً، ومقصد كل شرائح المجتمع الغزي بمختلف طبقاتها ومستوياتها الاجتماعية، فكل منهم يجد ما يحتاجه، ويلبي ذوقه .
كانت مدينة غزة، التي تعتبر العاصمة السياسية والاقتصادية لقطاع غزة الساحلي الصغير، عبارة عن كتلة من المباني العمرانية، تتميز بشوارعها الضيقة، والمعوجة لظروف أمنية واقتصادية، لذا لم يكن هناك مخطط هندسي أو رؤى مستقبلية بعينها، لمحاولة توسيع هذه الشوارع، إلا في حقب متميزة كالحقبتين البيزنطية والرومانية .
بقي حال هذه الشوارع الضيقة على ما هي عليه طوال الحقبة العثمانية، وفي أواخر العهد العثماني، وبالتحديد في العقد الأول من القرن العشرين، قام جمال باشا السفاح بشق شارع في قلب مدينة غزة، يمتد من جامع الشيخ شعبان البنك العربي حالياً إلى منطقة تعرف ب سوق العملة، وهي منطقة تاريخية تكثر فيها المباني الأثرية .
وأدى شق الشارع إلى إحداث مشكلات كبيرة جداً لعامة الشعب، نظراً لتقسيم هذا الشارع لأجزاء متفرقة طالت المنازل والمحال الموجودة في ذلك الحين، وخاصة جامع الوزيري، وخان الزيت، وهما من المعالم الأثرية المميزة لهذا الشارع، حيث اقتطفت منهما أجزاء كبيرة لصالح شارع عمر المختار .
إلى ذلك الحين كان يطلق على الشارع اسم الشارع الكبير، وظل على هذا الاسم حتى عام 1934 من القرن الماضي، ثم أطلق عليه بعد ذلك اسم شارع جمال باشا، وذلك أثناء الحرب العالمية الأولى، نسبة إلى جمال باشا السفاح، قائد الفرقة الرابعة للجيش التركي في الحرب العالمية الأولى . وعندما اعتلى رئاسة بلدية غزة فهمي بك الحسيني، الذي امتدت رئاسته من سنة 1927 إلى سنة ،1939 عقد مجلساً بلدياً برئاسته، كان من أهم بنوده تغيير اسم الشارع إلى عمر المختار، نسبة إلى المجاهد الليبي الشهير، الذي أعدمته قوات الاحتلال الإيطالية الفاشستية، ولكن القنصل الإيطالي في القدس حينها اعترض بشدة على هذه التسمية، وحاول جاهداً منع الحسيني من إتمام التسمية، فضلاً عن رفض الانتداب البريطاني لهذا الاسم .
لم يكترث الحسيني لهذه الاعتراضات، وظل مصمماً على تغيير اسم الشارع إلى عمر المختار، وبعد ذلك شق الشارع من منطقة تقاطعه شارع البوسطة إلى الشارع المؤدي لحي الشجاعية كما هو عليه اليوم . بعد الاحتلال الصهيوني لقطاع غزة سنة ،1967 كان شارع عمر المختار الذي يمتد حالياً من حي الشجاعية شرق مدينة غزة وحتى ميناء الصيادين غرب المدينة، يمثل مسرحاً للمواجهات مع قوات الاحتلال، والإضرابات التجارية احتجاجاً على الجرائم الإسرائيلية خصوصاً خلال الانتفاضة الفلسطينية الكبرى (1987-1993) .
يتمتع شارع عمر المختار الآن بتعدد أسواقه التي تكتظ أيضاً بالمحالّ التجارية متعددة الأنشطة، مثل سوق القيسارية، وهو السوق الوحيد في قطاع غزة المختص ببيع الذهب، وتصنيعه أيضاً، ويحتل هذا السوق جزءاً كبيراً من شارع عمر المختار، وأيضاً سوق بيع الخضار المتعارف عليه حالياً بسوق الموظفين، وسوق العملة (تجارة النقود)، فضلاً عن عدد كبير من المحالّ التجارية المتلاصقة على جانبي الشارع، وينتهي بسوق البسطاط .
ومن أهم مآثر هذا الشارع الأثرية: حمام السمرة، الباقي لوقتنا الحالي ويرتادع الغزيون من كل مدينة وبلدة على امتداد قطاع غزة.
- See more at: http://www.alkhaleej.ae/supplements/page/5d2eac7c-f86f-4547-96b1-d114902b79d5#sthash.dd27wT8e.dpuf