أخر الاخبار

عضعضة..

عضعضة..

لا أعلم سرَّ هذا اللّطف والنظام الذي تربى عليه أطفال السويد حيث أقيم الآن، لطفٌ زاد من دهشتي حين رحتُ أقارن بينهم وبين تلك الطفولة البائسة التي عشتها في كنف الصحراء، وانتقَلتْ عبر الجينات الى أطفالي الذين ما إن أدخلتهم مؤخرا الى المدارس والروضات السويدية حتى بدأت المعاناة..
يدخل الطفل السويدي صباحا الى حجرة تبديل الملابس، وفي غضون دقائق يكون قد أستبدل ملابسه كاملةً والتحق بصفه الدراسي، بينما يدخل إبني الأصغر "عمران- 4سنوات" معهم، ويخرج بعد ساعة من الزمن عابساً (كما هو)، شو مالك يابا؟ شخيت ع حالي.. طيب إشلح ملابسك.. بديش بدي اروّح عالدار.. نسدحه أنا واخوانه الأكبر سناً على الأرض ونثبته لنتمكن من نزع حذائه الشتوي الطويل وأفرهوله المدرسي وقفازاته.. وبين مرافسة ومعافسة منه وعضعضه حتى يكون وقت الروضة قد شارف على الإنتهاء..

على طاري "العضعضة"؛ هذا عمران وحده قد إضطرنا في "أبوظبي" حيث كنا نقيم، الى استبدال ثلاث شغّالات منزليّات في سنة واحدة آه والله، فمنذ أن بدأ يدرج خطواته الأولى حتى راح يغافل الخادمة وهي تقف أمام حوض غسيل الأطباق، ويعضها في مؤخرتها..

أقسم بالله، أمس إتصلت لنا إدارة المدرسة تطلب منّا الاجتماع معهم لأمرٍ عاجل، أنا مباشرة قلت أكيد عمران عضلوو وحده.. جلسنا مع إدارة المدرسة، بحضور مرشد نفسي ومندوب عن حماية الطفل، وسيدة أخرى لم أعرف هويتها، لكن من هيئتها وبوزها خيّل إلي أنها من جماعة أنصار البيئة.. لأكتشف ان الشكوى لا تخص إبني، بل هي شكوى تقدمت بها معلمته ضدي، لأنها رأتني عبر الكاميرا الموضوعة خلسة في حجرة الملابس، أشده من يده وأقول له "بسيطة بس نروح البيت والله غير أموتك"، وهات فهمهم أنو "أموتك" بثقافتنا لا تعني أنني سأقتله بالضرورة، بل تعني فقط أنني سألعن أبو الي نفضو..

مع ذلك، لن أغير من طبائعي وتربيتي لأطفالي، ما دمت أرى نتائج ذلك إيجابية على المدى البعيد، فنحن الشرقيون إذا ما تقدم بنا العمر أصبحنا أكثر رقة ولطفا ومحبة للناس و الأهل والأصدقاء، بينما لا تتورع وجوههم الجميلة عن إلقاء أطنان القنابل على ملايين الأبرياء، صحيحٌ أن طفلي "الوهر" عضَّ فتاةً إفريقية في مؤخرتها، الا أن الغرب "الحاني" قد عض أفريقيا كلها وأرسلها الى أخرتها..
أبوطراوة

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-