شهداء أحياء في مقابر الأعداء – بقلم د. رأفت حمدونة
إذا رحل الشهداء بأجسادهم ، وعانقت أرواحهم عنان السماء في الجنان ، فهنالك من هم شهداء لازالوا أحياء مع وقف التنفيذ في زنازين وسجون الأعداء ، آلاف ممن ضحوا بزهرات شبابهم وحياتهم من أجل الحرية والسيادة والاستقلال .
يمر العام بعد العام ، وهنالك ما يقارب من 5000 أسير وأسيرة فلسطينية في السجون والمعتقلات الاسرائيلية في قلب سلطة عسكرية تتغنى بالديمقراطية وحقوق الانسان ، والتسويق بالالتزام بالاتفاقيات والموثيق دولياً اعلاماً بغير واقع .
ومن واقع الخبرة والتجربة والمعايشة والمتابعة فدولة الاحتلال تمس بكل الاتفاقيات والمواثيق الدولية والقانون الدولى الانسانى في كل مناحى حياة الأسرى ، ولعل أكثر ما يؤرق الأسرى وذويهم سياسة الاستهتار الطبي بحق ذوي الأمراض المزمنة ، ولمن يحتاجون لعمليات جراحية ، الأمر المخالف للمبادىء الأساسية لمعاملة الأسرى ،وممارسة التعذيب النفسى والجسدى في أقبية التحقيق ، والأحكام الردعية والمنع من الزيارات ، والحرمان من التواصل مع العالم الخارجي لفترات غير معلومة ، وتلفيق التهم والملفات السرية لتبرير الاعتقال الادارى بلا لائحة اتهام ، وحملات التنقل الواسعة في أوساطهم بهدف إعاقة استقرارهم ، وانتشار الفئران والجرذان والحشرات السامة في عدد من السجون والمعتقلات ، بالاضافة للاكتظاظ في الغرف ، وانعدام التهوية، وعدم جمع شمل الأخوة والأقارب، ووضع الأجهزة المضرة كالمراقبة والتشويش ، وسوء الطعام كماً ونوعاً، والاقتحامات الليلية والتفتيشات العارية، والعقوبات والغرامات ، والحرمان من زيارة المحامين ، وعدم توفير أماكن للعبادة ، وعدم التعاطي مع مطالب الأسرى في مراسيم رمضان والأعياد والمناسبات الدينية، ومنع التعليم الجامعي وتقديم الثانوية العامة، وعدم إدخال الكتب ومنع الأنشطة الذهنية والتعليمية والترفيهية والرياضية للمعتقلين، الأمر الذى يتطلب موقفاً فلسطينياً وعربياً ودولياً للضغط على الاحتلال لانقاذ حياة الأسرى قبل فوات الأوان .
_______________________________
مركز الأسرى للدراسات
للمراسلة على
البريد الالكتروني
على الفيس بوك على الرابط