كافيه ريش
من معالم "القاهرة الخديوية" وسط البلد، ميدان طلعت حرب، تأسس سنة 1908، كان أشبه بمجمع للمثقفين والثوار أوائل القرن العشرين، شهد جلسات وحيكت مؤامرات غرامية وسياسية وجلسات مقاومة إبان ثورة سعد زغلول.
فيه تعرف أمل دنقل على زوجته، ومنه ألقى فدائي مصري قبطي قنبلة على موكب رئيس الوزراء يوسف وهبة الذي كلفه الاحتلال الانجليزي بالمنصب 1919، كما شهد انطلاق مظاهرة "المثقفين" عقب اغتيال غسان كنفاني 1972... قبل 100 عام وافق مؤسسه (يقال ألماني ويقال يوناني) "ستاتبيرغ" على استخدام أعضاء حزب الوفد لسرداب داخله لجلساتهم (التنظيمية) وطباعة المنشورات ضد الاحتلال الانجليزي وهذا ما صور تفاصيله أحمد مراد في روايته 1919، انكشف أمر المطبعة بعد زلزال 1992 وتشقق أحد الجدران.
من أبرز رواده نجيب محفوظ ودنقل وجاهين ويوسف إدريس والكاتب الفلسطيني خيري منصور والعراقي البياتي والسوداني الفيتوري، وآخرين من كتاب وفناني "الزمن الجميل" الذين يفتخر "المقهى" بهم فعلق صورهم على الجدران كالعقاد والحكيم وروز اليوسف والشيخ أبو العلا والريحاني ومنيرة المهدية وأباظة وغيرهم. غنت فيه أم كلثوم ومنيرة المهدية ومن وحي جلساته كتب نجيب سرور "بروتوكولات حكماء ريش".
انتقالك لتفحص القاعة الداخلية أشبه بالانتقال عبر آلة الزمن 100 عام إلى الوراء، يحتفظ بطرازه القديم من الداخل بنفس ديكور سنة التأسيس، وكراس خشبية منها مهترئ الدهان لكنها تحتفظ بمتانتها، والموائد قديمة مغطاة بشراشف بسيطة. السوفرجية يرتدون "زي الخدم" وكأنه محاكاة لأيام الخديوي. ويغلب عليه الهدوء؛ فلا تلفاز ولا موسيقى صاخبة. ولا نارجيلة ولا نرد ولا دومينو ولا ورق لعب (شدة/كوتشينا).
يجمع بين المطعم والمقهى والحانة لكن لا تجد فيه النارجيلة ولا النرد أو الدومينو أو غيرها من الألعاب، ربما لذلك لم أر شبانا صغار السن خلال أكثر من زيارة خاطفة... لا يرحب بالغرباء بسهولة وهذا واضح من تقاسيم وجه من يستقبلك!
لم يسلم المقهى من أحد رواده "أحمد فؤاد نجم"
يعيش المثقف على مقهى ريش
يعيش يعيش يعيش
محفلط مزفلط كثير الكلام
عديم الممارسة
عدو الزحام
بكام كلمة فاضية
و كام اصطلاح
يفبرك حلول المشاكل قوام
يعيش المثقف يعيش يعيش يعيش.
من قصيدة "يعيش أهل بلدي"
من معالم "القاهرة الخديوية" وسط البلد، ميدان طلعت حرب، تأسس سنة 1908، كان أشبه بمجمع للمثقفين والثوار أوائل القرن العشرين، شهد جلسات وحيكت مؤامرات غرامية وسياسية وجلسات مقاومة إبان ثورة سعد زغلول.
فيه تعرف أمل دنقل على زوجته، ومنه ألقى فدائي مصري قبطي قنبلة على موكب رئيس الوزراء يوسف وهبة الذي كلفه الاحتلال الانجليزي بالمنصب 1919، كما شهد انطلاق مظاهرة "المثقفين" عقب اغتيال غسان كنفاني 1972... قبل 100 عام وافق مؤسسه (يقال ألماني ويقال يوناني) "ستاتبيرغ" على استخدام أعضاء حزب الوفد لسرداب داخله لجلساتهم (التنظيمية) وطباعة المنشورات ضد الاحتلال الانجليزي وهذا ما صور تفاصيله أحمد مراد في روايته 1919، انكشف أمر المطبعة بعد زلزال 1992 وتشقق أحد الجدران.
من أبرز رواده نجيب محفوظ ودنقل وجاهين ويوسف إدريس والكاتب الفلسطيني خيري منصور والعراقي البياتي والسوداني الفيتوري، وآخرين من كتاب وفناني "الزمن الجميل" الذين يفتخر "المقهى" بهم فعلق صورهم على الجدران كالعقاد والحكيم وروز اليوسف والشيخ أبو العلا والريحاني ومنيرة المهدية وأباظة وغيرهم. غنت فيه أم كلثوم ومنيرة المهدية ومن وحي جلساته كتب نجيب سرور "بروتوكولات حكماء ريش".
انتقالك لتفحص القاعة الداخلية أشبه بالانتقال عبر آلة الزمن 100 عام إلى الوراء، يحتفظ بطرازه القديم من الداخل بنفس ديكور سنة التأسيس، وكراس خشبية منها مهترئ الدهان لكنها تحتفظ بمتانتها، والموائد قديمة مغطاة بشراشف بسيطة. السوفرجية يرتدون "زي الخدم" وكأنه محاكاة لأيام الخديوي. ويغلب عليه الهدوء؛ فلا تلفاز ولا موسيقى صاخبة. ولا نارجيلة ولا نرد ولا دومينو ولا ورق لعب (شدة/كوتشينا).
يجمع بين المطعم والمقهى والحانة لكن لا تجد فيه النارجيلة ولا النرد أو الدومينو أو غيرها من الألعاب، ربما لذلك لم أر شبانا صغار السن خلال أكثر من زيارة خاطفة... لا يرحب بالغرباء بسهولة وهذا واضح من تقاسيم وجه من يستقبلك!
لم يسلم المقهى من أحد رواده "أحمد فؤاد نجم"
يعيش المثقف على مقهى ريش
يعيش يعيش يعيش
محفلط مزفلط كثير الكلام
عديم الممارسة
عدو الزحام
بكام كلمة فاضية
و كام اصطلاح
يفبرك حلول المشاكل قوام
يعيش المثقف يعيش يعيش يعيش.
من قصيدة "يعيش أهل بلدي"