أخر الاخبار

قصة فتاة من غزة أحبت وتزوجت بحريني عن طريق النت لمدة شهرين

قصة فتاة من غزة أحبت وتزوجت بحريني عن طريق النت لمدة شهرين

خاص /
ربما اعتقدنا لوهلة أن التكنولوجيا استطاعت كسر جميع الحواجز التي تضعها الحدود الجغرافية وجعلت من العالم قرية صغيرة، لكن تلك القرية لم تشمل فلسطين على ما يبدو، وهذا ما أثبتته قصة المُواطنة فداء توفيق شناعة (30 عاماً) من غزة.

فقد جمعت التكنولوجيا بينها وبين زوجها - بحريني الجنسية - غسان محمد يوسف (35 عاماً)، لكن جوازها الفلسطيني فرقهم جسداً، ولا تزال أرواحهم تتوق إلى اللقاء، خاصة بوجودة ثمرة حبهم الذي سيرى النور بعد ستة أشهر.

تروى فداء بداية قصتها لـ"دنيا الوطن" قائلة: "تزوجت في غزة عن طريق الوكالة في 14 فبراير 2018، ولأن زوجي لا يستطيع دخول غزة، انتظرت حتى سافرت إلى مصر لنتزوج هناك".

وأضافت فداء: "في تلك الفترة قدم لي زوجي تأشيرة لدخول البحرين أكثر من مرة وتم رفضها، وأبلغونا أنه عادة لا يتم قبولها من أول مرة، وكان كل همي في ذلك الوقت كيف سأخرج من المعبر فقط، ولكنني خرجت بعد عدة محاولات في شهر يونيو ووصلت إلى مصر، وتقابلنا هناك، ومكث معي شهراً واحداً فقط ثم سافر".

في ذلك الشهر، حاول زوج فداء أن يُدخلها إلى بلاده، ولكن دون جدوى، فقد أتاها رفض صريح ثلاثة مرات، تقول: "لم أعلم ماذا أفعل؟ هل أعود إلى غزة مُطلقة بعد زواج شهر واحد فقط؟ فقررت أنا وزوجي السفر إلى الإمارات، وفعلاً سافرنا هناك وحملت بطفلي الذي لا يزال في أحشائي، لكننا عشنا كالمشردين، فهو لم يستطع الحصول على عمل، وأنا كذلك، عدا عن وضعي الصعب في أشهر الحمل الأولى".

واضطر زوج فداء أن يعود لمنزله وعمله في البحرين، على أمل أن ينجح في جلب زوجته إلى عش الزوجية.

وأكدت فداء التي لم تر زوجها سوى شهرين فقط خلال عامين من الزواج، أنهما طرقا جميع الأبواب دون جدوى، وقالت: "ذهبت للسفارة البحرينية بمصر وأخبروني أن المشكلة حلها ليس لديهم، بل لدى دائرة الهجرة والجوزات".

وأضافت: "أمنياً، لا يوجد شيء علينا أنا وزوجي، وأسباب الرفض لم يتم توضيحها لنا، وأرسلت أكثر من مناشدة في الصُحف البحرينية، والإذاعات هناك، ولم يصل صوتي، وأرسلنا رسائل التماس أيضاً دون جدوى، كما تواصلت مع السفارة الفلسطينية التي أكدت لي أن حل المشكلة ليس لديهم".

تبكي فداء: "أريد أن أستقر، وأصل إلى بلد زوجي وأعيش وسط أبناء شعبه وأهله، تعبت من الوحدة والترحال والتشرد، ماذنب ابني القادم على هذه الحياة بأن يعيش بهذه الطريقة غير قادر على دخول وطنه لأن والدته فلسطينية".

تواصلت "دنيا الوطن" مع السفارة الفلسطينية بالبحرين، والتي أكدت بدورها أن فداء قد تواصلت معهم أكثر من مرة، وأخبروها أن الحل الوحيد بأن يقوم زوجها بتقديم تأشيرة لها أكثر من مرة، فكونه بحرينياً لن يكون الأمر صعباً، بحسب تعبيرهم.

وأضافت السفارة: "أحيانا عدم خروج التأشيرة ليس رفضاً، بل تأخيراً، أو أنه لم يصل رد، فهناك من يقدمون ثلاث أو أربع مرات إلى أن يتم إصدار التأشيرة، وعلى المُخلص الذي اعتمدوه أن يقوم بتقديم الورق أكثر من مرة حتى لو جاءها رفض، فكون زوجها بحرينياً سينجح الأمر في النهاية، لكنها تحتاج إلى وقت، حتى لو تم رفضها أكثر من مرة، ومشكلتها ليست مُعقدة، ولا يعني أن الأمر انتهى كونه تم رفضه أول مرة".

وأكدت: "نحن كسفارة لا نملك أن نعطي إقامات أو تأشيرات، حتى نحن كموظفي السفارة، إقاماتنا عن طريق الخارجية البحرينية".

ودعت السفارة زوج فداء إلى التواصل معهم ليشرحوا له الإجراءات التي يجب عليه اتباعها مع المُخلص، "وحتى نستفسر منه كم مرة تقدم بطلب تأشيرة لزوجته، وأين نقاط الرفض، وتفاصيل أخرى، حتى نُوجهه للطريق الصحيح، وقد نُساعده بعمل كتاب إذا ماكانت المشكلة في دائرة معينة".

وأكدت السفارة أنه لا يوجد أي مُشكلة بالتعامل في البحرين مع الجواز الفلسطيني، سواء كان من الضفة أو غزة، وأن التعامل مع الجالية الفلسطينية وجميع المقيمين يسودها الاحترام والتقدير.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-