أخر الاخبار

40 جريمة قتل بفلسطين منذ بداية العام.. ما دوافع ارتكابها وما الحلول؟

40 جريمة قتل بفلسطين منذ بداية العام.. ما دوافع ارتكابها وما الحلول؟
2019-09-29
40 جريمة قتل بفلسطين منذ بداية العام.. ما دوافع ارتكابها وما الحلول؟

جرائم عديدة وقعت في الآونة الأخيرة، سواء من النساء أو الرجال، في محافظات الوطن، سواء في الضفة الغربية أو في قطاع غزة، وتنوعت بين قتل عمد، وشجار عائلي، وغيرها من أنواع الجرائم.

"دنيا الوطن" تعرفت على عدد من الجرائم التي تم ارتكابها في الضفة الغربية وقطاع غزة، منذ بداية عام 2019 وحتى اللحظة، بالإضافة إلى الدوافع التي تؤدي إلى ارتكاب جرائم القتل، وخرجت بالتقرير التالي:

الضفة الغربية

أكد العقيد لؤي ارزيقات الناطق باسم الشرطة الفلسطينية، أن عدد جرائم القتل التي تم ارتكابها في مختلف محافظات الضفة الغربية منذ بداية العام وحتى اللحظة، هي 27 جريمة قتل، منها خمس جرائم بحق النساء، و22 بحق الرجال.

وأشار ارزيقات، إلى أن من بين الجرائم هناك حالة واحدة فقط، لسيدة قتلت على خلفية ما يسمى بـ "الشرف"، منوهاً في الوقت ذاته إلى أن هذه النسبة هي الأقل مقارنة بالعام الماضي.

قطاع غزة

بدوره، أكد العقيد أيمن البطنيجي المتحدث باسم الشرطة الفلسطينية في قطاع غزة، أنه تم ارتكاب 13 جريمة قتل، من بينها خمس حالات خلال شجار عائلي، وذلك منذ بداية العام، وحتى اللحظة.

واشار البطنيجي إلى أن هناك تراجعاً في جرائم القتل هذا العام، مقارنة بالعام الماضي، لافتاً إلى أن العام الماضي، تم ارتكاب نحو 20 جريمة قتل.

دوافع ارتكاب الجرائم

وحول الدوافع الرئيسية لارتكاب جرائم القتل بشكل عام، أوضح الدكتور درداح الشاعر، أستاذ علم النفس الإجتماعي في جامعة الأقصى، أن كل جريمة قتل لها أسبابها ومبرراتها الخاصة، لكن عند البحث في الدوفاع العامة، فإن الواقع الذي يعيشه الإنسان الفلسطيني سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة، هو واقع غير مريح، بسبب التوتر والتأزم النفسي وانعدام الأمن، بالإضافة إلى الواقع الاقتصادي المرير مثل الانقسام، وانسداد الأفق السياسي والاجتماعي.

وقال الشاعر: "الأسباب العامة التي يعيشها الإنسان الفلسطيني هي أسباب غير مريحة، وبالتالي تجعله مهيأً لارتكاب الجريمة، حتى إذا ما جاءت العوامل الاجتماعية الخاصة لارتكاب الجريمة، صار الأمر بالنسبة له سهلاً، لأن الأرضية مهيأة لاقتراف الجرائم".




وأضاف: "الأرضية العامة التي يسير عليها الإنسان الفلسطيني هي أرضية ليست مريحة من الناحية النفسية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية، فلم تكن هناك قيم التعاون والمحبة والإيثار والتسامح، بقدر ما أصبحت هناك قيم مادية ومصالح".

وفي السياق، أوضح أنه إذا ظهرت بعض الدوافع الخاصة كخلاف بين عائلتين، مع انعدام التسامح ورجاحة العقل، فإن الأرضية ستكون مهيأة لارتكاب الجرائم، منوهاً في الوقت ذاته إلى أنه لا يمكن أن ينطبق ذلك على كل فلسطيني، لأن هناك فئة تتمتع برجاحة العقل والالتزام النفسي والاجتماعي، مما يؤهلها للبعد عن الجريمة.




وبين أن اعتداء الأقارب من أخ أو أب أو زوج على المرأة، يعود إلى انعدام الوعي والإدراك، بالإضافة إلى تهاون القانون مع مرتكب الجريمة، لافتاً إلى أن القانون في الكثير من الأحيان يقدم الأعذار لمرتكب الجريمة، منوهاً في الوقت ذاته، إلى أن المرأة الفلسطينية هي دائماً الجناح الأضعف الذي تفرغ فيه طاقة الرجل.

وقال: "الأهم من ذلك، اتساع دائرة الشك الأسري، بمعنى أن الرجل لم يعد يثق بالمرأة والمرأة لم تعد تثق بالرجل، وبالتالي فإن الاحتقان النفسي الذي يعاني منه الرجل، سواء على المستوى العام أو الخاص، يحتاج إلى تفريغ فيكون على حساب المرأة".




وأضاف: "لا يستطيع أن يفرغ طاقته فيمن سبب له المشكلة أو الإعاقة، وبذلك يحيلها إلى المرأة، فالرجل الذي يكون رئيسه سيفاً مسلطا عليه في العمل، لا يستطيع أن يوجه له عدواناً وإنما يوجه عدوانه إلى أهل بيته وزوجته، وهذا ما يسمى بالعدوان المزاح".

وتابع الشاعر: "النقطة الأخطر من ذلك، فإن المجتمع الفلسطيني، مجتمع قبلي له عاداته وتقاليده، وعشائري، وبالتالي تمثل المرأة عرضه وشرفه، وبالتالي لا يستطيع السكوت عن أي كلمة تمس شرفه وعرضه، لذلك يحاول أن ينتقم لعرضه وشرفه حتى لو كانت إشاعة".




وحول الحلول، أشار أستاذ علم النفس الاجتماعي، إلى أن تفعيل القانون بحق مرتكبي الجرائم، هو شق أساسي وضروري لكبت دوافع ارتكاب الجريمة، بالإضافة إلى أن يكون هناك نوع من التوعية الاجتماعية من قبل الأسرة والمدرسة والجامعات، لتربية الأبناء على التنشئة المتوازنة.خاص دنيا الوطن - أحمد العشي


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-