الحمل على المعنى دكتور سعد بن محمد داود
وهو في أبسط تعريفاته : أن يُعطى الشيء ما أشبهه في معناه ، أو لفظه ، أو فيهما معًا .
وهو مشهورٌ جدًا لدي العرب في كلامهم .
يقول ان جني " رأيتُ غلبةَ المعنى للفظ ، واللفظُ خادمٌ للمعنى ، وإنما ِجيء به له ، ومن أجله ..... إلخ .
فهو وسيلةٌ لرأب الصدعِ بيْن القواعد النحويّة ، والنصوص اللغوّية ، وفي هذه الوسيلةِ يقومُ العنصرُ الدلاليّ ( المعنى ) بعلاج كثيرٍ من المخالفاتِ اللفظيةِ المنطوقةِ ..
والشواهد على ذلك كثيرة ، ومنها ( على سبيل المثال لا الحصر ) من القرآن الكريم :
قوله تعالى " لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدّق وأكنْ من الصالحين " ( من الآية 10 المنافقون) وذلك بجزم الفعل ( أكنْ) جملًا على المعنى ... والمعنى ( إنْ أخرتني أكنْ ) .
قوله تعالى " وما كان لبشرٍ أنْ يكلمه اللهُ إلا وحيًا أو من وراء حجابٍ أو يرسل َ رسولا " (من الآية 51 الشورى) فقوله تعالى ( أو يرسلَ ) معطوفًا على ( وحيًا ) على المعنى ، والتقدير : إلا أنْ يوحي أو يرسلَ رسولًا " .
ومن الشعر ، قول الأعشى ميمون ( الطويل ) :
أرى رجلاً منهم أسيفًا كأنّما يضمّ إلى كشحيه كفًّا مخضّبا .
فقال ( مخضّبَا ) والموصوف مؤنث ( كفًّا ) حملًا على معنى ( العضو أو الساعد ) .
ومنه قول الآخر ( مجزوء الكامل ) :
يا ليت زوجك قد غدا متقلّدًا سيفًا ورمحا .
والتقدير ( وحاملًا رمحًا ) فهو محمول على معنى الأول ، لا لفظه ، لأنه لا يقال : تقلّدتُ الرمح .
هكذا نجد العرب أفذاذًا في رأب الصدع ، وإحداث الموائمة بيْن القواعد النحوية ، والنصوص اللغويّة ..
...........................................................................................................................
• مراجع :
- الخصائص (1/237)
- الإنصاف ( 2/777) .
- مغني اللبيب (2/674) .
- النحو والدلالة – حماسة ص 63 .
وهو في أبسط تعريفاته : أن يُعطى الشيء ما أشبهه في معناه ، أو لفظه ، أو فيهما معًا .
وهو مشهورٌ جدًا لدي العرب في كلامهم .
يقول ان جني " رأيتُ غلبةَ المعنى للفظ ، واللفظُ خادمٌ للمعنى ، وإنما ِجيء به له ، ومن أجله ..... إلخ .
فهو وسيلةٌ لرأب الصدعِ بيْن القواعد النحويّة ، والنصوص اللغوّية ، وفي هذه الوسيلةِ يقومُ العنصرُ الدلاليّ ( المعنى ) بعلاج كثيرٍ من المخالفاتِ اللفظيةِ المنطوقةِ ..
والشواهد على ذلك كثيرة ، ومنها ( على سبيل المثال لا الحصر ) من القرآن الكريم :
قوله تعالى " لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدّق وأكنْ من الصالحين " ( من الآية 10 المنافقون) وذلك بجزم الفعل ( أكنْ) جملًا على المعنى ... والمعنى ( إنْ أخرتني أكنْ ) .
قوله تعالى " وما كان لبشرٍ أنْ يكلمه اللهُ إلا وحيًا أو من وراء حجابٍ أو يرسل َ رسولا " (من الآية 51 الشورى) فقوله تعالى ( أو يرسلَ ) معطوفًا على ( وحيًا ) على المعنى ، والتقدير : إلا أنْ يوحي أو يرسلَ رسولًا " .
ومن الشعر ، قول الأعشى ميمون ( الطويل ) :
أرى رجلاً منهم أسيفًا كأنّما يضمّ إلى كشحيه كفًّا مخضّبا .
فقال ( مخضّبَا ) والموصوف مؤنث ( كفًّا ) حملًا على معنى ( العضو أو الساعد ) .
ومنه قول الآخر ( مجزوء الكامل ) :
يا ليت زوجك قد غدا متقلّدًا سيفًا ورمحا .
والتقدير ( وحاملًا رمحًا ) فهو محمول على معنى الأول ، لا لفظه ، لأنه لا يقال : تقلّدتُ الرمح .
هكذا نجد العرب أفذاذًا في رأب الصدع ، وإحداث الموائمة بيْن القواعد النحوية ، والنصوص اللغويّة ..
...........................................................................................................................
• مراجع :
- الخصائص (1/237)
- الإنصاف ( 2/777) .
- مغني اللبيب (2/674) .
- النحو والدلالة – حماسة ص 63 .