نزل القرآنُ الكريم ُعلى أمة العرب بلسانهم الذي به ينطقون ، وكان نزوله على سبعة أحرف ، ولذا كان للغة أثرُها البالغُ في استنباط معاني القرآن الكريم ، فيما أغفل على بعضهم ، وكان ابن عبّاس ( رضي الله عنه ) من أكثر الصحابة ( رضوان الله عليهم ) إدراكًا لتلك الأهمية ، وقد أفاض السيوطي في كتابه ( الإتقان في علوم القرآن ) في عرض أمثلة عن ابن عبّاس في الاستشهاد بالشعر على تفسير القرآن الكريم ، من ذلك ما ورد أنّه كان جالسًا بفناء الكعبة يسأله النّاس عن تفسير القرآن الكريم ، فجاءه رجلان فقالا : إنّا نريد أنْ نسألك عن أشياء من كتاب الله ... فقال أحدهما : أخبرني عن قوله تعالى " عن اليمين وعن الشمال عزين " ( آية 37 المعارج) قال : العزون .. ( حِلقُ الرفاق ) ، أما سمعت عبيد بن الأبرص ، وهو يقول ( الوافر) :
- فجاءوا يُهرعون عليه حتى
يكونوا حوْل منبره عزينا .
كما سأله عن معنى قوله تعالى " أفلم ييأس الذين آمنوا " ( من الآية 31 الرعد ) فقال : معناه ..( أفلم يعلم ) ، وهي لغة ( هوازن ) أما سمعت قول ربّاح بن عديّ ، وهو يقول ( الطويل) :
- لقد يئس القوام أني أنا ابنه
وإنْ كنتُ عن أرض العشيرة نائيا .
لقد يئس ،أي : ( لقد علم ) . وروي ( ألم ييأس) مكان ( لقد يئس) .
فقد كان من أول خصائص مدرسة ابن عبّاس في التفسير ، الاستشهاد بالشعر ، حيث كان من قوله " إذا قرأتم شيئا من القرآن الكريم فلم تعرفوه ، فاطلبوه في أشعار العرب ، فإنّ الشعر ديوان العرب " .
وقد سار التابعون من بعد الصحابة على آثارهم ، فمن ذلك تفسيرهم لقوله تعالى " وجوهٌ يومئذٍ ناضرةٌ ،إلى ربّها ناظرةٌ " ( الآيتان 22، 23القيامة ) ، حيث فسروا النظر ب ( التوقع و الرجاء ) معتمدين على قو ل جميل ( الكامل) :
- وإذا نظرتُ إليك من َملكٍ
والبحر دونك زدتني نعما .
وربما زادت الحاجة في عصر التابعين ، حيث فتح المسلمون قلوب العباد قبل أنْ يفتحوا البلاد ، فدخل النّاس في دين الله أفواجًا ، فكان الاختلاط ، وكان الامتزاج ، وكانت الحاجة أكثر مسيسًا ..
..........................................................................................................
- الإتقان في علوم القرآن – السيوطي 1/220 . ط الحجازي القاهرة 1368.
- معاني القرآن – للفراء 2/ 63 ، 64 ط عالم الكتب ، بيروت – لبنان .
- إيضاح الوقف والابتداء – ابن الأنباري ص 100 تح / محي الدين رمضان . ط دمشق 1391.
- فجاءوا يُهرعون عليه حتى
يكونوا حوْل منبره عزينا .
كما سأله عن معنى قوله تعالى " أفلم ييأس الذين آمنوا " ( من الآية 31 الرعد ) فقال : معناه ..( أفلم يعلم ) ، وهي لغة ( هوازن ) أما سمعت قول ربّاح بن عديّ ، وهو يقول ( الطويل) :
- لقد يئس القوام أني أنا ابنه
وإنْ كنتُ عن أرض العشيرة نائيا .
لقد يئس ،أي : ( لقد علم ) . وروي ( ألم ييأس) مكان ( لقد يئس) .
فقد كان من أول خصائص مدرسة ابن عبّاس في التفسير ، الاستشهاد بالشعر ، حيث كان من قوله " إذا قرأتم شيئا من القرآن الكريم فلم تعرفوه ، فاطلبوه في أشعار العرب ، فإنّ الشعر ديوان العرب " .
وقد سار التابعون من بعد الصحابة على آثارهم ، فمن ذلك تفسيرهم لقوله تعالى " وجوهٌ يومئذٍ ناضرةٌ ،إلى ربّها ناظرةٌ " ( الآيتان 22، 23القيامة ) ، حيث فسروا النظر ب ( التوقع و الرجاء ) معتمدين على قو ل جميل ( الكامل) :
- وإذا نظرتُ إليك من َملكٍ
والبحر دونك زدتني نعما .
وربما زادت الحاجة في عصر التابعين ، حيث فتح المسلمون قلوب العباد قبل أنْ يفتحوا البلاد ، فدخل النّاس في دين الله أفواجًا ، فكان الاختلاط ، وكان الامتزاج ، وكانت الحاجة أكثر مسيسًا ..
..........................................................................................................
- الإتقان في علوم القرآن – السيوطي 1/220 . ط الحجازي القاهرة 1368.
- معاني القرآن – للفراء 2/ 63 ، 64 ط عالم الكتب ، بيروت – لبنان .
- إيضاح الوقف والابتداء – ابن الأنباري ص 100 تح / محي الدين رمضان . ط دمشق 1391.