📁 آخر الأخبار

تدخين الأرجيلة.. الفتيات: نحن هُنا!

إقبال متزايد من الفتيات على "الأرجيلة"

فتيات يعتبرنها وسيلةً لتنفيس الضغوط و"لمّة الصديقات"!

فتاة: أُحب "جو الأرجيلة".. و"كل ممنوع مرغوب"!

تلويث للبيئة وتدمير للصحة ومخاطر عدة

رام الله- "القدس" دوت كوم- كثيرةٌ هي الدراسات التي تناولت أضرار تدخين الأرجيلة، وأنّ ضررها يفوق عشرات السجائر، لكن وبالرغم من ضررها الكبير، لم يعد تدخين الأرجيلة حكراً على الشبّان والكبار، وبات إقبال الفتيات على تدخينها يزداد يوماً بعد آخر.

ثلاث صديقات وأرجيلة يوميّة!

عبير (27 عاماً) بدأت تدخين الأرجيلة منذ عشر سنوات، ولا تزال متعلقة بها حتى اليوم. تقول إنها تدخنها كل يوم تقريبًا بصحبة صديقاتها في مقاهي المدينة. أمّا عن السبب الذي دفعها لاختيار الأرجيلة، فتقول إنها تحبّ "جو الأرجيلة" و"كل ممنوع مرغوب"، وبالرغم من أنها تسمع من حين إلى آخر عن أضرار الأرجيلة، لكنّها ترفض التصديق، وتعتبر ما يُثار مجرّد "إشاعات" لترهيب الناس منها.

صابرين (28 عامًا) تدخّن الأرجيلة هي الأخرى منذ ثلاث سنوات، غير أنها تعتبر نفسها "هاوية" ولم تصل حدّ الولع وإدمان الأرجيلة التي تسبب لها الدوخة كما تقول. أمّا عن سبب لجوئها لتدخين الأرجيلة، فتقول إنها "جلسات السمر" و"تفريغ الضغوط".

وتبدو صفاء (24 عامًا) -الصديقة الثالثة في المجموعة- غير مستعدّة لمجرّد طرح فكرة ترك الأرجيلة التي تدخنها منذ خمس سنوات، حتى وإن أنجبت الأطفال، وتقول إنّ ضررها لن يجعلها تُقدم على تركها.

هي وخطيبها: تُؤرجل ويُدخّن

ميسر عمرها (20 عامًا) تعرّفت على الأرجيلة عن طريق صديقاتها منذ سنتين، وتعتبر أن تدخين السجائر غير مناسب للفتيات، فيما الأرجيلة "أكثر أُنثوية" وفق قولها، كما أنها لا تطيق رائحة الدخان المنبعث من السجائر.

ولا تقتنع ميسر كثيرًا بالدراسات التي تتحدّث عن ضرر الأرجيلة، وترى أنّ الأرجيلة لا تسبب الإدمان، وهي جلسةٌ قصيرةٌ تحتاج لترتيبات عديدة، في حين تدخين السجائر يبقى مستمرًا على طول الوقت ويسبب الإدمان.

أمّا خويلد (29 عامًا)، خطيب ميسر، فيرى أنّ تدخين السجائر ممكن في أيّ وقت وبسهولة، لذلك فهو مُضرٌ أكثر، فيما تنفث خطيبته دخان الأرجيلة من حينٍ إلى آخر، وبالتالي ضرر الأرجيلة أخفّ كما يقول. لكنّ ذلك لم يمنعه من تدخين السجائر، فهو يُحبّها بعد الأكل ومع القهوة، وفي الشارع، وهذا ما لا تتيحه الأرجيلة لمدخنيها، كما أنّ صوتها المزعج عند السحب يُسبب له الصداع، كما يقول.

الأرجيلة تزيد الجمال!

الأرجيلة تصنع جوّاً من الأُلفة، وهي ممتعة أكثر من تدخين السجائر، تقول ليلي التي أنهت ثمانية أعوام من العقد الرابع، وتضيف أنها لا تؤمن إطلاقًا بما يقال عن أضرار الأرجيلة التي تُدخنها منذ سبع سنوات.

ليلى قطعت شوطًا متقدّماً في تعلُّقها بالأرجيلة، فهي بالنسبة لها ليست فقط وسيلة لتنفيس الضغوط وقتل الوقت، أو "لمّة أصدقاء"، فهي ترى أنّ تدخين الأرجيلة يضيف جمالاً للمرأة!

وتقول إحدى الفتيات اللواتي التقت بهنّ "القدس" إنّ تدخين السجائر هو الذي يؤثر على الجمال وليس الأرجيلة، حيث اختفت كل مشاكل البشرة والأسنان بعد مدة من ترك التدخين. لكنّها تتفق وصديقتها التي تجلس إلى جوارها على معارضة التدخين والأرجيلة في حال وجود أطفال.

الطعام يضر كالأرجيلة!

وترى هديل (21 عامًا) في الأرجلية واحدةً من طرق الترفيه وتخفيف الضغوط، ولكنها توضح بشكل حاسم: "إن تسببت بضرر لي، فسوف أتركها".

غير أنّ صديقتها يارا (23 عامًا) تقول إن هناك الكثير من العادات السيئة التي نقوم بها يوميًا وتضر بالصحة والبشرة ،مثلها مثل أي طعام وشراب وممارسات غير صحيّة.. "موقفتش ع الأرجيلة"، كما تقول.

مغنية تنفي أثر الأرجيلة على صوتها

سلام (22 عامًا) مغنية، وتقول إنها لا تكترث كثيراً لتلك الأبحاث والدراسات التي توضح ضرر التدخين والأرجيلة، وتضيف: "ربما يؤثر التدخين على صحتي، ولكن مهنتي الغناء، ولا يزال صوتي جيدًا وطول نفسي كذلك، على الأقل حتى الآن".

وتحذّر منظمة الصحة العالمية من أن الوفيات المرتبطة باستهلاك التبغ قد ترتفع إلى ثمانية ملايين سنويّاً حول العالم، إذا لم تبذل الجهود للحدّ من استخدامه.

ومن المتوقع أن يكون الأفراد في البلدان النامية أكثر عرضةً لخطر استهلاك التبغ، وذلك بحسب تقرير "اقتصادات التبغ ومكافحته"، الذي أصدره المعهد الوطني للسرطان بالتعاون مع منظمة الصحة العالمي لعام 2017.

التدخين والأرجيلة ملوثان أساسيان للبيئة

تقول نادين حامد البالغة من العمر ٢٥ عامًا إن التدخين خيار شخصي، غير أنّ هناك أُموراً لا بد من مراعاتها في ذلك، وهي الكمّ الهائل في ضرر التدخين على البيئة والغلاف الجوي والنبات، وهو السبب الرئيسي في امتناعها عنه وعن الأرجيلة، التي تمقت رائحتها بشكل ٍشديد.

كما ترى حامد أن شيوع فكرة الأرجيلة والتدخين لدى بعض الفتيات نابعٌ من فكرة المطالبة في المساواة مع الجنس الآخر، لكنها تُعلق على ذلك قائلة: "هناك أمورٌ أهم يجب أن نسعى للتساوي بها مع الرجال".

التدخين قتل عمّي

سارة أبو شير عمرها ٢١ عاماً تقول "أكره التدخين لأنه أثّر على صحتي بشكلٍ مباشر، جربت التدخين وعمري ١٩ عامًا لمدة ٧ أشهر، وكنت مدخنةً شرهة، خاصة تدخين الأرجيلة التي كنت أُدخنها بشكل يومي، وبعد مدة صرت لا أستطيع المشي أكثر من ١٠ دقائق، إذ يُصيبني ألم في الصدر، وتقطُّع في أنفاسي، ومناعتي قلّت، فصرتُ عرضةً للأمراض الموسمية بسهولة، وتاريخ عائلتي حافلٌ بالمشاكل الناجمة عن التدخين ، فعمي توفي بسبب فشل كلويّ وكان أهم مسبباته شراهته في تدخين السجائر والأجيلة".

تقول أبو شير إنها عزمت على قطع الأرجيلة والدخان بعد ملاحظتها تلك الأثار على صحتها، وقد أوضحت كم كان ذلك القرار صعبًا عليها، خاصة في ما يتعلق باشتهائها الأرجيلة مع رفيقاتها، لكنها في كل مرة تتذكر ما حدث لها وما حدث لعمها، فتُصرّ على موقفها بالامتناع.

كما ترى أن هناك عاداتٍ سيئةً في فكرة التدخين وانتشارها بهذه الطريقة المخيفة، فلا مطاعم ولا مقاهٍ تفتتح أبوابها الآن دون وجود الأرجيلة كصنفٍ أساسيٍّ فيها.

الأرجيلة تحرمني الجلوس في المقاهي

دعاء عويس بالغة من العمر ٢٠ عامًا تقول: "أنا لم أُجرب التدخين في حياتي ولن أجربه بتاتًا، رائحة الدخان تسبب لي ضيقًا، وأشعر بالتعب بسببها، وأنا لستُ مُجبرةً على شمّ هذه الروائح في الأماكن العامة، وإن كان التدخين يُسبّب لي ضيقًا فإن الأرجيلة تسبب لي الدوخة والغثيان".

وتضيف عويس: "لذلك أنا لا أستطيع الجلوس مع صديقاتي في المقاهي والكوفي شوبات، فقد حرمتني هذه العادة المنتشرة بكثرة من ممارسة الترفيه الذي أعتقد أن لي حقاً به".

صاحب مقهى: الفتيات أكثر إقبالًا على الأرجيلة من الشباب

يقول سيف ريان، صاحب كوفي شوب له خبرة تزيد على السنوات الخمس في مجال المقاهي والأرجيلة: "البنات الآن أكثر إقبالًا من الشباب على الأرجيلة، خاصة خلال العامين الفائتين".

ويضيف حول رؤيته لهذه الظاهرة: "أرى أن الفتيات يُؤرجلنَ كنوعٍ من أنواع التحدي والتحرر، وإثبات فكرة الاستقلال والحرية بالخروج مساءً والتدخين والسهر".

ويتابع ريان: "هناك إقبال شديد من الفتيات على الأرجلية الآن في المدن الأُخرى غير رام الله ونابلس، خاصة الجنوب وطولكرم، كنوعٍ من التقليد والانفتاح والتحرُّر، ورام الله سابقة لغيرها من مدن فسطين في أُمورٍ عديدة متحررة، منها الأرجيلة، وبالطبع تتأثر المدن ببعضها، وتتأثر الفتيات ببعضهن كالمدن تمامًا".

وتشير الدراسات في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى أن نسبة التدخين في الضفة الغربية وقطاع غزة من أعلى النسب في العالم، مقارنة بعدد السكان، إذ يبلغ عدد المدخنين في الضفة و القطاع 800 ألف مدخن، يحرقون سنويّاً نحو 537 مليون دولار، ويُقدر عدد الوفيات الناتجة عن أمراض مرتبطة بالتدخين في الضفة و غزة بنحو 4000 حالة وفاة سنوياً.