أخر الاخبار

"الفسيخ" الأكلة المشهورة بين أهل غزة في العيد

يفضل أهالي غزة تناول السمك المملح والمسمى"الفسيخ" في أول أيام عيد الفطر السعيد، بجانب طبق من البندورة المقلية، أما في الضفة الغربية فلا يعرف الفلسطينيون جميعهم تلك الأكلة ويكتفون فقط بعمل المشاوي المتنوعة واللذيذة والمقالي احتفالا بالعيد.

ويري أهل غزة أن الفسيخ يعوضهم عن الأملاح التي فقدها الجسم خلال صيام شهر رمضان المبارك، وأنه يحمي الجسم من الإرهاق والتعب، وخصوصًا المعدة التي خاضت معركة الصيام.

ولا يقتصر أكل الفسيخ على أول أيام العيد، فالأسواق الشعبية فى قطاع غزة والمحلات التجارية لا تخلو من الفسيخ قبل العيد وبعده، بالإضافة لسمك الرنجة الذى بدأ يزاحم الفسيخ فى الأسواق خلال السنوات الماضية.

وجبة مفضلة

وتفضل أم محمد الشريف أن تقوم بتجهيز الفسيخ لديها في المنزل قبل حلول العيد بأسبوعين وحول كيفية تجهيزه، تقول: " أقوم بشراء السمك ويكون حجمه متوسطا ومن ثم أقوم بنقعه بكيلو من الملح، ووضعه داخل وعاء ومن ثم تغطيته حتى مجيء العيد، وبعدها اقوم باستخراجه من الوعاء ووضعه بالماء لتقليل ملحه ".

وتضيف للرأي:" أقوم بعدها بتنظيفه وغسله جيداً بالطحين والماء والليمون، ثم نقليه، ونضيف بعد إخراجه من الزيت الليمون والفلفل الأخضر".

أم سائد محسن هي الأخرى تعد وجبة الفسيخ أول أيام العيد باعتباره الوجبة المعروفة والتي تم توارثها عن العائلة، ويفضل تناولها أبناؤها جميعا.

تقول للرأي:" أشتري السمك المملح من السوق، إضافة إلى سمك الرنجة الذي أقوم بعمله بالبيت بشكل خاص لاستقبال العيد"، مشيرة إلى أن وجبة الفسيخ لاغنى عنها في أول أيام العيد.

وتُعد أم محمد إلى جانب الفسيخ طبق من البندورة المقلية مع البصل والفلفل الأخضر، حيث تستمع بتناول الفسيخ بعد شهر كامل من الصيام.

وتعد أسماك البوري والجرع والجنوي والتركي من أشهر الأسماك المحولة إلى الفسيخ، والذي يتميز برائحته النفاذة التي لا تروق لكثير من الناس.

مشاوي العيد

وفي مدينة جنين بالضفة الغربية، لايعرف أغلب الفلسطينيون هناك وجبة السمك المملح" الفسيخ" ويكتفون بعمل المشاوي واللحوم المتنوعة إلى جانب بعض المقالي الشهية.

تقول أم أدهم فايق من مدينة جنين بالضفة:" إن أهل جنين لايعرفون السمك المعروف بالفسيخ، لكنها كونها مواطنة من قطاع غزة فهي تفضل أكله، وتطلب من زوجها شراؤه كي تقوم بطهيه"، موضحة أن الناس بجنين يقومون بعمل المشاوي بالعيد.

ولا يرغب بعض الناس في غزة بتناول الفسيخ صبيحة العيد بسبب الأملاح المفرطة، أو رائحته النفاثة، فيستبدلونه بسمك الرينجة المدخّن قليل الملوحة، أوالسمَّاقية وهي أكلة شعبية معروفة.

استهلاك كبير

من جانبه يؤكد أبو يونس صاحب مسمكة ومطعم للسمك بمعسكر الشاطئ، أن سمك البوري يحتاج إلى ثلاثة شهور كي يتم تمليحه وتحضيره للعيد، أما سمك الجرع فيحتاج أربعين يوما فقط من أجل التجهيز .

ويوضح أن أنواع معينة من الأسماك هي المفضلة للفسيخ كالبوري والجَرِع وهي تباع طوال العام، لكن موسمها الرئيسي في عيد الفطر.

ويقول أبو يونس للرأي:" إن سمك البوري هو الأكثر تداولا بين الناس في أيام عيد الفطر، حيث يصل سعره إلى 40 شيكل، أما سمك الجرع فيصل سعره إلى 25 شيكل فقط ".

ووفق ماذكره أبو يونس في حديثه فإن أهالي غزة يستهلكون مايقارب من 30 ألف طن من السمك المملح "الفسيخ" خلال أيام العيد المبارك، كونهم يعتبرونه الوجبة المفضلة لديهم.

والفسيخ هو عبارة عن سمك مملّح من أنواع البوري والدنيس، يتم تخليله في الملح فترة من الزمن، ويعود أصله إلى أنه أكلة مصرية موسمية، وهو يتميز برائحته النفاذة التي قد لا تروق للكثير من الناس.

ويرجح تأصيل الفسيخ للفراعنة أيضًا؛ نظرًا لما قيل عنهم أنهم كانوا يمتنعون عن أكله في الشتاء، فكانوا يحفظونه بطريقة التمليح لقتل الميكروبات الموجودة فيه، ثم يخزن بين طبقات من الملح.

وأظهر المصريون القدماء براعة شديدة في حفظ الأسماك وتجفيفها وصناعة الفسيخ، إذ كان الأمر يعني لهم الخير والرزق، والوقاية الصحية.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-