بعد وقف إطلاق النار.. هل يستخدم جيش الاحتلال عنصر المفاجأة لشن حرب على القطاع؟
جرت العادة، أن يستخدم جيش الاحتلال الإسرائيلي، عنصر المفاجأة في شن حروبه على المناطق التي يريد الانتقام منها، حيث يُجري اتفاقات وقف اطلاق النار، ولكن فجأة نجده يشن غارة أو تصعيداً أو قد يصل الأمر إلى الحرب الواسعة.
وقد تجلى ذلك، خلال الحرب الأولى على قطاع غزة في عام 2008، عندما شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حربا واسعة على قطاع غزة مسخدمة في ذلك عنصر المفاجأة، ففي ساعة واحد استشهد العشرات من أبناء الشعب الفلسطيني.
↚
ولكن مع تصريحات بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي قال فيها: "إن جولة التصعيد الأخيرة انتهت، ولكن المعركة لم تنته بعد"، هل يمكن أن تستخدم قوات الاحتلال الإسرائيلي عنصر المفاجأة، وتعود إلى التصعيد، رغم اتفاق وقف إطلاق النار مع المقاومة الفلسطينية؟
أكد فايز ابو شمالة المحلل السياسي، لـ"دنيا الوطن"، أن كل شيء وارد، فالخداع والغدر ورد الاعتبار واسترداد قوة الردع، كلها أمور واردة في سياسة الاحتلال الاسرائيلي.
↚
وقال: "لكن ما حدث على أرض الواقع أثبت عكس ذلك، فقد اختبرت قوات الاحتلال بكافة أذرعها العسكرية والأمنية، قدراتها بكافة أشكالها في قطاع غزة، واكتشفت أنها غير مؤهلة وغير مدربة وغير قادرة على حسم المعركة في القطاع".
وأضاف أبو شمالة: "تصريحات نتنياهو، جاءت لإرضاء الشارع الإسرائيلي الغاضف، وبالتالي فإن القراءة الإسرائيلية للواقع بغزة، أثبتت أن هناك مفاجآت ومستجدات ومتغيرات، وهذا ما تدركه الأجهزة الأمنية الاسرائيلية، حيث أن قرار وقف إطلاق النار لم يكن من المستوى السياسي، وإنما من رئيس هيئة الاركان الإسرائيلي أفيف كوخافي، ورئيس الشاباك نداف أرجمان".
↚
وحول مدى جهوزية المقاومة، أوضح المحلل السياسي، أن فرار عدد كبير من الإسرائيليين من الجنوب إلى الشمال، وعندما أطلق 800 صاروخ من قطاع غزة، لم تتصد القبة الحديدية سوى 100 منها، و700 سقطت على المدن، يوضح أن المقاومة جاهزة، وأن الاحتلال لا يستطع ان يحسم أي معركة.
بدوره، أكد ناجي البطة المختص في الشأن الاسرائيلي، أن الاحتلال الإسرائيلي يتبع سياسة الحرب الراكدة، كي يتهيأ للمعركة الكبرى، معتبراً أن اتفاق وقف إطلاق النار جاء مصلحة لإسرائيل، التي ستستقبل ما يسمى بعيد الاستقلال واحتفالية (اليوروفيجن) خلال أيام.
وقال البطة: "تصريحات نتنياهو يعكس حقيقة استخدام عنصر المفاجأة في أي تصعيد أو حرب مقبلة، بل جعلت المقاومة في حالة الجهوزية التامة".
وبين أن عنصر المفاجأة اعتمدت عليه النظرية الأمنية الاسرائيلية في الماضي عبر الحروب الخاطفة، ولكن هذا العنصر سقط الان، وباعتراف قادة الاحتلال، وخاصة بعد الحرب الأخيرة على قطاع غزة عام 2014.
وقال: "أصبح عنصر المفاجأة غير واقعي في ظل تطور المقاومة الفلسطينية، فهذا العنصر لم يعد مهماً في الحرب بقدر أهمية عنصر كثافة النيران على الاهداف المحددة".
اللواء واصب عريقات الخبير في الشأن الأمني والعسكري، أشار إلى أن الاحتلال يحاول أن يستغل ويستخدم عنصر المفاجأة، ولكن هناك نضج لدى المقاومة الفلسطينية.
وقال: "يمكك للاحتلال استخدام عنصر المفاجأة ولكن لاغتيال شخصية، او لتصعيد سريع، ولكن هذا العنصر لا يصلح للاقتحامات أو لشن حرب واسعة"، مؤكدا في الوقت ذاته أن الاحتلال الإسرائيلي فقد هذا العنصر منذ زمن بعيد.
وحول جهوزية المقاومة، أوضح عريقات أن المقاومة الفلسطينية، في حالة الدفاع وليس الهجوم، منوهاً إلى أنه لا يمكن مقارنة الإمكانيات القتالية بين ما لدى اسرائيل وما لدى المقاومة الفلسطينية.
ونوه عريقات إلى أن إرادة الصمود لدى المقاومة الفلسطينية احتضانها من قبل الشعب الفلسطيني، هو من يتفوق، وذلك بعكس الجبهة الداخلية الإسرائيلية التي لا تثق بالجيش الإسرائيلي.