أخر الاخبار

الطالب الفلسطيني الذي علّم طبيباً إيطالياً اللهجة "الغزاوية" يكشف الكواليس

المنحة الأميرية القطرية
انتشر قبل أيام فيديو طريف عبر مواقع التواصل الاجتماعي لطالبي طب في غزة، أحدهما إيطالي، والآخر فلسطيني.

وظهر بالفيديو حوار عفوي بين الطالب الفلسطيني سعدي النخالة وصديقه الإيطالي ريكاردو، يُظهر ما تعلمه الأخير من مُصطلحات تخص اللهجة الغزاوية فقط، ما أشعرهم بالسعادة وجعلهم يشاهدون الفيديو أكثر من مرة، مؤكدين عبر تعليقاتهم على "الفيسبوك" أن المشهد "غير مُمل"، وطريف جداً.
وتحدث سعدي – وهو طالب طب بالمستوى السادس في الجامعة الإسلامية بغزة – لـ"دنيا الوطن" حول كواليس الفيديو قائلاً: "يوجد برنامج معتمد في الجامعة، و هو برنامج التبادل الطلابي بين الجامعة نفسها و بين جامعات الاتحاد الأوروبي، بحيث يأتي الطالب إلى الجامعة لينضم لصفوف الطلبة، ولأول مرة تحدث في كلية الطب في الجامعة الاسلامية أن يأتي طالب من الخارج لينضم إلى صفوف طلبتها".




 وحول بداية علاقته الشخصية بالطالب الإيطالي، قال سعدي: "منذ بداية قدوم ريكاردو إلى هنا، نشأت صداقة قوية بيننا، رافقَنا و رافقناه في مستشفيات القطاع المختلفة (مستشفى الشفاء، مستشفى غزة الأوروبي، مستشفى ناصر), و تدرب على يد العديد من الدكاترة ذوي الخبرة و الكفاءة".

ويستطرد سعدي: "كان ريكاردو يثني  في كل مرة على ما يتم تقديمه من معلومات ومهارات سريرية، هو طالب ذكي وخلوق و طيب جداً".




ورغم أن سعدي، قام بمساعدة ريكاردو وإرشاده خلال فترة إقامته بغزة، لكنه لا يعتبر ما قدمه مساعدة أو خدمة، وينظر للأمر أنه طبيعي وتابع للفطرة الانسانية المحضة "في أن نكون عوناً لبعضنا البعض دون منة و لا تكلف" على حد تعبيره.

  وأكد سعدي أنه تعلم الكثير من ريكاردوا، والعكس أيضاً، وقال: " تبادلنا معلومات طبية مختلفة في العديد من التخصصات، و تبادلنا الكتب وغيرها، ودخلنا في نقاشات علمية في العديد من المواضيع الطبية وتعلمنا الكثير من بعضنا".

وأضاف: "نحن صديقان من دولتين مختلفتين، كان التبادل الثقافي من أهم ما تعلمه كل واحد من الآخر, حدثني كثيراً عن إيطاليا، طبيعتها الخلّابة، نظامها الصحي، نظامها التعليمي الطبي، أكلات إيطاليا و شعب إيطاليا".




واستطرد سعدي: "هنا في غزة، إضافةً إلى ما تعلمه من التدريب الطبي العلمي و العملي، تعلّم العديد من الكلمات الدارجة على لسان العامة مثل (حبيبي يا حاج, حبيبي يخو ), و الكلمات  العربية الأخرى المستخدمة ".

أما الفيديو الشهير، قال سعدي حول كواليسه: "كنّا نجلس في مستشفى غزة الأوروبي، نحضر أنفسنا للذهاب إلى قسم أمراض الأورام و الدم هناك، وقبل أن نذهب، قلتُ له ( راح نسجل فيديو و انت بتحكي كلمات عربي) و تم الفيديو بعفوية تامة دون أي تحضير و لا تكلف".

وأضاف سعدي: "مدة الفيديو قصيرة جداً لا تتعدى دقيقتين، لكنّه لقي رواجاً عالياً، وأُرجح أنّ ما فيه من عفوية هو السبب الرئيسي وراء ذلك، و لكن كان لريكاردو رأي آخر في ذلك, فعلّل رواجه قائلاً ( إنها قوة الصداقة سعدي )".

وتعرض سعدي لمواقف طريفة بعد انتشار الفيديو، وقال: "كنت أسير في الشارع، فقيل لي 10 كيلو بندورة بـ 10 شيكل، وضحكت كثيراً".




وكشف سعدي أن أكثر التعليقات التي ضايقته هو تساؤل البعض "كيف يأتي ريكاردو إلى كلية الطب بالجامعة الإسلامية وترك إيطاليا؟"، وقال: "نعم صحيح، وأقولها بملء الفم أنّ نظام البكالوريوس المعتمد لكلية الطب في الجامعة الاسلامية لا يقل كفاءة عن النظام المعتمد في إيطاليا وغيرها من دول العالم".

وختم سعدي: "لا أقول بأنه أفضل نظام في العالم بالتأكيد، لكنّ الكلية حريصة على اختيار الأطباء الأكفاء في تدريب طلبتها في المرحلة السريرية و هذا ما يجعل طلبتها مؤهلين للمنافسة حول العالم في الامتحانات الدولية و غيرها".







حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-