أخر الاخبار

من هي الدكتور مي كيلة

مي كيلة
أدت مي كيلة، يوم السبت 13 أبريل 2019، اليمين القانونية أمام الرئيس  محمود عباس ، وزيرة للصحة، في الحكومة الفلسطينية الثامنة عشر برئاسة  محمد اشتية .

والدكتورة مي كيلة هي طبيبة ودبلوماسيّة وأكاديميّة، تحمل درجة الدكتوراه في الصحة العامة والإدارة الصحية، ذات خبرة واسعة في إدارة المؤسسات الصحيّة ورسم سياساتها. 
 
وعملت الدكتورة مي كيلة في الإدارة الصحيّة في الأونروا وعملت أستاذة في جامعة القدس، كما مثّلت فلسطين كسفيرة في إيطاليا وتشيلي.
* * * 

عشقت الوطن إنسانة لم تنزاح عن مبادئها التي تؤمن بها حيث أنها تمتلك فكرا عاليا ،تساهم في كل عمل إنساني ونهضة للوطن فلسطين، ولأن فلسطين هي النبض والقلب والشراء والعيون وهي الشجرة الطيبة التي لا تنمو إلا في تربة التضحيات.

الوطن بالنسبة لها هو ينبوع التضحية وينبوع الحياة،حيث رفعت اسم فلسطين عاليا، وبسبب جهودها الدبلوماسية الفذة الرفيعة تم الاعتراف بدولة فلسطين، إنها تحمل هم الشعب الفلسطيني وتسعى بكل جهودها للارتقاء ورفع إسم فلسطين في كل مكان هي المناضلة سفيرة دولة فلسطين في إيطاليا الدكتورة مي الكيله في حوار خاص للحديث عن حياتها العملية التي كانت على طول الدرب من أجل خدمة فلسطين:

سعادة السفيرة الدكتورة مي الكيله سفيرة دولة فلسطين في ايطاليا حدثيني عن نشأتك؟

ولدت في مدينة بيرزيت وترعرعت في جو عائلي يملؤه السلام والعزة وحب العلم، فقد غرست بي عائلتي وعززت بي حب الانتماء للوطن ، درست في مدارسها حتى المرحلة الاعدادية ومن ثم درست التمريض في مستشفى المطلع ، ومن ثم درست الطب في إسبانيا وتخصصت في الولايات المتحده الامريكية وعدت للعمل في الوطن حيث عملت في العديد من المستشفيات ومن ثم في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين كمديرة لبرامج الطفولة والامومة واستمرت في ذلك الى ان أصبحت سفيرة فلسطين في تشيلي .

-في طفولتك بماذا كنت تحلمين أن تكوني ومن الذي شجعك؟

لقد حلمت أن أكون محاميه للدفاع عن الناس ورفض ذلك والدي جمله وتفصيلا بحكم وعلى حد رايه لا يريدني الدفاع عن السارقين والحرميه وقد استطاع بحنكته المعروفه تحويل انظاري وإهتماماتي الى الاعمال الخيريه ومساعده الناس لقد شجعوني وتعلمت الكثير الكثير من والدتي ووالدي رحمهم الله ، فمن أمي تعلمت الصبر والتريث باخذ القرارات ومن والدي حب العمل والإصرار والانخراط في الهم العام .

-ما الحلم الذي كان يراودك و أردتي أن تحققيه عندما تكبري وهل حققتيه؟

في بداياتي كنت أحلم أن أكون محامية ، لكن والدي شجعني على دراسة الطب .

-دكتورة مي ماذا تمثل لك كلمة الأهل أو العائلة؟

الأهل بالنسبة لي هم الراحة والأمان والحب والطمأنينة والأمل هم المدرسة الأولى والتربية والحماية هم كل شيء بالنسبة لي في حياتي وانا محافظة جدا على علاقتي مع أسرتي الصغرى ومع عائلتي الكبرى وطني فلسطين.

-تحدثي لنا عن مجال دراستك وهل كان المجال محبب لك؟

الطب هو مجال دراستي الاولى ، فانا احب هذه المهنة لانها انبل مهنة عرفها الانسان ومهمة جدا، ورغم عملي كسفيرة منذ سنوات طوال فاني اشتاق لمهنتي الاولى واود العودة لممارستها ولهذا فانا حافظت طوال فتره عملي كسفيره بالعمل الطوعي في احدى العيادات والمشافي وحضور المؤتمرات الطبيه من اجل الحفاظ على التقدم العلمي والممارسة في هذا الحقل الهام. 

ما رأيك بالحب والرجل؟

الرجل هو شريك الحياة سواء كان اب اخ زوج صديق زميل، أما الحب فهو شعور انساني نبيل ويجب ان يستمر في حياة الانسان.

- كيف دخلتي في السلك الدبلوماسي وعملت كسفيرة؟

منذ فترة المرحلة الثانوية وانا ناشطة سياسية واجتماعية والتزمت في حركة فتح حيث تدرجت بالمراتب التنظيمية وقد طلبت وزارة الخارجية الفلسطينية في عهد الوزير د.ناصر القدوة ترشيح امراه في السلك الدبلوماسي وبهذا تم دعوتي من قبل الوزير انذاك د ناصر القدوه للعمل كسفيرة لتمثيل فلسطين وكان لي شرف القبول في هذه المهمه النبيله.

- ما العراقيل التي واجهتك في شغلك كسفيرة لدولة فلسطين ؟

العمل كسفيرة لدولة فلسطين عمل هام جدا ومليء بالتحديات تبعا لخصوصيات القضية الفلسطينية ،لكنني تمكنت من مواجهة هذه التحديات من خلال خبرتي في العمل السياسي والتنظيمي واداريا ومجتمعيا من خلال خبرتي في العمل في وكالة الغوث الدولية ومؤسسات المجتمع المدني .

- من الذي وقف بجانبك وشجعك ؟

شجعني ووقف بجانبي أهلي وأخوتي وأخواتي والاصدقاء والقيادة السياسية ووزارة الخارجية وجالياتنا حيث أشكرهم جميعا لدعمهم المتواصل لي.

- هل شغلك في السلك الدبلوماسي وعملك كسفيرة أثر على حياتك الشخصية؟

لا بل بالعكس ، عملي الدبلوماسي منحني الكثير في حياتي وجعلني أنمو وأتعرف وأكتشف ، الا انني لا أزال أحن الى مهنتي ، وأعمل بشكل طوعي في العيادات والمشافي واحيانا احضر المؤتمرات الطبية من اجل ان ابقي نفسي محدثة من الناحيه العلميه والممارسه من اجل ان اعمل لاحقا في مهنتي التي احبها خدمه الطفوله والأمومة . 

- سعادة السفيرة حضرتكم قلتي أن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس سيكون له العواقب المدمرة على عملية السلام وعلى المنطقة العربية بأسرها ما هيالعواقب التي سوف تحدث برأيك ؟

لقد كان قرارا متهورا ولا مسؤول وخطيرا على فلسطين والمنطقة والعالم وعلى مستقبل القضية الفلسطينية ومستقبل العملية السياسة ونحن قلقون ونرفض سياسة الابتزاز التي تنتهجها إدارة الرئيس ترامب للضغط علينا لإجبارنا على تغيير مواقفنا السياسية، وبهذا فامريكا لم تعد طرفا نزيها لقيادة المفاوضات السياسية بين فلسطين واسرائيل ، واضيف ان عملية السلام بدءا من القرارات والقوانينن الدولية 242 و 338 واتفاق اسلو والقرارات الدولية والاقليمية الاخرى التي تخص وضع القدس والقرارات الاممية التي تدين الاستيطان واخرها قرار مجلس الامن 2334 في 23/12/2017 كلها كانت محط التزام من الادرات الامريكبة السابقة ، لكن ادارة ترامب بقرارها هذا فقط ضرب بعرض الحائط كل هذه القرارات ودمرها مما يشكل تحدي واستخفاف للمجتمع الدولي والنظام السياسي العالمي ، وهو بذلك يريد ان يحول العالم الى غابة ، وهو تهديد ايضا للنظام السياسي العالمي الذي يعتبر الناظم للعلاقات بين الدول ، وبهذا امريكا بادارتها الحالية تهدد استقرار العالم اذا استمرت على هذا النهج.

- كيف كانت تجربتك كسفيرة في جمهورية تشيلي؟

تجرتبي في تشيلي وحسب رايي وراي الاخرين كانت ناجحة سياسيا ودبلوماسيا وتوجت باعتراف تشيلي بدولة فلسطين بتاريخ 7/1/2011 من قبل الحكومة التشيلانية وهذا في حينه لاقى ترحابا واسعا من قبل القيادة والشعب الفلسطيني والجاليات الفلسطينية في أمريكا اللاتينية وعلى وجه الخصوص في تشيلي وايضا كانت لي علاقات مميزة في البرلمان ومجلس الشيوخ والاحزاب السياسية، وعملت كثيرا مع الجالية الفلسطينية هناك في كافة المجالات السياسية والاجتماعية وكانت تربطني علاقة وطيدة وجيدة جدا مع الجالية بكافة شرائحها واطيافها ،وهذا كان عنصر هام في قصة نجاحي .

- لقد قامت الأكاديمة نورمات بالتعاون مع سلاح الجو الأيطالي بتكريمك بالوسام الذهبي وتم تكريمك أيضا في تشيلي بوسام الاستحقاق ، ماذا كان شعورك في تلك اللحظات؟

نعم صحيح ، تم تكريمي من قبل هذه المؤسسات الهامة وهذا كان محط فرح وسرور وشرف كبير لي على الصعيد الشخصي وهذا يعزز ضرورة ومفهوم الاخلاص والتميز بالعمل لخدمة القيم الانسانية والمجتمعية وهو دلالة تقدير واحتفاء من قبل الاخرين ، لكن انا اعتبر هذا التكريم هو تكريم لفلسطين ولشعبي المناضل 
الصابر المرابط على ارضه .

- ماذا عن الجوانب الأخرى التي تتعلق بالجالية الفلسطينية في ايطاليا؟

الجالية الفلسطينية في إيطاليا هي جالية عريقة يمتد وجودها منذ سنوات السبعينات ، حيث قدم الفلسطينيون الى هنا كطلاب وانخرطوا بالعمل السياسي والاجتماعي والنقابي وخرج منهم الكاتب والفنان والطبيب والمهندس وغيره وكان وما زال لهم تاثير في المجتمع الايطالي على الصعيدين الرسمي والشعبي 
ولهم نشاطات متعددة بالتعاون والتشاور مع السفارة .

- منذ أيام قليلة لقد أحتفلتم أنتم والدكتور أحمد الطيبي و ممثلي عن القصر الجمهوري و رئاسة الوزراء ووزارة الخارجية الايطاليه والسلك الدبلوماسي لدي الجمهوريه الايطالية و دولة الفاتيكان ومؤسسة الفاو وجمهورية سان ماربيو وعدد من الأكاديمين والفنانين ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات المتضامنة مع الشعب الفلسطيني وأبناء الجالية الفلسطينية , باليوم الوطني الفلسطيني ماذا كان شعوركم مع الكم الكبير من المحتفلين؟

تحتفل سفارة دولة فلسطين لدى إيطاليا كل عام منتصف شهر كانون ثاني 15/11 باليوم الوطني الفلسطيني وهي مناسبة للالتقاء بممثلي الشعب الايطالي على الصعيدين الرسمي والشعبي لاطلاعهم بجو احتفالي على اخر تطورات الوضع في فلسطين وعلى تطلعات وامال شعبنا وللتاكيد على اواصر الصداقة التاخي والتضامن بين الشعوب وهي ايضا عادة دبلوماسية تتبعها كل السفارات في كل العالم بمناسبة ايامهم الوطينيه .

-سعادة السفيرة أنت عملت في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللأجئين الفلسطينين , فكنت مديرة لبرنامج الطفوله والأمومة , فما المهام التي كنت تقومين بها؟

نعم صحيح ، في الماضي كنت مسؤولة عن برامج صحة الطفولة والامومة في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين فنيا واداريا ، فنيا تعني طبابة الاطفال والنساء وتقديم الخدمات اللائقة والتي تتماشى مع المعايير الدولية وبرامج تعنى بالطفل من حيث العلاج والوقاية ، العلاجية (الطبابة) الوقائية (التطعيم) ومتابعة نمو الاطفال وتغذيتهم .

أما بالنسبة للامور التي تمثل برامج المراة فشملت رعاية الحوامل ورعاية النفاس فهي ايضا تتضمن الخدمات العلاجية والارشادية وبرامج تنظيم الاسرة اما برامج الصحة المدرسية فتشمل البرامج الوقائية والإرشادية والتثقيفية ، كما كنت مسؤولة ايضا عن مهام المتابعة الميدانية للعيادات والمستشفيات الخاصة بوكاله الغوث الدوليه وتدريب الاطباء والممرضات وتمكين القوى العاملة .

- منذ فترة قريبة تم الأحتفال بذكرى الرابعة عشر على رحيل الأسطورة القائد الرمز ياسر عرفات ماذا يمثل لك الرمز الخالد فينا أبو عمار ؟

في كل عام في 11 كانون الثاني تحيي سفارة فلسطين والجالية الفلسطينية ذكرى استشهاد القائد الرمز الشهيد ياسر عرفات رحمه الله مفجر الثورة الفلسطينة الحديثة ، الشهيد ياسر عرفات يمثل لي كما لكل ابناء شعبنا في الداخل والشتات رمزا خالدا نجمة نهتدي بها نحو الحرية والخلاص من أسوء احتلال عرفه التاريخ ، كيف لا وهو من أعاد رسم فلسطين على الخارطة السياسية الدولية وفي كافة المحافل الدولية وهو من طالب بانصاف الشعب الفلسطيني وتحقيق حريته المشتهاة ، ياسر عرفات من بدأ الحلم ونحن على دربه سائرون رحمه الله وادخله فسيح جناته .

- إعتراف البرلمان الأيطالي بالدولة الفلسطينية عام 2015 كيف يجب أن يترجم؟

رغم صعوبة وتعقيد الساحة الايطالية ، لكن خلال عامي 2014 وعام 2015 قمت وزملائي في السفارة والاخوة في الجالية الفلسطينة والسفراء العرب والاصدقاء الايطاليين واصدقائنا بالاحزاب والبرلمان والمجتمع المدني الايطالي بالعمل المكثف والحثيث من أجل دفع البرلمان الايطالي للتصويت على مشروع قرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية ، نعم فقد تم ذلك في منتصف شهر مارس من نفس العام وصوت البرلمان لمشروع قرار الاعتراف ، لكن نشير هنا الى انه يعتبر توصية للرئيس والحكومة للاعتراف ولا يعتبر ملزما ،و نحن ما زلنا نعمل من اجل دفع الحكومة الايطالية للاعتراف بدولة فلسطين على قاعدة هذا القرار ، كما نعول على الصداقة القوية التي تربط الشعبين 
الفلسطيني والإيطالي عبر السنين، وعلى دور إيطالي في دعم ومساندة شعبنا في نضاله من أجل نيل حقوقه المشروعة .

- هل فكرتي في إصدار صحيفة رسمية تمثل الحالة في فلسطين تغطي الأخبار و تتواصل مع أبناء الجالية الفلسطينية في روما مع العلم بأنه توجد كفاءات وطاقات ممتازة في الجالية يمكنها تحقيق ذلك بالتعاون معكم؟

على الصعيد الاعلامي يوجد في السفارة الدائرة الاعلامية حيث تقوم السفارة ومنذ نوفمبر من عام 2015 باصدار نشرة اخبارية اسبوعية تغطي الاحداث الهامة في فلسطين ، ناهيك عن اصدار بيانات صحفية تعنى بالقضايا الهامه والساخنة الفلسطينيه اضافة للمؤتمرات الصحفية التي تغطي أهم الاحداث في فلسطين ، كما تصدر السفارة الرزنامة السنويه وبعض النشرات الخاصة للمناسبات الهامة .

إذن هي السفيرة الفلسطينية مي كيله التي حققت العديد من الإنجازات بسبب عملها الدؤوب في خدمة الوطن، هي أول شخصية فلسطينية تحصل على وسام الشرف والاستحقاق التشيلي، وهي تمضي قدما في خدمة القضية الفلسطينية.

تم تكريمها في إيطاليا بالوسام الذهبي للأكاديمية لإنجازاتها السياسية سواء مع الحكومة أو المؤسسات المجتمع المدني أو المنظمات الدولية في روما ،لدفاعها الناشط عن حقوق الإنسان الفلسطيني لكافة المحافل الدولية والإيطالية،تحظى بإحترام واسع في الأوساط السياسة والثقافية الإيطالية، فكان همها ولا زال هو الوطن فلسطين.




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-