📁 آخر الأخبار

التناقض بين تنظيف الناس لبيوتهم، ثم نشر القاذورات في للشوارع.

يسأل أحد الأصدقاء عن دوافع هذا التناقض، الحادث في وعي الناس، بين تنظيفهم لبيوتهم، ثم نشر القاذورات في للشوارع.
فأقول:
في المجتمعات التي تعاني من الطغيان، لا يطلب الأفراد سوى مصلحتهم الخاصة. ومصلحتهم الخاصة في نظرهم لا تتطابق مع مصلحتهم الجماعية، لأنها تبدو لهم مصلحة غريبة عنهم.


إن أي تعاون يفرضه القانون في سبيل المصلحة العامة، سوف يظل يبدو في نظر المقهورين، على أنه تعاون مفروض، لا يمثل قوتهم الجمعية.

فكلما رأوا الناهبين والمسيطرين من حولهم يقبضون على السلطة والقوة، تعزز لديهم الشعور بأن القوة المجتمعية هي قوة غريبة عنهم، مستغلة لهم. فلا جرم يرون أنفسهم راغبين في الإساءة إليها.

إن نظافة الشوارع من هذا القبيل. فبرغم أنهم ينظفون بيوتهم الخاصة، إلا أنهم يعانون من نوازع داخلية تدفعهم إلى الإساءة إلى الشارع، بالاعتداء عليه، ولو بزراعته بالقاذورات.


يحدث هذا كذلك في علاقة المواطن مع الوطن، فهو يرى الوطن مجرد حديقة خاصة للحاكمين، لا تتسع إلا لوجار كلب يسكنه المواطن.