اعتراف بجميل
ننام على هدهدة آلاف الأحذية الجندية و هي تسير منتظمة في الأقدام المتعبة و الجباه النازفة ، تلقي خطوات ثابتة متقايسة جنبا إلى جنب بانكسارات وسيمة حسب مفاصل الأقدام ..و نصحو على الحناجر المجروحة بعشق العلم ..ما كنا انتبهنا يوما و نحن من الهدأة و الهدهدة نملك ما يكفي لكي نرتدي صخب النكران العميق و نلقي أجسادنا في زمرة وطن ما خانه غير المقيمين خارج الأحذية الجندية إلى أن نقطّع كف الذهول و نبسطه مجروحا بورد الفطنة المعطّر برد الجميل لأولئك المقيمين في الأحذية الجندية و زي المعركة المرقّط و تلك القبّعة على رؤوسهم التي من الواجب أن تنحني لها ما بقيت الرؤوس الأنيقة ..
ننام على هدوء و نصحو على أمان و بين الفعلين تترقرق ارتعاشات نضالية في دهاليز غفلتنا النائمة في عرق الجباه الجنديه..قبعاتهم الأنيقة " بيرية " و زي المعركة المرقط " كومبا " أرق من دموع عاشقة وفية ، أرق من دعوات ثابتة لا تليق إلا بأم شهيد منسية ، فليحميهم رب هذا الكون حين ننام على هدوء و نصحو على أمان.
من كتاب #أحلام_حافية
تأليف #خولة_عنان
