الجيش الإسرائيلي يستعد لتصعيد واسع في غزة ووزراء يدعون لاحتلال القطاع
تكتب "يسرائيل هيوم" أن الجيش الإسرائيلي يستعد لتصعيد واسع في قطاع غزة، لكنه لا يزال يحاول تجنبه. وحتى يوم أمس، كان التقييم والاعتقاد في الجهاز الأمني بأنه يمكن وقف التصعيد في الجنوب ولن تتدهور إسرائيل إلى عملية في قطاع غزة ليس معنيا بها الجيش، فيما تعتقد القيادة السياسية أنها لن تحقق نتائج استراتيجية من شأنها تغيير الوضع في الجنوب مقابل حماس.
وقد بدأ التصعيد أمس، عند الساعة 6:58 صباحا، حين نفذت حركة الجهاد الإسلامي توعدها بالثأر لمقتل ثلاثة من نشطاء الحركة، هذا الأسبوع، بعد قيام نشطاء الجهاد بزرع قنبلة مفخخة على السياج الحدودي بهدف تنفيذ هجوم.
وقد تعامل الجيش الإسرائيلي بشكل جدي مع تهديدات الجهاد الإسلامي بالانتقام لنشطائها، وبحسب الاستخبارات الإسرائيلية، يرى الجهاد في تدمير نفقه ومقتل رجاله المحاصرين في النفق حسابا لم يتم تصفيته مع إسرائيل. لذلك، قام الجيش الإسرائيلي بنشر بطاريات القبة الحديدية ونشر قواته على السياج منذ يوم الأحد.
وصباح أمس، عندما كان سكان غلاف غزة يستعدون للمغادرة ليوم آخر من العمل ويرسلون الأطفال إلى رياض الأطفال والمدارس، أطلقت حركة الجهاد الإسلامي وابلًا شمل أكثر من 30 صاروخًا وقذيفة هاون باتجاه كل غلاف غزة، من المجلس الإقليمي شاعر هنيغف ومجلس سدوت هنيغف وحتى مجلس أشكول في الجنوب. وكانت غالبية الذخائر عبارة عن قذائف هاون من عيار 120 ملم، التي تم تهريبها إلى قطاع غزة، والبقية صواريخ قصيرة المدى من عيار 107 ملم الإيرانية الصنع. وقد سقط بعضها في مناطق مفتوحة، لكن قذيفة هاون سقطت بالقرب من روضة أطفال في المجلس الإقليمي أشكول.
وقد حدد الجيش الإسرائيلي إطلاق النار هذا بأنه أشد وابل على غلاف غزة منذ عملية الجرف الصامد في صيف عام 2014، وخلال نقاش جرى في مكتب وزير الأمن أفيغدور ليبرمان، عرض رئيس الأركان غادي إيزنكوت بنك الأهداف المعدة للهجوم. وردا على ذلك، في تمام الساعة 12:00 ظهرا، قام عناصر من حماس والجهاد الإسلامي بإخلاء المقرات ونزلوا إلى أنفاق القتال الداخلية في قطاع غزة خوفا من القصف الجوي والبري الإسرائيلي، وشن سلاح الجو أوسع هجوم على قطاع غزة منذ صيف 2014.
وارتفعت فطريات الدخان، واحدة تلو الأخرى فوق مواقع الجهاد وحماس المستهدف. وتم قصف أكثر من 35 هدفا في سبع مناطق، بما في ذلك مواقع تخزين الصواريخ والأسلحة وأهداف للقوات البحرية التابعة لحماس وأهداف أخرى للمنظمتين، بينها نفق إرهابي لحركة حماس.
وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي رونين مانليس أمس "إن هذا هجوم إرهابي خطير ومنظم ضد المدنيين والأطفال. منظمة الجهاد الإسلامي هي منظمة إرهابية موجهة أيديولوجيا وماليا من إيران وتستخدم ذخائر إيرانية الصنع."
إصابة ثلاثة جنود
لكن إذا كان الجيش الإسرائيلي يعتقد أن الهجوم الجوي الواسع على قطاع غزة سيجعل حماس تأمر الجهاد بوقف إطلاق النار، فقد واصل الجهاد، بعد موجة الهجمات على أهداف حماس، إطلاق قذائف هاون قصيرة المدى باتجاه قواعد الجيش الإسرائيلي، على حدود قطاع غزة. وفي أشد الحالات خطورة، تمكن الجهاد من إصابة ثلاثة جنود بشظايا قذائف الهاون.
وقد أصيب جندي بجروح بين متوسطة وخطيرة جراء شظية أصابت قدميه. وأصيب جنديان آخران بجروح طفيفة. وقامت طائرة مروحية عسكرية بإجلائهم من حدود غزة إلى مستشفى سوروكا في بئر السبع. ومنذ ساعات بعد الظهر، واصلت حركة الجهاد الإسلامي إطلاق قذائف الهاون، وإجمالا، حتى مساء أمس، سقطت أكثر من 70 قذيفة صاروخية أو تم اعتراضها في الأراضي الإسرائيلية.
وقام رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غادي إيزنكوت بجولة على حدود غزة أمس، واطلع على جاهزية القوات وتحدث مع رؤساء المجالس المحلية في المجتمعات المحيطة بقطاع غزة. ورافقه في الجولة قائد المنطقة الجنوبية الجنرال إيال زامير وقائد كتيبة غزة العميد يهودا فوكس. وقال رئيس هيئة الأركان لرؤساء المجالس المحلية "أقدر جدا القيادة والحصانة المدنية التي يظهرها رؤساء السلطات المحلية والمواطنين في محيط غزة".
وقال وزير الأمن أفيغدور ليبرمان الليلة الماضية إن "أي مكان تطلق منه المنظمات الإرهابية النار على الأراضي الإسرائيلية هو هدف مشروع لمهاجمته من قبل سلاح الجو، مع كل ما يتبع ذلك". وفي ختام جلسة المجلس الوزاري، أمس، قالت مصادر أمنية رفيعة: "نريد خلق وضع يعزز فيه الجيش الردع الذي تولد بعد عملية الجرف الصامد والتوضيح للمنظمات في قطاع غزة أنها خسرت في يوم التصعيد".
نتنياهو "سنجبي ثمنا باهظا"
في الموضوع نفسه، تكتب "يديعوت أحرونوت" عن المشاورات الأمنية التي أجراها نتنياهو مع ليبرمان وايزنكوت، ورئيس الشاباك نداف ارجمان، ومسؤولي الجهاز الأمني، في أعقاب القصف الصاروخي للجنوب.
وقالت الصحيفة إن المشاورات لدى نتنياهو استغرقت حوالي ثلاث ساعات. وفي ختام النقاش، قال مصدر سياسي إن "إسرائيل تنظر بخطورة شديدة إلى الهجمات. حماس هي المسؤولة عن كل إطلاق للنار. نحن لا نتجه نحو التصعيد، لكن قوات الجيش الإسرائيلي سترد بقوة على كل إطلاق نار من قطاع غزة وسيجبي الثمن."
وبعث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو برسائل مماثلة أمس خلال مؤتمر الجليل الذي عقد في معالوت، حيث قال إن "إسرائيل تنظر بعين الخطورة إلى الهجمات عليها وعلى مستوطناتها من قبل حماس والجهاد الإسلامي من قطاع غزة"، مضيفا: "سوف يرد الجيش بقوة كبيرة على هذه الهجمات. إسرائيل ستفرض ثمنا باهظا على أي شخص يحاول النيل منها، ونرى حماس مسؤولة عن منع هذه الهجمات ضدنا".
وزراء يدعون لاحتلال غزة
وتضيف "يديعوت احرونوت" أنه بعد إطلاق الصواريخ الكثيف، تحدث العديد من وزراء الحكومة عن احتلال قطاع غزة كخيار مطروح على الطاولة. وقال الوزير يوفال شتاينتس في مقابلة مع Ynet: "يجب أن نختتم الحدث بطريقة لن يفكروا بعدها سبع مرات، بل 77 مرة في غزة، بما إذا كانوا سيكررون ذلك. قد لا يكون لدينا خيار آخر، ونضطر إلى ضرب غزة واحتلالها ووضع حد مرة وإلى الأبد للنظام الإرهابي". وحسب شتاينتس، فإن إسرائيل ليست معنية باحتلال كامل قطاع غزة، و"نأمل ألا يضطرونا إلى القيام بهذه الخطوة".
وقالت وزيرة القضاء اييلت شكيد لراديو الجنوب، أمس، إن الاستعدادات يجب أن تتم لاحتلال قطاع غزة في إطار السعي للإطاحة بحكومة حماس. وأضافت "لو وقعت كارثة في روضة الأطفال، لربما كان ذلك سيؤدي إلى الحرب. يجب أن يكون الرد قاسيا جدا، كما لو أن الدماء سالت هنا. كل الخيارات المطروحة على المائدة تشمل احتلال قطاع غزة". وعلى الرغم من ذلك، قال وزير الداخلية أرييه درعي في مؤتمر الجليل: "ليس لدينا مصلحة في احتلال غزة".
إسرائيل تنفي التوصل إلى وقف لإطلاق النار
وتكتب "يديعوت احرونوت" أن حركة الجهاد الإسلامي أعلنت الليلة الماضية أنه تم برعاية مصرية، التوصل إلى تفاهمات لوقف إطلاق النار ابتداء من منتصف الليلة الماضية، بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية. وفقا لها، تستند التفاهمات إلى الخطوط العريضة لوقف إطلاق النار التي تم التوصل إليها في نهاية عملية الجرف الصامد. لكن مصادر سياسية في إسرائيل نفت هذه التصريحات.
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، إن مصر عملت مع حماس والجهاد الإسلامي لتحقيق الهدوء. وفي المساء، أبلغت مصر إسرائيل أن "سفك الدماء سيتوقف" وأن حماس والجهاد الإسلامي سيعلنان وقف إطلاق النار. وحسب ما قالتاه مصر فقد "قررت حماس والجهاد الإسلامي الاكتفاء بما حدث." ووفقا للبلاغ المصري لإسرائيل، فإن الجهود المصرية في قطاع غزة مع حماس والجهاد الإسلامي "بدأت تؤتي ثمارها".
و قال مصدر فلسطيني في قطاع غزة مطلع على التفاصيل، لـ "يديعوت أحرونوت"، إنه خلال يوم أمس، توجه كبار قادة حماس إلى حركة الجهاد الإسلامي، ونقلوا لهم رسالة من مصر مفادها أنه ينبغي تجنب تدهور الوضع. وردت حركة الجهاد الإسلامي على حماس بأنها ليست مستعدة لقبول الأوامر من خلال طرف ثالث، وأن أي شخص يريد التحدث إلى المنظمة يجب أن يفعل ذلك مباشرة.
ولذلك توجه كبار مسؤولي المخابرات المصرية مباشرة إلى قيادة الجهاد الإسلامي ودعوهم إلى التوصل لهدنة ووقف التصعيد. وناقشت حركة الجهاد الإسلامي الطلب في وقت متأخر من بعد الظهر، واستجابت بشكل إيجابي بعد عدة ساعات. واشترطت المنظمة الإرهابية وقف إطلاق النار بطبيعة الرد العسكري الإسرائيلي - إذا حدث ذلك في وقت لاحق من الليل. وأشار المصدر إلى أن حركة الجهاد الإسلامي أشارت في ردها العسكري إلى أن وجهتها ليست التصعيد الشامل والواسع، لأنها كانت حريصة على عدم إطلاق صواريخ بعيدة المدى على الأراضي الإسرائيلية.
الجيش الإسرائيلي يدمر نفقا تسلل من غزة لعمق 900 متر داخل إسرائيل
تكتب صحيفة "هآرتس" أن الجيش الإسرائيلي، دمر، أمس الثلاثاء، نفقا طوله كيلومترين وتسلل إلى عمق 900 متر داخل إسرائيل. وفقا لما ذكره الجيش فقد تم اكتشاف النفق قبل 10 أيام واستخدم للتهريب ونقل الأسلحة. كان الجيش الإسرائيلي يعتزم تدمير النفق الأسبوع المقبل، لكنه استفاد من التصعيد في الجنوب لمهاجمته أمس، وهذا هو النفق العاشر الذي يدمره الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة.
إدانة دولية للقصف الفلسطيني لجنوب إسرائيل
تكتب صحيفة "هآرتس" أن المجتمع الدولي أدان، بعد ظهر أمس، القصف الصاروخي من قطاع غزة لجنوب إسرائيل، بما في ذلك روضة الأطفال في المجلس الإقليمي أشكول، وحذر من أنه تضر بجهود السلام في المنطقة. وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط نيكولاي ملدانوف إن "مثل هذه الهجمات غير مقبولة وتقوض جهود المجتمع الدولي لتحسين الوضع في غزة".
وقال ملدانوف: "أشعر بقلق عميق من إطلاق الصواريخ العشوائية من قبل النشطاء الفلسطينيين من غزة نحو المجتمعات في جنوب إسرائيل، وسقوط أحدها، على الأقل، في المنطقة المجاورة لرياض الأطفال والذي كان يمكن أن يقتل أو يجرح الأطفال. يجب على جميع الأطراف الحفاظ على ضبط النفس وتجنب التصعيد ومنع وقوع الأحداث التي تعرض حياة الفلسطينيين والإسرائيليين للخطر". وقد أصيب أربعة أشخاص بجروح طفيفة جراء الشظايا ولم يصب أحد أو يتضرر في روضة الأطفال.
وكتب المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جيسون غرينبلات أن إطلاق الصواريخ من غزة على رياض الأطفال والسكان المدنيين "يستحق كل إدانة. لقد فشلت حماس، وكل ما يمكنها أن تقدمه هو الإرهاب". وأضاف: "الفلسطينيون في غزة يحتاجون إلى قادة حقيقيين للتعامل مع المشاكل الحقيقية في غزة، مع المياه والاقتصاد والكثير من المشاكل الأخرى".
وأدانت فرنسا إطلاق الصواريخ، وقالت وزارة الخارجية في باريس إنها ملتزمة دون تحفظ بأمن إسرائيل. وقال البيان "فرنسا تدين استئناف العنف الذي لا يتماشى مع حل يسعى للسلام في الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني. استئناف عملية سياسية ذات مصداقية يتطلب من جميع الأطراف نبذ استخدام العنف."
وقال الاتحاد الأوروبي: "يجب وقف الهجمات على إسرائيل: الهجمات العشوائية على المدنيين غير مقبولة على الإطلاق، وهناك حاجة ملحة لتهدئة الوضع ووقف التصعيد لضمان حماية حياة المدنيين الإسرائيليين والفلسطينيين الذين يملكون الحق في العيش في سلام. ويجب كسر دائرة العنف واليأس بواسطة عملية سلام حقيقية ".
واشنطن تطالب بإجراء نقاش عاجل في مجلس الأمن
وتكتب "يسرائيل هيوم" أن السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي، طلبت من مجلس الأمن الدولي أمس، عقد اجتماع طارئ لمناقشة "الهجمات الأخيرة على إسرائيل من غزة من قبل حماس ونشطاء آخرين". ومن المتوقع أن يجري النقاش بعد ظهر اليوم الأربعاء. وفي بيان نشرته هيلي كتبت أن "هذا هو أخطر هجوم منذ عام 2014 وكان بعض النيران استهدفت روضة أطفال. يجب أن يشعر المجلس بالصدمة ويرد على أعمال العنف التي تستهدف إيذاء المدنيين الإسرائيليين الأبرياء. يجب محاسبة القادة الفلسطينيين على ما يسمحون بحدوثه في غزة".
في الوقت نفسه، قال مصدر في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض لصحيفة "يسرائيل هيوم": "إننا ندعو أولئك الذين يشنون الهجمات لوقف هذا العنف المدمر، نحن ندعم بالكامل حق إسرائيل في الدفاع عن النفس وحقها في العمل لمنع استفزازات من هذا النوع".
سلاح البحرية سيطر على قارب فلسطيني خرج من غزة احتجاجا على الحصار
تكتب صحيفة "هآرتس" أن البحرية الإسرائيلية سيطرت، أمس الثلاثاء، على قارب يحمل نحو 15 فلسطينيا أبحروا من غزة باتجاه قبرص احتجاجا على الحصار المفروض على قطاع غزة. وبحسب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، العميد رونين مانليس، فقد تجاوزت السفينة منطقة الصيد المسموح بها، وتم السيطرة عليها واقتيادها إلى إسرائيل. وأفيد في وقت سابق أن البحرية أطلقت طلقات تحذيرية على القارب.
وقد انطلق القارب تحت شعار "أسطول الحرية"، وعلى متنه نشطاء وطلاب جامعيين ومرضى يحتاجون إلى علاج طبي ولا يستطيعون مغادرة قطاع غزة. وتزامن انطلاق القارب الذي صاحبته عدة قوارب صغيرة، مع مرور ثماني سنوات على استيلاء البحرية الإسرائيلية على أسطول الحرية "مرمرة"، وقتل تسعة نشطاء أتراك مؤيدين للفلسطينيين.
وكانت لجنة رفع الحصار قد ذكرت في وقت سابق أن السفينة لم تحمل معدات أو أدوات يمكن أن تشكل تهديدًا أو يمكن استخدامها للعنف. وفقا لها، كان من المفترض أن تبحر السفينة لعدة أيام في اتجاه قبرص لنقل رسالة للمجتمع الدولي حول الحصار. وأضافت أن سكان غزة ليسوا بحاجة إلى مساعدة من الخارج فحسب، بل يحتاجون أيضًا للخروج إلى العالم الحر. وقال مصدر من اللجنة في المساء: "توجهنا إلى الصليب الأحمر وطلبنا منه التدخل لضمان سلامة ركاب القارب ونحمل إسرائيل المسؤولية عن سلامتهم." وأضافت اللجنة أنه سوف يبحر قارب آخر قريبا من غزة.
إصابة فلسطيني واعتقاله وهرب آخر بعد محاولتهما التسلل إلى مستوطنة "هار براخا"
تكتب صحيفة "هآرتس" أن فلسطينيا أصيب بجراح وتم اعتقاله، فيما لاذ آخر بالفرار، بعد محاولتهما التسلل، صباح أمس الثلاثاء، إلى مستوطنة "هار براخا"، في شمال الضفة الغربية. وكان الجيش قد شخص محاولة التسلل، وقام مركز الأمن في المستوطنة بإطلاق النار على الشابين، فأصاب أحدهما بجراح متوسطة، وتم اعتقاله. أما الثاني فقد تمكن من الهرب، وقامت قوة من الجيش بملاحقته.
تبرئة قائد مركز شرطة وضابط آخر من الاعتداء على فلسطيني وهو مقيد في الحرم الشريف
تكتب "هآرتس" أن محكمة صلح القدس برأت اثنين من ضباط الشرطة من لائحة اتهام قدمتها ضدهما وحدة التحقيق مع أفراد الشرطة بتهمة الاعتداء على فلسطيني وهو مقيد في الحرم الشريف. وقد قبل القاضي ادعاءات الشرطين بأن ما قاما به كان جزء من جهودهما للتعامل مع مقاومة الفلسطيني للاعتقال.
ووفقاً للائحة الاتهام، فقد قام ضابط الشرطة إيرز تافور، قائد محطة "قلب المدينة"، والضابط طال بن كيكي، من شرطة "منطقة داوود"، بمهاجمة الشاب الفلسطيني إحسان جرار، الذي شارك في مظاهرة عنيفة في الحرم الشريف ضد دخول اليهود إلى الحرم. ووفقاً للائحة الاتهام، فقد قاما باعتقال جرار بعنف، وقام أحدهما بخلع الجلابية عن جسد جرار وركله على الجزء السفلي من جسده. واستندت التهمة إلى توثيق التقطته كاميرات الشرطة المنصوبة هناك.
لكن القاضية جويا سكافا - شبيرا قررت تبرئة الضابطين وقبول الادعاء بأنهما مارسا العنف لكي يتم تقييد جرار، ولمواجهة معارضته للاعتقال. وعزت القاضية أهمية إلى حقيقة أن وحدة ماحش لم تستمع إلى إفادة.
وفيما يتعلق بتافور، زعمت القاضية: "هذه ليست أفعال مقصودة فقط لغرض إساءة المعاملة أو إلحاق الضرر بجرار، وهذا ليس عملية انتقام أو تفريغ للغضب أو الإحباط". وفيما يتعلق لكيكي، قبلت القاضي حجته الدفاعية، "لأنه في حالات مماثلة لم تقم الشرطة وماحش بمقاضاة أفراد الشرطة". وكتبت: "هناك تراكم للادعاءات المتعلقة بتطبيق القانون بشكل انتقائي، سواء فيما يتعلق بضحية المخالفة نفسه، الذي تم إغلاق الملف ضده بدون تفسير، أو في الحالات التي ارتكب فيها رجال الشرطة مخالفات مماثلة وتم تقديمهم إلى محاكمة تأديبية فقط". وأضافت أن "هذا التراكم يزيد من الشعور بالظلم في تقديم دعوى جنائية ضد المدعى ويمنحه الدفاع العادل".
تخريب حوالي 100 كرمة في كرم فلسطيني بالقرب من رام الله
تكتب صحيفة "هآرتس" أنه تم تخريب حوالي مائة كرمة صباح أمس (الثلاثاء) في كرم فلسطيني في قرية مالك، بالقرب من رام الله. وكتب المعتدون على صخرة قرب الكرم "تحية من ايش كودش" وهي بؤرة استيطانية قريبة. ويتبين من توثيق التخريب أنه تم قص جذوع شجيرات العنب. وشرعت شرطة لواء شاي بالتحقيق.
وفي نهاية الأسبوع الماضي تم تخريب كروم عنب في وسط الضفة الغربية وفي تلال الخليل الجنوبية. وكتب على بناية مجاورة لأحد الكروم شعار "كفى للإرهاب الزراعي، سنصل إلى كل مكان". وتم في كل كرم من كروم العنب قطع مئات الشجيرات. وشرعت شرطة لواء شاي بالتحقيق هناك، أيضا.
إسرائيل توقع اتفاقية تعليم مع بورما المتهمة دوليا بالتطهير العرقي
تكتب صحيفة "هآرتس" أن إسرائيل وقعت اتفاقية تعاون في مجال التعليم مع حكومة بورما (ميانمار) يوم الاثنين، وفقا لما نشرته نائبة وزير الخارجية تسيبي حوتوفيلي (الليكود) على حسابها في تويتر، والتي كتبت تحت صورة التقطت في حفل التوقيع: "نواصل التعاون مع أصدقائنا في جميع أنحاء العالم". ويشار إلى أن الأمم المتحدة قررت مؤخراً بأن جيش بورما قام بعمليات تطهير عرقي ضد الروهينجا، الأقلية العرقية المسلمة في البلاد، ولا يزال مئات الآلاف من الناجين يُعرفون بأنهم لاجئون.
ووفقاً لتفاصيل الاتفاق، الذي وصل إلى هآرتس، فإن إسرائيل وبورما ستعملان معاً لتطوير المناهج الرسمية للمدارس في البلاد لتعليم تاريخ المحرقة ودروسها، فضلاً عن "العواقب السلبية للتعصب والعنصرية ومعاداة السامية وكراهية الأجانب". وتعهدت الدولتان بتشجيع تطوير علاقات تعاون أخرى في مجال التعليم بالإضافة إلى العلاقة بين المعلمين والشباب من إسرائيل وبورما.
وتحافظ إسرائيل منذ سنوات على علاقات أمنية مع بورما، حتى خلال الفترة التي خضعت فيها بورما لحظر بيعها السلاح من قبل الاتحاد الأوروبي وخضوعها لعقوبات أمريكية. وقد حددت الأمم المتحدة بأن جيش بورما ارتكب جرائم التطهير العرقي ضد أبناء الروهينجا، بعد تقارير منظمات حقوق الإنسان التي أشارت إلى قيم الجيش بعمليات إعدام جماعي لأبناء الروهينجا من دون محاكمة، وممارسة العنف الجنسي والاغتصاب وإحراق القرى. وقد هرب حوالي 400 ألف مسلم من أبناء الروهينجا إلى بنغلادش المجاورة، ولا يزال الكثير منهم عالقون على الحدود. وفي تشرين أول 2017 نشرت "هآرتس" أن إسرائيل حولت أسلحة لبورما حتى خلال فترة تنفيذ أعمال التطهير العرقي.
مقالات
الجهاد الإسلامي فتح حساباً
يكتب تسفي برئيل في "هآرتس" أنه لا تدور حرب حتى الآن في غزة. وعلى الرغم من العدد الهائل من قذائف الهاون التي أطلقتها حركة الجهاد الإسلامي، والتي دعمتها حماس، إلا أن الجهاد يفضل تعريف إطلاق النار باعتباره عملية انتقام لمقتل ثلاثة من رجالها بنيران الجيش الإسرائيلي هذا الأسبوع. الهدف هو تأطير الحدث باعتباره حدثًا موضعيا، وليس فتح جبهة وتحطيم الآليات والتفاهمات التي تم التوصل إليها بصعوبة بين حماس ومصر وإسرائيل.
إسرائيل هي المتضرر المباشر لعمل الانتقام، لكن حماس لا تستطيع تجاهل التحدي الذي طرحته أمامها الحركة الشقيقة، التي تسود فجوة أيديولوجية بينهما. فإذا لم يكن الجهاد مستعدا لاحتواء قتل ثلاثة من رجاله، فماذا يعني ذلك بالنسبة لحماس - التي تجاوزت حتى الآن مقتل حوالي 50 من رجالها في مسيرة العودة خلال الأسابيع الستة الماضية. لكن نشطاء الجهاد الإسلامي شاركوا أيضا في مسيرات العودة الدامية، وفي حينه قررت قيادة الحركة الانضمام إلى استراتيجية حماس وعدم الرد.
هل قررت حركة الجهاد فتح حساب منفصل مع إسرائيل وإجبار حماس على الانضمام إليها؟ حاليا لا. حتى الآن، اكتفت حماس بإعلان التأييد والدعم، ولكنها لم تضغط على الزناد. وتنظر المنظمة إلى قيام الجهاد بإطلاق النار على إسرائيل كاستثناء للقواعد التي وجهت المنظمتين منذ بداية عملية المصالحة الفلسطينية الداخلية، وخاصة منذ أصبحت مصر هي صاحبة المصالحة وفرضت قواعد اللعبة سواء مقابل التنظيمين أو مقابل إسرائيل.
في آذار الماضي زار وفد من الجهاد الإسلامي مصر واجتمع مع رؤساء المخابرات المصرية. وأوضحت الحركة في حينه أن المنظمة تعارض أي هجوم على مصر وأنها تنضم إلى التزامات حماس بحماية الحدود بين غزة وسيناء ومنع عبور المخربين والمتفجرات. وتتفق حركة الجهاد الإسلامي مع حماس في مسألة المصالحة مع فتح والحاجة إلى الحفاظ على علاقات جيدة مع مصر، التي تتطلب، من بين أمور أخرى، وقف إطلاق النار مع إسرائيل.
لكن في صفوف حركة الجهاد الإسلامي لا يعم الهدوء. رئيس المنظمة، رمضان عبد الله شلح، لا يؤدي مهامه بعد خضوعه لسلسلة من عمليات جراحة القلب في بيروت (تحت إشراف أطباء إيرانيين) وفي نيسان فقد وعيه وأثار شائعات بأنه تم تسميمه. ونائبه زياد النخالة، يعمل منذ ذلك الوقت كرئيس للتنظيم ويعتبر مواليا لقاسم سليماني، قائد قوة القدس الإيرانية، الذي يساعد أيضا في تمويل المنظمة. إيران معنية بأن يحل النخالة محل شلح وأوضحت موقفها لقيادة المنظمة.
ومع ذلك، يوجد داخل المنظمة مسؤولون كبار، مثل محمد الهندي، وهو نائب آخر لشلح، الذي يفضل العلاقات مع تركيا والإخوان المسلمين على العلاقات مع إيران. في نيسان، استعدت المنظمة لإجراء انتخابات للقيادة وصياغة دستور جديد. لكنه تم تأجيل الانتخابات، على ما يبدو بضغط من إيران، خوفا من أن يتم انتخاب الهندي، وليس حليفها النخالة الذي يبلغ من العمر 67 عاما. في هذه المرحلة، لم يتم تحديد موعد جديد للانتخابات وما زالت الخصومات الداخلية تملي الاستراتيجية التي سيتم تبنيها في مثل هذه المواجهات التي تجري مع إسرائيل.
على الرغم من أن إسرائيل ترى في الجهاد الإسلامي ذراعا لإيران في قطاع غزة، إلا أنه في المنظمة نفسها هناك من لا يثقون بإيران، خاصة على خلفية تأسيس منظمة "الصابرون" التي انفصلت عن الجهاد في عام 2014، بأوامر من إيران، وحصلت على تمويل منها يقدر بمبلغ 12 مليون دولار في السنة. وقد اعتبر المسؤولون الكبار في حركة الجهاد هذه الخطوة ضربة قوية لوحدة التنظيم، ناهيك عن أنه بعد عام من ذلك، جمدت إيران التمويل السنوي الذي قدمته للمنظمة، والذي عاد قسم منه لكنه فشل في القضاء على الشكوك ضد إيران.
كما أن تورط إيران يغضب المنظمات السلفية في غزة، التي تخشى النفوذ الشيعي في القطاع. على الرغم من أن هذه المنظمات تتحدى في بعض الأحيان حماس، ولهذا السبب أطلقت النار على إسرائيل، فإنها تدعم سياسة الانفصال عن إيران من قبل حماس والفصيل المناهض لإيران في حركة الجهاد الإسلامي. لذلك، ليس من المستبعد أن يكون النشاط العسكري للجهاد ضد إسرائيل سببه خلافات داخلية في المنظمة، وليس فقط بسبب اعتبارات السيطرة مقابل حماس.
كما في السابق، دعت مصر نفسها هذه المرة، أيضا، للتوسط بين إسرائيل وحماس والجهاد الإسلامي من أجل تهدئة قطاع غزة. وتحافظ مصر، التي تتطلع إلى تعزيز المصالحة الفلسطينية الداخلية، على علاقات وثيقة مع حماس والجهاد الإسلامي، مستغلة الرافعة الرئيسية الكامنة في السيطرة على معبر رفح الذي فتحته طوال شهر رمضان. بالنسبة لمصر، فإن المصالحة ليست هدفاً، وإنما وسيلة للسيطرة على تعيين وريث لمحمود عباس، ومن ثم السيطرة على جميع العمليات الداخلية التي ستنتج عن تغيير القيادة.
بدون تعاون من حماس والجهاد الإسلامي، ستجد مصر صعوبة في إملاء التحركات السياسية والتأثير على القيادة المستقبلية لفلسطين. الرافعة المصرية الأخرى هي التعاون العسكري الوثيق مع إسرائيل، التي تملك قرار حجم الجبهة ضد غزة. إن المصلحة الإسرائيلية تقتضي الآن مساعدة مصر في تحقيق الهدوء وبالتالي تعزيز نفوذها ليس فقط في غزة ولكن أيضا في الضفة الغربية. المشكلة هي أن إسرائيل تنظر إلى المواجهة مع الجهاد وحماس ليس فقط كوسيلة للردع والعقاب، وإنما كإضافة إلى الهيبة التي يمكن أن تتغلب على الاعتبارات العقلانية.
تبادل ضربات استثنائي، ولا يزال من الممكن منع الحرب
يكتب عاموس هرئيل في "هآرتس" أنه على مدى الشهرين الماضيين، تم وضع قواعد واضحة للعبة على حدود قطاع غزة، والتي بالكاد تنحرف عنها إسرائيل وحماس. في كل يوم جمعة، وفي بعض الأحيان في منتصف الأسبوع، أرسلت حماس الحشود للتظاهر على طول السياج الحدودي مع إسرائيل. ورغم سقوط أكثر من 100 قتيل وآلاف الإصابات الفلسطينية بنيران الجيش الإسرائيلي، فضلت حماس إبقاء المواجهة على السياج.
لم تمتنع المنظمة فقط عن إطلاق الصواريخ على إسرائيل، بل إنها منعت أيضاً الفصائل الفلسطينية الأخرى في قطاع غزة من شن هجمات انتقامية. لقد فعلت حماس ذلك بسبب اعتبار واضح: عدم التسبب بضرر لتسويق رواية الكفاح الفلسطيني الشعبي ضد القناصة الإسرائيليين، على الرغم من استغلال المظاهرات كغطاء لزرع العبوات الناسفة وقيام نشطاء من الجناح العسكري لحماس بقيادة محاولات اختراق للسياج.
عند النظر إلى الوراء، يبدو أن حماس بدأت في تغيير نهجها بعد أحداث يوم النكبة في منتصف أيار، التي قتل خلالها 60 فلسطينيا. على الرغم من أن عدد الوفيات أثار المزيد من الاهتمام الدولي، إلا أن المنظمة لم تخترق السياج الحدودي الإسرائيلي أو الحصار المفروض على قطاع غزة (باستثناء التخفيف المؤقت للقيود المفروضة على فتح معبر رفح).
في الأسبوعين الماضيين وقعت العديد من الحوادث على طول السياج. تم إرسال خلايا إلى الحدود، والتي قامت بتخريب معدات الجيش الإسرائيلي ومواقعه على طول الجدار المضاد للأنفاق، الذي تبنيه وزارة الأمن، وزرعت المزيد من العبوات، وفي بعض الحالات كانت هذه الخلايا على ما يبدو تضم نشطاء من حماس، وفي حالات أخرى نشطاء من منظمات أخرى. ويدعي الجيش الإسرائيلي أن هذه الإجراءات كلها تمت بمصادقة من المنظمة وأحيانا بمبادرتها.
كثرة الحوادث على طول الجدار أدى إلى تفاقم الرد الإسرائيلي: يوم الأحد، بعد حادث زرع عبوة ناسفة على السياج، أطلقت دبابة تابعة للجيش الإسرائيلي النار على ثلاثة من نشطاء حركة الجهاد الإسلامي الذين كانوا في موقع مراقبة قريب. ويوم أمس، في حادث آخر، قتل ناشط من الذراع العسكري لحركة حماس بنيران إسرائيلية. في الماضي كانت حركة الجهاد الإسلامي تصر على الرد عندما ضربت إسرائيل رجالها، وهددت بذلك هذه المرة، أيضا. وصباح أمس، تم تنفيذ التهديد.
في حوالي الساعة السابعة صباحاً، أطلق الجهاد عشرات قذائف الهاون، والتي تم اعتراض الكثير منها بواسطة بطاريات القبة الحديدية. وهذا دليل إضافي على حدوث تحسن في نطاق استجابة النظام، والذي لم يتم تطويره أصلاً للتعامل مع التهديدات من مسافة بضعة كيلومترات، ولكنها صممت للتعامل فقط مع الصواريخ مثل القسام والكاتيوشا وغراد.
لم تقع إصابات نتيجة إطلاق النيران في الصباح، لكن قذيفة واحدة سقطت في ساحة روضة أطفال. ليس من الصعب تخمين ما كان سيحدث، وكيف سيكون رد فعل إسرائيل لو سقطت قذيفة الهاون هناك بعد نصف ساعة، عندما يقوم الآباء بإحضار أطفالهم إلى الحضانة.
وردت إسرائيل في ساعات الظهر، في عملية أشد من المعتاد في السنوات الأخيرة، لكنها ما زالت محدودة. فقد قام سلاح الجو الإسرائيلي بقصف 30 موقعًا تابعًا لحركة حماس والجهاد الإسلامي في سبعة مجمعات عسكرية. وأكد الجيش على عدد الأهداف وحقيقة أنها تعرضت للقصف في وضح النهار. لكن حقيقة أن أحداً لم يصب بأذى في قطاع غزة في القصف يشير إلى أن الجيش الإسرائيلي ما زال حذراً، ويريد تجنب القتل الذي سيؤدي إلى تصعيد آخر. وخلال عمليات القصف دمر الجيش نفقا آخر، هو العاشر من نوعه، خلال نصف سنة. وهذه المرة كان الهدف نفقا قامت حماس بحفره في الأراضي المصرية جنوب رفح، ومن هناك إلى إسرائيل. وقد وصل التوغل في الأراضي الإسرائيلية إلى عمق غير مسبوق على ما يبدو - حوالي 900 متر من الحدود.
كما يبدو فإن هذه الأرقام كانت أقل أهمية للمنظمات الفلسطينية. في فترة ما بعد الظهر، تم إطلاق وابل آخر من قذائف الهاون وكاتيوشا قصيرة المدى من عيار 107 ملم. وهذه المرة، وقعت إصابات في الجانب الإسرائيلي - أربعة مصابين بجروح بين طفيفة ومتوسطة جراء الشظايا، ومن بينهم ثلاثة جنود. هذه هي أكبر إصابة تفع في محيط غزة منذ نهاية عملية الجرف الصامد في آب 2014. وبالشكل الذي تجري فيه الأمور بين إسرائيل وقطاع غزة، يمكن الافتراض أن الرد الإسرائيلي سيأتي على الرد الفلسطيني.
الذراع الإيرانية
على مدى السنوات الأربع الماضية، والتي تم خلالها تسجيل العديد من فترات التصعيد، ادعت المخابرات الإسرائيلية أن حماس لا تملك السيطرة الكاملة على ما يحدث في قطاع غزة، وأنه في الحالات التي أطلقت فيها الصواريخ وجدت المنظمة صعوبة في فرض سلطتها على الفصائل الفلسطينية الأصغر. أما الآن، فالظروف مختلفة. لقد أثبتت حماس قبضتها الحديدية خلال الشهرين الماضيين وقادت المظاهرات التي بدأت كمبادرة مستقلة للنشطاء من قطاع غزة.
لقد تغيرت ألسنة اللهب وفقاً للإملاءات من الأعلى، بحيث جاءت بعد يوم من المواجهات المصحوبة بعشرات القتلى، أيام لم يحدث فيها أي عنف تقريباً. وبما أن الجيش الإسرائيلي توقع الرد من الجهاد وحذر منه، أمس الأول، فمن المعقول أن نفترض أن حماس فهمت ذلك أيضًا، وبالتالي سمحت قيادة التنظيم، على الأقل بالتغاضي، بإطلاق القذائف.
في ضوء تبادل الضربات خلال الـ 24 ساعة الماضية، تقوضت قواعد اللعبة التي تمليها حماس منذ شهرين من المظاهرات - وستجد المنظمة صعوبة في عرض الكفاح الفلسطيني كشعبي فقط. منذ دخل الجهاد الإسلامي في الصورة، لا عجب أنه تم إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون - خاصة منذ وأن المنظمة تحصل على تمويل من إيران، التي تملك مصلحة خاصة في الحفاظ على التصعيد في الجنوب بعد إجبارها على كبح جماح تحركاتها ضد إسرائيل في الصراع في سوريا.
كما ستؤثر المناوشات العسكرية على الأحداث في المظاهرات نفسها، والتي يتوقع أن تتجدد في نهاية الأسبوع. فلقد سبق وأعلنت حماس أنها تعتزم تركيز الجهود على السياج في الخامس من حزيران، ذكرى حرب الأيام الستة. "أسطول العودة" الذي نظمته حماس أمس، كإعلان لمعارضتها للحصار البحري لقطاع غزة، انتهى برد ضعيف.
لقد طغى تبادل إطلاق النار أمس، على الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لفترة طويلة (الهدنة)، مقابل الحصول على مساعدات مدنية واقتصادية لقطاع غزة. والآن سيركز الوسطاء برئاسة مصر على محاولة وقف الهجمات المتبادلة قبل وصول الأطراف إلى الحرب. الصور التي خرجت من بلدات غلاف غزة، أمس، صعبة للغاية وغير عادية مقارنة بالسنوات القليلة الماضية، ولكن يبدو أنه لم تتولد بعد أي عملية ستؤول إلى الحرب.
السبب الرئيسي لذلك هو أن القيادة الإسرائيلية لا ترى هدفاً يمكن تحقيقه في حرب غزة، بالنظر إلى الثمن الذي ستدفعه. باستثناء عضو الكنيست بتسلئيل سموطريتش (البيت اليهودي)، لا يبدو أحد متحمسا حقا لإعادة احتلال غزة وإحياء المستوطنات في غوش قطيف. لا يزال رئيس الوزراء نتنياهو قلقا من الأزمة في الشمال، بينما يفضل الجيش إكمال بناء الجدار ضد الأنفاق، والذي تواصل العمل فيه أمس، قبل الدخول في مواجهة عسكرية.
الحكومة لا تعترف بذلك بصوت عال، لكن حماس، طوال فترات التوتر، هي منافس مريح جدا بالنسبة لها. البديل الرئيسي. الفوضى التي من شأنها أن تعيد مرة أخرى المسؤولية عن مليوني نسمة في قطاع غزة لإسرائيل، تبدو أكثر خطورة. أما بالنسبة للأفكار المتعلقة بحكومة فلسطينية جديدة في قطاع غزة، فلا تزال هذه على الورق فقط.
ربما يستطيع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس تحقيق ذلك ولكنه لا يريد. ولكن منافسه، محمد دحلان، قد يريد ولكنه لا يستطيع ذلك بعد. لكن الأمور يمكن أن تخرج عن السيطرة وتتحول إلى حرب غير مرغوب فيها وغير مخططة، كما حدث في عام 2014. ولكن حتى بعد أحداث أمس، يبدو أن الجانبين لا يزال لديهما مخرج قبل وصولهما إلى مسار التصادم.
مصر تملك مفتاح إنهاء القتال
يكتب دانئيل سيريوتي في "يسرائيل هيوم"، أنه ليس صدفة قول زعيم حماس في قطاع غزة، يحيى سنوار، هذا الأسبوع، خلال مقابلة مع قناة "الميادين" اللبنانية، إن منظمته تنسق مع إيران على أساس يومي. هذه الرسالة كانت موجهة أساسًا إلى آذان مصرية وعربية، ولكنها تهدف أيضًا إلى التعبير عن الحالة المزاجية الحالية في قطاع غزة. المنظمات الفلسطينية، وعلى رأسها حماس، وبالطبع حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، أكثر انحيازا الآن لطهران من أي وقت مضى.
يعتبر توجه حماس لإيران كُفرا في أعين المسلمين السنة وحتى في أعين قطر، التي تمكنت في الماضي من تحقيق الهدوء بين الجانبين بفضل جهود الوساطة التي قام بها ممثل الإمارة لإعادة إعمار غزة. لم تعد قطر قادرة على التأثير على حماس بسبب المقاطعة التي فرضتها المملكة العربية السعودية ودول الخليج. ومفتاح منع التصعيد في قطاع غزة يكمن في مقر أجهزة الاستخبارات المصرية في القاهرة وليس في طهران. ولذلك، فإن أولئك الذين يستطيعون منع حماس ومنظمات المقاومة الفلسطينية من إحداث التصعيد هم المصريون، الذين أحنوا ذات مرة إسماعيل هنية وأمروه بوقف العنف على السياج.
وهذا هو، أيضاً، السبب في أنه على الرغم من استمرار وابل إطلاق الصواريخ والهجمات الجوية في جميع أنحاء قطاع غزة، أصدرت شخصيات رفيعة في حماس والجهاد الإسلامي تصريحات تفيد بأن المنظمات لا تتجه نحو التصعيد وجولة أخرى من الحرب. ويسود التقييم في الأوساط الفلسطينية في غزة ورام الله بأن هذه جولة أخرى من التنفيس من جانب المنظمات الفلسطينية المسلحة، التي تتعرض لضغوط شديدة من قبل سكان غزة، الذين يواجهون الأزمة الإنسانية والحصار المفروض على قطاع غزة، وكذلك من جانب نشطاء الأجنحة المسلحة، التي تلقت في الأسابيع الأخيرة ضربات متتابعة من الجيش الإسرائيلي. ومع ذلك، كلما مر الوقت وتواصلت جهود الوساطة التي تبذلها المخابرات المصرية، من المعقول الافتراض أن الجانبين سيحتويان هذه الجولة، حتى المرة القادمة، "يوم النكسة" في 5 حزيران.
حماس يجب أن تقرر: الهدنة أو الحرب
يكتب يوآب ليمور في "يسرائيل هيوم" أنه على الرغم من التصعيد الأقسى على حدود غزة منذ انتهاء عملية الجرف الصامد، قبل أربع سنوات، إلا أن الشعور بأنه لا يزال من الممكن تجنب حرب واسعة. هذا يعتمد بشكل رئيسي على حماس، وردها على هجمات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة الليلة الماضية.
التدهور الحالي لم يبدأ بالأمس، لكن مع فشل "مسيرة المليون" التي خططت لها حماس في يوم النكبة قبل أسبوعين. في محاولة للحفاظ على الاحتكاك مع إسرائيل، قررت المنظمة تحويل منطقة السياج إلى منطقة إرهاب، وكان من الممكن تنفيذ هجمات إرهابية - من إرسال الطائرات الورقية المشتعلة وزجاجات المولوتوف، إلى إطلاق النار ووضع عبوات ناسفة، وهو الحادث الذي أدى إلى مقتل ثلاثة من نشطاء الجهاد الإسلامي.
ظاهرا، كان إطلاق النار أمس رداً من الجهاد على قتل رجالها. لقد صادقت حركة حماس على إطلاق قذائف الهاون صباح أمس، معتقدة، كما يبدو، بأن الرد الإسرائيلي سيكون ضعيفا، ومن أجل الوفاء بواجبها فقط، وبذلك تنتهي جولة الصراع الحالية.
في تلك المرحلة، تجنبت حماس المشاركة النشطة في إطلاق الصواريخ، لكن الرد الإسرائيلي الواسع، الذي شمل مهاجمة عشرات الأهداف (بما في ذلك تدمير نفق في جنوب قطاع غزة)، خلق ضغطًا هائلًا عليها للرد - من قبل النشطاء وأعضاء المنظمات الأخرى. لم ترغب حماس بفقدان السيطرة على القطاع وقررت الانضمام إلى إطلاق النار. وقد وصف مسؤول كبير في الجيش الإسرائيلي ذلك بالقول إنها "متلازمة فتح"، مشيرا إلى خشية حماس من أن ينظر إليها على أنها تجلس على السياج ولا تقوم بدور نشط في النضال الفلسطيني.
يمكن الافتراض أن الإحباط المستمر بسبب الوضع العام في قطاع غزة، والفترة الطويلة التي لم يفعل خلالها رجال المنظمة شيئا، أسهما في قرار التحرك. ومع ذلك، فقد حرصت المنظمة على السماح فقط بإطلاق النار على البلدات القريبة من حدود قطاع غزة، وعدم توسيعها لتشمل مدن أبعد من أشدود وبئر السبع وحتى تل أبيب.
في إسرائيل، تخبطوا، أمس، بشأن شدة الرد، لكنه ساد اعتقاد واسع بأن هناك حاجة للقيام بإجراء حاسم يوضح لحماس أنه تم تجاوز خط أحمر. إعلاميا، حملت إسرائيل مسؤولية مزدوجة عن التصعيد في الجنوب، لإيران، التي تمول وتشجع، وعلى حماس، التي تسيطر على القطاع – ووجهت ردها العسكري في الأساس ضد حماس، وبشكل أقل، ضد الجهاد، على الرغم من مسؤوليتها المباشرة عن التصعيد. لكن في الجانب الإسرائيلي أيضاً، كانوا حريصين على عدم كسر الأليات، وسعوا لتجنب وقوع خسائر فلسطينية قدر الإمكان.
كان الهدف الرئيسي من هذا هو السماح لحركة حماس بمجال من المناورة والصد، قبل الشروع في حملة واسعة النطاق. وقد استعد الجيش الإسرائيلي لمثل هذا الاحتمال (تم تحديث الخطط في الأسابيع الأخيرة، وتم تعزيز القوات منذ يوم النكبة، وفي العديد من المواقع، تم نشر بطاريات القبة الحديدية وتم تنفيذ الاستعدادات التشغيلية والاستخباراتية التكميلية) لكنه يفضل عمليا الامتناع عن استخدامه.
أولئك الذين يمكنهم المساعدة في هذا الأمر هم مصر وقطر - اللتان توسطتا بين الجانبين وحالتا دون التصعيد قبل أسبوعين - ولكن نشاطهما كان هامشيًا حتى يوم أمس. هذا يعني أن القرار في يد حماس. إذا كان رد فعلها على الهجمات واسعة النطاق التي شنتها القوات الإسرائيلية خلال الليل طفيفًا، فسوف تتمكن إسرائيل أيضًا من خفض ألسنة اللهب. من ناحية أخرى، إذا بدأ صباح اليوم بمحاولات ضرب حضانة أو مدرسة (وسقوط ضحايا لا سمح الله)، فسيكون على إسرائيل الرد بقوة، وقد ينزلق الوضع إلى حالة من فقدان السيطرة.
الرأي السائد في إسرائيل هو أن حماس تريد تجنب ذلك، لكن سلوكها أصبح الآن مرتبكاً ومضطرباً - وصفة مألوفة للأخطاء. حتى لو نجح الطرفان في الإفلات من التصعيد، فلن يكون من الممكن اعتبار ذلك نهاية القصة. غزة تغلي لعدة أسباب، أبرزها الوضع الاقتصادي والإنساني الصعب، إلى جانب الإحباط السياسي والدبلوماسي المتزايد. في هذه الحالة، وعلى خلفية فشل حماس في توفير حلول لسكان قطاع غزة، يمكن لها المضي نحو احدى طريقتين - الهدنة أو الحرب. حتى يوم أمس، كان كلاهما مطروحا على الطاولة.