📁 آخر الأخبار

حول بيان حماس : خطة وبرنامج عمل للإطاحة بالسلطة الوطنية ورئيسها محمود عباس

كان علي أن أقرأ بتدقيق ، في هدأة الليل وانقطاع الكهرباء ، بيان المكتب السياسي لحركة حماس الذي ذيَّله بتوقيعه رئيس المكتب السياسي للحركة اسماعيل هنية ، والذي تضمن خطة وبرنامج عمل للإطاحة بالسلطة الوطنية ورئيسها محمود عباس وكذا رئيس وزرائها رامي الحمدالله وكذا الانقلاب على قيادة حزكة فتح وكوادرها ، والاستيلاء على السلطة ، ومنظمة التحرير ، والمجلس الوطني الفلسطيني وما يتبعه من اتحادات ونقابات ومجالس وأطر شعبية في الوطن والشتات ، شكَّلت الأساس وحجر الزاوية ، الذي يقوم عليه المجلس الوطني الفلسطيني وناظمتُه منظمة التحرير الفلسطينية .

ولقد قرأت في السطور صراحة ، وما بين السطور تلميحاً ، من الدعوة إلى انقلاب على حركة فتح عبر حَراكٍ سياسي فصائلي وتنظيمي تقوده حركة حماس في الضفة والقطاع لم يغفل البيان طبيعته ، التي قد تصل حد الاشتباك واستخدام السلاح ، بل لقد دعا البيان صراحة إلى استنفار شامل لأعضاء حماس في الضفة ، والانتظار والترقب ، حتى يحين الوقت للانقضاض والإجهاز على السلطة ، وحركة فتح والاستيلاء على المنظمة والسلطة ..
ولقد قرأتُ في بيان حركة حماس أموراً ذات دلالات هامة وخطيرة وهي على النحو التالي :
١. أن البيان الصادر هو عن رئيس المكتب السياسي لحماس وباسم حماس ! وهو قد ذكر أنه يعبر عن رأي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، والجبهة الديمقراطية وحركة الجهاد و" التيار الإصلاحي" ! الذي يقوده من دبي محمد دحلان الذي شاهدناه يرافق محمد بن زايد ولي عهد الإمارات أثناء زيارته السرية لإسرائيل قبل ثلاثة أشهر !! فهل حماس هي التي أنشأت التحالف وتقودُه وتنطق باسمه ، وإذا كان الأمر غير ذلك ، لماذا لم تنبس الأطراف والتنظيمات والفصائل بكلمة واحدة ؟! وما داموا لم يوقعوا على البيان هل نعتبر نحن الجمهور موافقتهم على البيان تحصيل حاصل .
٢. أن البيان الذي صدر عن رئيس المكتب السياسي لحماس موجهٌ ألى مجلس الشورى وإلى أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس ؟! وبالتالي فإن على الذين أتى على ذكرهم من تنظيمات وضعَنا في صورة ما تم التوافق عليه ، مع إدراكنا تماماً أن الأطراف الواردة ذكرها ليسوا على خط سياسي ولا على قلب رجل واحد ..
٣. أتى البيان على ذكر المصالحة محمِّلاً السلطة وحركة ورئيس الوزراء رامي الحمدالله ورئيس المخابرات مسؤولية إفشالها ! مشيراً إلى ما اسماه بالمسرحية التي هي من إخراج السلطة وتأليفها . ولقد أدهشتني رواية البيان حول هذا الحادث المُشين ، والذي كان عليه ألا يتطرق له ، إذ إن تداعياته أسفرت عن إزهاق أرواح ، وارتباك في الرواية ورداءة وسذاجة في الإخراج . وإن تحميل البيان المسوولية للسلطة هي عودة إلى صفحة كان على حماس أن تطويها ، فهي تحرجها ولا تُعفيها أو تُبيِّض صفحتها ..
٤. احتفل البيان بمسيرة العودة والاعتصام حتى كأن حماس هي الي اخترعت المسيرة وخطَّطت لها ونفذتها ! في حين أن الكل يعلم تماماً أن حماس لم تكن صاحبة الفكرة ولا هي قائدة لجنة التنسيق العليا وإنما التحقت بها فيما بعد ، عندما آتتْ أُكلها. هل وفي الأساس فإن فكر حماس بعيدٌ عن الفكرة وعن كل مقاومة سلمية ..
ه. إن بيان حماس تصدَّى لأول مرة إلى التفاوض مع إسرائيل على الرغم من رفضه السابق للفكرة جملة وتفصيلاً " . لقد سمعت من السيد محمود أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياس لحركة حماس ما يشبه ذلك بل أكثر منه ، وهو أن التفاوض مع إسرائيل غير حرام شرعاً ! إنني هنا أوافقه وأزيد بأن مفاوضة سلطة الاحتلال واجب وضرورة ، فنحن لا نواجه أشباحاً وإنما قوى باغية طاغية تحتل ارضنا وتمارس القمع والقتل والجريمة المنظمة ضد شعبنا .. ولقد كنت أود لو أن السيد أبو مرزوق قد ذهب إلى ما يليق بالانقلاب الفكري وهو أن التفاوض محبَّذٌ شرعا!!
ثم .. قد أحتاج إلى قراءة أخرى أكثر تدقيقاً وعمقاً في بيانٍ هو الأخطر في هذه المرحلة وهذه الأوضاع الكارثية ، التي تعصف بقطاع غزة وبأهالي هذا القطاع المنكوب بحكامه ، وبضيقِ عيشٍ لم تعُد أمامه من فسحة للأمل ..

@ الرابط الاصلي 
@Ziad Abedelfattah