تقليدا لأستاذي الكبير (عباس حدادين) الذي اطلق على صفحته سلسلة مقالات ذكية، لتبسيط وإشاعة المعرفة العلمية، قررت أنا العبد الفقير الى الله، العارف بمبتغاه، أنا العليم العلامة والفهيم الفهّامة، شيخ الزمكان، ودرة العصر و الأوان، ان اغلّب نفسي، واكتب للبسطاء ممن لم يسعفهم الحظ للدرسِ، او النكش و القص و الدسِ.. و ان افيدكم مما فتح الله علي من بحر علمه، وخصني بلطائف حلمه، لألخص لكم أبرز ما يحتاجه الانسان العادي والحباب، من المام بشتى حقول الفن والآداب .. بعد ان قرأت لكم الفَ كتابٍ وكتاب، وبذلك تصبح يا صديقي مثقفا دون اي أتعاب.. وتجلس بين الشباب، فتعرط عليهم وتسلب منهم الألباب.. و تبهر الناس، ليدركو ان العلم بالراس وليس بالكرّاس.
فقط المطلوب منك، ان تأخذ مني ولا تسمع لأحدٍ غيري، ولا تجادلني في امري حتى احدث لك منه ذكرا.. المهم تفتحلي ثمك، وترخيلي اذنك، واعدك ثم اعدك، ان اجعلك تضع كل الدكاترة والاكاديميين، ورجال الدين والكتاب والمبدعين،.. وجميع مثقفي الديرة.. بجيبتك الزغيرة.
سوف ابدأ معك دروسنا الاولى في مجال الاداب، واترك مجال الدين لبعدين، تا يخلص رمضان، حتى ما يقومو المتشددين يشلو عرضنا وهم متحمسين.. و يتهمونا بالمروق من الدين و الزندقة، ليشعلو لنا المحرقة.. وينصبو فوق رأسنا المشنقة.
الحلقة الاولى: المعلقات الشعرية
هذي المعلقات يا حفيظ السلامات، قصائد ظلو ينشروها بالجاهلية/قبل الاسلام، مثل حبل غسيل بسوق اسمو "عكاظ". وحتى تحفظ انت اسم السوق، وما تصيرش تحوس وتلوق، تخيل انها الناس بسوق عكاظ كانت تركظ ركاظ.
المهم في واحد ملعون حرسي، وقوي البلعوم، اسمو (عمرو بن كلثوم) دغملوه معلقة رويمه من هالمعلقات، تيجي الف بيت ما ظلش منها غير ميت بيت.. بنعرفش مين لطش اخت باقي الابيات.
عمرو بن كلثوم هذا حتى ما تنسى اسمو يا عمري، اربطو بذاكرتك بؤغنية (انت عمري) لأم كلثوم، بس بصوت الشيخ عمرو خالد.. ليبقى ذكره في عقلك خالد، و كان في ملك جنوب العراق، كمان اسمو عمرو بن هند، محترم بس اموه كرنيبه لا تطاق، كانت يوم قاعدة على هالحصيره، تعبانه و فسقانة، وبتلت وبتعجن مع نسوان الحارة وكانت زعلانه، قالتلهن انا حاسس انو ما بيش حد احسن مني، مال وجاه وعز وإماره، قالولها "في وحده اسمها ليلى، حكيمة و مش مثلك حماره، عمها الملك كليب وابوها الزير سالم وزلمتها كلثوم وابنها الشاعر عمرو الي ماخلاش تعتب عليه أي خمارة.." طبعا هالحكي مش من عندي فقد جاء في معلقة عمرو بيتا شعريا يثبت انه تبع قزايز بصريح العبارة:
وكأسٍ قد شربتُ ببعلبكً
وأخرى في دمشقَ وقاصرينا
الحاصلو.. قامت ندهت على ابنها الملك وقالتلو ولك يا هامل يا مشم كيف بيقولو ليلى احسن مني، وانها مستحيل تخدمني، قوم هاتلي اياها قوم، بدل ما انت قاعد مثل البوم.. اتصل الملك عمرو بن هند بالشاعر عمرو بن كلثوم، وقال له انت عندي معزوم، جيب الوالدة وتفضلو اسهرو عنا الليلة.. على قلاية لحم مفروم.. بس بالله جيب بطريقك شوية قضامة ومعسل سلوم.
أجا الشاعر واموه ويا غافل الك الله، ام الملك هند طفّشت كل الشغالات الي عندها، وقالت لضيفتها -ليلى- بالله يا لولو ناوليني هالزبدية او هالسحلة من جنبك مش قادر البوفيه اطولو، سوت حالها مش سامعه ليلى، ناوليني ما بناولك..، وصارن يحشن في شعر بعضهن، قامت دبت الصوت ليلى وقالت (وا ذلاه..وا تغلباه) ابنها بالشق الثاني قاعد مع الزلام، وبسولفو عن فضائل الأصنام والأزلام، سمع امه من جوا بتولول، وبدون ما يفهم شو السولافة وليش اموه بتزعبر، ويقوم يتناول هالسيف ويقطع فيه راس الملك في ضربة بتّارة..رغم انه ضيف.. وبسرعه نط عند اموه ويرفش في بطن هذيك الختيارة..
بإختصار سيبك يا صديقي من كل هالتفاصيل هاي، لأنه وللامانة كل ما كان قبل الاسلام مشكوك فيه بما فيه هذه القصة التي رأى كثير من النقاد ومنهم طه حسين انه تم فبركتها في القرن الثاني الهجري..
وفيما يتعلق بالقصيدة فمعظم ابياتها حكي فاضي، يكفيك ان تحفظ بعض اجمل ابيات الفخر التي جاءت فيها ومطلعها فقط:
ألا هبي بصحنك فأصبحينا
ولا تبقي خمور الأندرينا
إذا ما المَلْكُ سامَ الناسَ خَسْفاً
أبيْنا أن نُقرَّ الذلَّ فينا
ملأنا البرَّ حتى ضاقَ فينا
وظهرُ البحرِ نملؤهُ سفينا
إذا بلغَ الفطامَ لنا صبيٌّ
تخرُّ لهُ الجبابرُ ساجدينا
#ابوطراوة.