أخر الاخبار

رغم طلب السلطة.. لماذا لم تقطع إسرائيل الكهرباء عن غزة؟.



منذ أن رفضت إسرائيل وقف اقتطاع مبلغ 40 مليون شيكل من المقاصة الفلسطينية كثمن للكهرباء التي يزود الاحتلال بها قطاع غزة، حتى بدأ الكثير من التساؤلات تدور في أذهان جميع سكان قطاع غزة، حول أسباب هذا الرفض، رغم أن ذلك يزيد الخناق على حماس في غزة.

وبحسب محللين ومختصين بالشأن الفلسطيني والإسرائيلي، فإن هذا الرفض يرجع إلى عدة أسباب، من ضمنها أسباب أمنية واقتصادية وبيئية وأخرى تلميع صورتها أمام العالم، غير أن المحللين شددوا في أحاديث منفصلة لـ"دنيا الوطن" على أن إسرائيل تدرك أن انقطاع الكهرباء والتضييق على غزة سينفجر في وجهها وحدها.

ومن المعروف أن اسرائيل تخصم ثمن كهرباء قطاع غزة من ضريبة المقاصة التي تجبيها على البضائع الواردة إلى القطاع عبر معابرها، فيما طلبت السلطة الفلسطينية من إسرائيل قبل أسبوعين بوقف خصم هذه الفاتورة من "المقاصة"، نظراً للخلاف السياسي الفلسطيني السائدة.

ليس معنياً

ويرى المحلل السياسي حسام الدجني، أن إسرائيل ترى قطاع غزة منطقة ملاصقة جغرافيا، وضمن فضائها الأمني والسياسي والاقتصادي، ولذلك فإن مسألة انقطاع الكهرباء بشكل كامل عن قطاع غزة سيرتد على إسرائيل في مجمل المجالات الأمنية والبيئية والاقتصادية والعسكرية.

وقال الدجني لـ"دنيا الوطن": "في الإطار البيئي فإن انقطاع الكهرباء، أدى لتعطل محطات الصرف الصحي، وبذلك فإن المياه العادمة ستلقى في بحر غزة، وستصل إلى سواحل المجدل وأسدود وزيكيم، وبالتالي تكون إسرائيل أمام كارثة بيئية خطيرة".

وأضاف "أما البعد الأمني فإن انقطاع الكهرباء بشكل كامل عن غزة، سيوقف شبكة (الإنترنت) والاتصالات عن القطاع، وهي ا أكبر كنز استخباراتي لإسرائيل لن تتخلى عنه بشكل سهل، لأنها تتنصت على كافة مكالمات قطاع غزة، نظراً لأن السيرفرات الخاصة بالاتصالات موجودة في إسرائيل".

وأكد الدجني أن إسرائيل تخشى من أن التضييق على غزة سيدفع سكانها إلى الانفجار الشعبي السلمي إلى الحدود، أو الانفجار المسلح من قبل فصائل المقاومة التي لن تقبل بالموت البطيء لغزة، وستوقف التهدئة التي من أهم شروطها توفير ظروف الحياة، وبالتالي ستنهار التهدئة وتكون أمام تصعيد عسكري، وهذا ما لا تريده إسرائيل.

تصعيد غير مطلوب

واتفق المختص في الشأن الإسرائيلي د. مأمون أبو عامر، مع سابقه، في أن قطاع غزة يقع ضمن المجال الحيوي لإسرائيل وأن أي تضييق عليه سيؤثر سلبياً على  إسرائيل.

وقال أبو عامر لـ "دنيا الوطن": "قطع الكهرباء عن قطاع غزة والتضييق عليه سيؤثر على الأوضاع القائمة فيه، والتي من الممكن أن تدفع باتجاه المواجهة ،وهذا ما لا تريده إسرائيل، وبالتالي فهي لا تريد أن تتحمل نتائج وتبعات قرار السلطة الفلسطينية بوقف خصم فاتورة الكهرباء من المقاصة".

أما الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو، فيؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي لا يريد الذهاب باتجاه التصعيد، وليست لديه رغبة بالانفجار في قطاع غزة.

وقال عبدو لـ"دنيا الوطن": "ما تريده إسرائيل هو إدارة الأزمة واستمرارها لأطول فترة ممكنة في قطاع غزة، وهذا برنامج إسرائيلي، بحيث لا يؤدي لحالة انفجارية، خاصة أن التسهيلات التي تقدمها إسرائيل لغزة وزيادة البضائع تستفيد من ذلك في هدوء واضح في قطاع غزة".

وأشار إلى أن إسرائيل لا تريد إضعاف غزة إلى درجة تصبح فيها القبضة الأمنية مرتخية، الأمر الذي سيسمح لكل فصائل القوى بالعودة الى حالة من عدم الاستقرار والتوتر الدائم وهذا ما لا تريده إسرائيل.

وتمثل الطاقة الواردة عبر الخطوط الإسرائيلية بعد توقف محطة كهرباء غزة عن العمل حالياً أكثر من 80 في المائة من الكهرباء بغزة، إذ يصل يومياً ما يتراوح بين 120 إلى 125 ميغاوات.

ويعاني قطاع غزة من أزمة حادة في الكهرباء لا يتوفر منها إلا أقل من 200 ميغاوات، من بين احتياج القطاع من الكهرباء الذي يصل إلى 400 ميغاوات على الأقل، وفق أرقام سلطة الطاقة الفلسطينية.
Gaza Electricity Hamas
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-