أخر الاخبار

رمضان و الزعران

أزعر من ولاد حارتنا برمضان زمان، الله ما خلق، لا كانو يخلو هالصايم ينتفع بصيامو، ولا المفطر يتهنى بإفطارو.. يعني لا بدهم يصومو ولا بدهم يخلو حدى يصوم.
بذكر كان النا جار فلسطيني عندو كراج تصليح سيارات، وكان عصبي المزاج، اذا بدو يحكي مع ابنو بلطف، ينقرو بالمطرقة الحديدية على راسو، صارو اولاد هالحارة كل ما يشوفوه مولع سيجارتو مع كاسة شاي ولابد جوات المحل والدخنه قاطبه، يقعدولو قبالة المحل ويصيرو يغنولو "يا مفطر رمضان يا عايف دينك.. قطتنا السمراء تقطع مصرينك.."، يظلهم على هالرشة، حتى يسكر الورشة، ويعوف كاسة الشاي والسجارة، ويكره الساعة التي جاء بها الى هذه الحارة".
كنت طفلا ودودا، وصاحب قلب رحيم كالأقحوان، و اختلف بكثير عن هؤلاء الزعران، لكن كان لدي هواية غريبة في رمضان، اسعى خلالها للتخفيف عن الصائمين المنتظرين بفارغ الصبر لحظة الاذان.. فأصعد الى سطح المنزل وفي يدي محقان الكاز.. وأبدأ بالاذان.. قبل موعده بنصف او ربع ساعة.. بعض الجيران يبلشو يفطرو.. وابوي مباشرة يولع سيجارتو.. وما ان ينطلق الاذان الحقيقي..حتى تنطلق الشتائم في إثري من كل اتجاه، ما بعرف ليش رغم انو قصدي شريف، الغريب في الامر انني كلما كررت صنيعي وجدت هناك من يستجيب، أما ابي "رحمه الله" فقد كان أكثر حكمة من الجميع، اذ كان بمجرد ان يراني قد حملت محقاني.. حتى يشعل سيجارته.. ويجعل نفسه لم يراني.
#ابوطراوة

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-