"أراب آيدول" برنامج محبة وسلام
كتب شفيق التلولي
أن تفرح أمتنا العربية وبخاصة شعبنا الفلسطيني خير من الحروب والدمار وكل الشعارات والكلمات التي لا ترغي من موج البحر غير الزبد، هذا ما جعلني أكتب في نهاية كل موسم من مواسم "أراب آيدول" على مدار المواسم الأربعة السابقة.
بالأمس أسدل ستار الموسم الرابع على لوحة جميلة ظهر فيها شباب فلسطين الثلاثة الفائز يعقوب الشاهين وأمير دندن الذي نعتبره أيضا فائزا ومحبوب العرب محمد عساف الذي أسر قلوب العرب.. لوحة تجلت فيها غزة وبيت لحم ومجد كروم؛ لترتسم ملامح الوطن في أبهى صورة ولينتصر على الاحتلال والحواجز والحدود والانقسامات وفي هذا السياق لا ننسى هيثم خلايلة الذي أشعل الموسم السابق أيضا كما أشعل عمار حسن من ذي قبل قبل "سوبر ستار" العرب.
ليلة فارقة وجميلة وبهجة لا توصف أدخلها لقلوبنا هؤلاء الشباب في حلكة الليل البهيم؛ الشباب الذي يحلم بالتحليق بأجنحة الهجرة إلى ما وراء البحار قهروا بالفن والغناء كل مستحيل وأنشدوا للمحبة والسلام وقالوا كلمتهم في الحروب التي لا تجلب غير الدمار، الفن الذي كان وما زال يشكل الرافعة الأساسية في منظومة النضال الوطني الفلسطيني وعبر عن قضيتنا بالكلمة واللحن الجميل ووصل بالأغنية إلى قلوب العالم وقال هنا فلسطين هنا ما زلنا نحلم بوطن وعلم وهوية.
إن برنامجا كبرنامج "أراب آيدول" يستطيع أن يجمع شباب العُرب في هذا الإطار التنافسي الذي قوامه المحبة والسلام يستحق أن يحترم وتُرفع له القُبعة وإن ما نراه من دموع تتساقط فرحا بصعودهم إلى خشبة هذا البرنامج وحزنا على حالتنا العربية المتردية وعناق وتشابك فيما بين المتنافسين يؤكد بأن الشباب تواق للمحبة والسلام لا للتوحش والاحتراب وهذا يدلل على سقوط كل محاولات شيطنتهم وأخذهم إلى مربعات التطرف والتغول والدعشنة أو التغريب والهجرة.
علينا أن نبني على ما رأيناه وأن نمسح دموع هؤلاء الشباب بإحلال المحبة والسلام وانهاء كل الحروب والانقسامات التي ما انفكت تعصف بمنطقتنا العربية وأن نؤسس إلى قاعدة جديدة قوامها رعاية الشباب والاهتمام بهم وأخذهم إلى النجوم لا إلى آتون التيه والضياع وهذا يتطلب احداث ثورة ثقافية وفنية تقوم على أساس التربية الممنهجة والموجهة وتكثيف مثل هذه البرامج التي تعطي الأمل للشباب بقادم أجمل وأن ما زال لهم مكانا تحت هذه الشمس وعلى هذه الأرض التي تستحق الحياة.
مرة أخرى نبارك لكل الفائزين بلقب "أراب آيدول" في مواسمه الأربعة بدءا من كارمن سليمان ومحمد عساف وحازم الشريف ويعقوب شاهين وكل المشاركين من شباب أمتنا العربية الواعد، وكل التحية لليمن خزان العروبة التي أنتجت هذا الفنان الجميل أمير محمد الذي أبلى بلاء حسنا وبكى وأبكى جماهيرنا العربية ولعل رسالته رسالة المحبة والسلام الموسومة بالدموع تكون قد وصلت إلى مشعلي الحروب والفتن.
شكرا قناة ال mbc.. شكرا أراب آيدول.. شكرا لجنة التحكيم شكرا لكل من أسهم فيه ولو بصوت أو مشاهدة وكل عام وأنتم وأمتنا العربية وشعبنا الفلسطيني بألف خير.